اعتقد انه كان من المهم جدا - ان يكون هناك (ميثاق شرف) تلتزم به جميع مكونات الحوار الوطني , وان ينص في مقدمته على ضرورة التهدئة الاعلامية , ووقف كافة اعمال التحريض والعنف وبث الاحقاد والكراهية بين ابناء المجتمع , على الأقل كان ذلك سيساعد على ايجاد وتوفير بيئة ملائمة للحوار الوطني , ومناخ مناسب ومؤهل للعمل السياسي والمدني, وسيساهم بقدر كبير في انجاح وتقدم العملية السياسية بشكل افضل مما هي عليه الآن من تشوهات وأخطاء . التحريض الاعلامي الذي تمارسه وتقوم به بعض القنوات والوسائل الاعلامية التابعة لعدد من الاطراف والمكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني , اضافة الى بث الاحقاد واشكال الكراهية , ونشر سموم الفتنة والصراع الطائفي والتفرقة بين اليمنيين , كل ذلك لا يخدم الحوار ولا يساعد في نجاحه , حتى وان تمكن الحوار الوطني من التوصل الى مخرجات متطورة ومدنية وديمقراطية حقيقية , فإن فرص تنفيذها وتحقيقها على ارض الواقع ستكون ضئيلة ونادرة جدا , بسبب التحريض والشحن والتعبئة الخاطئة التي مارستها اطراف ومكونات الحوار ضد بعضها البعض . لذا من المؤكد اليوم اننا بحاجة الى اعادة صياغة خطابنا ورسالتنا الاعلامية الموجهة الى الرأي العام , على اساس قيم المحبة والتعايش والمشاركة , مهما كان حجم الاختلاف والتباين في مواقفنا ورؤانا , نحن بحاجة ماسة الى مستقبل لا تحكمه ثقافة الماضي , ولا تعلق به عوامل الاحقاد والكراهية والمماحكات السياسية المدمرة , هذا من اجلنا أو من أجل ما تبقى من أعمارنا , أو على الاقل من أجل ابنائنا ومستقبل الاجيال القادمة , التي ستخلفنا على هذه الأرض وستكتب تاريخنا ومواقفنا في ذاكرتها للأجيال التي تليها , كنوع من الاعتراف بالجميل ان نحن احسنا التعامل مع واقعنا والظروف التي تسوده , أو بهدف المحاكمة والتشهير في حال عجزنا عن ذلك . كافة الاطراف والقوى على الساحة السياسية والوطنية معنية بدرجة رئيسية ومتساوية بإنجاح مؤتمر الحوار الوطني , والتمهيد لمخرجات ومكاسب وطنية ومدنية وديمقراطية حديثة ومتطورة يجب ان تصدر عنه خلال الأيام القادمة , اضافة الى ان خلق وتوفير مناخ مناسب وبيئة ملائمة لتنفيذ مخرجات الحوار وتحقيق مكاسبه على ارض الواقع , كل هذا يعد مسؤولية مشتركة , ومهمة جماعية لمختلف الاطراف والمكونات في وطننا الحبيب , وعلينا ان نتذكر دائما اننا جميعا مواطنون يمنيون لنا وعلينا حقوق وواجبات بقدر متساو , وبدون فوارق أو امتيازات . علينا ان نتذكر دائما ان التحريض لا يؤسس لمستقبل جيد , والكراهية لاتبني دولة قوية ولا متطورة , وانه لا مجال أمامنا إلا أن نؤمن بقيم المحبة والتعايش والقبول بالآخر واحترام الاراء والافكار مهما كانت حدتها أو كان شكلها , فهذا البلد هو وطننا جميعا , وعلينا تقع مسؤلية حمايته والحفاظ على أمنه واستقراره, حيث لا يمكن الرهان على مواقف وقدرات الآخرين في مساعدتنا و حل مشاكلنا وقضايانا , في الوقت الذي نرفض فيه نحن مساعدة انفسنا , وحل مشاكلنا وأزماتنا التي نصر على افتعالها واختلاقها لبعضنا البعض, ونرفض مغادرة مربع الاستبداد والتسلط والأنانية وحب الذات. رابط المقال على الفيس بوك