بروح تواقة، وهمم عالية، وبخطى ثابتة، وبإرادة لاتنكسر، وتحت شعار (الإضراب القانوني لإطلاق جميع حقوقنا القانونية)، توافد أرباب القلم ومربو الأجيال وبناة الوطن منذ الصباح الباكر ليوم الأحد 23 فبراير من العام الجاري 2020 م من جميع المحافظات والمديريات إلى العاصمة عدن، واحتشدوا بوقفة احتجاجية كبرى انطلقت من ساحة الشهيد الجنيدي بمسيرة حقوقية إلى أمام قصر معاشيق عدن حاملين مطالبهم الحقوقية على أكتافهم المثقلة بأزمة معيشية صعبة، لوضعها أمام حكومة الشرعية المتخاذلة، رغم مرور سبعة أسابيع على الإضراب الذي شمل كل مدارس الجنوب، وهي غير مبالية بحقوق المعلم المنقوصة والمسلوبة منذ سنوات، فالمعلم لم يعد يحتمل الوضع المعيشي الصعب الذي أفقده مكانته وكرامته في المجتمع . وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية ردا على قرار وزير التربية والتعليم بحكومة الشرعية (الأملس) الصادر بتاريخ 20 فبراير 2020 م، والذي يهدف إلى كسر الإضراب بقرار فردي يعد مخالفا لقانون العمل والخدمة المدنية بتعديل التقويم الدراسي للفصل الدراسي الثاني للعام 2019 / 2020 م، كما يحمل في مضمونة عقوبة مهينة للمعلمين والمعلمات على إضرابهم القانوني وهذه مخالف للقانون أيضا حسب استشاريين في القانون والمحاماة ، وللتأكيد على استمرار الإضراب فالقرار قرارهم وهم أصحاب الأرض والميدان ، حتى يتم انتزاع الحقوق كاملة غير منقوصة، فلم تعد هناك ثقة بحكومة التسويف ونكث العهود. وللمناشدة بسرعة التوجيه بتنفيذ مطالب بصرف مستحقات المعلم وهيكلة أجور المعلمين براتب يتناسب مع الحياة المعيشية القاسية ويضمن للمعلمين العيش الكريم حتى يضمن استقرار العملية التربوية والتعليمية. إن المعلم ليس سلعة رخيصة يتم التلاعب به و بحقوقه الشرعية وبحياته التي أفناها في بناء الوطن . ليس كل ذلك ليصبح المعلم الضحية وفي أدنى السلم الوظيفي . ونوجه تحية عامة لكل المعلمين والمعلمات المشاركين في هذه الوقفة الاحتجاجية ولكل من ساند ولبى النداء من أولياء الأمور الأوفياء ومن شرائح المجتمع كافة . وتحية خاصة لمعلمي ومعلمات العاصمة الحبيبة عدن الذين يتحملون العبء الأكبر، تحية لكم وأنتم تتقدمون الصفوف، تحية لكم وأنتم ترسمون صورة حقوقية ناصعة عاليا في سماء عدن . لن تتحرك أقلام المعلمين والمعلمات في المدارس، بل سيتوجهون بها إلى الوقفات الاحتجاجية ليس في عدن فقط وإنما في كل المحافظات والمديريات.