اتفق 22 من أبرز الباحثين المتخصصين بدراسة حياة شكسبير وأعماله في العالم على إصدار كتاب مشترك يقدمون فيه ما يقولون إنها أدلة قاطعة على أن الشاعر الانكليزي هو حقا كاتب مسرحياته وقصائده. وكانت أسماء 77 شخصا طُرحت منذ خمسينات القرن التاسع عشر على أن اصحابها هم مؤلفو مسرحيات شكسبير، الأوسع تداولا بينها أسماء الفيلسوف فرانسيس بيكون وادوارد دي فير لورد اوكسفورد السابع عشر والشاعر والمسرحي والمترجم كريستوفر مارلو، والأشد غرابة بينها اسم الملكة اليزابيث الأولى.
ويرى هؤلاء الباحثون أن الحملة المعادية لشكسبير تصاعدت في الآونة الأخيرة وأن القشرة التي قصمت ظهر البعير كانت اعتماد التحقق من هوية كاتب مسرحيات شكسبير مادة للدراسات العليا على شهادة الماجستير.
ويضم فريق الباحثين ثلاثة خبراء مرموقين اختصاصهم بيكون ولورد اوكسفورد ومارلو. ويشرح الباحثون الثلاثة في سلسلة مقالات لماذا ان شكسبير وحده كاتب مسرحياته وقصائده.
وسيصدر الكتاب عن مطبعة جامعة كامبردج بعنوان "شكسبير فوق الشبهات: برهان، محاجة، سجال" في 18 نيسان (ابريل) قبل ايام على الاحتفال بذكرى ميلاد شكسبير في مدينته ستراتفورد على نهر ايفون يومي 20 و21 نيسان (ابريل).
وشارك في تحرير الكتاب الذي يقول مؤلفوه انه بحث اكاديمي لكنه ليس عصيا على فهم القارئ الاعتيادي، بول ادموندسن وستانلي ويلز وهما باحثان معروفان ومحترمان في الأوساط الأكاديمية البريطانية.
وقال ادموندسون لصحيفة الاوبزرفر ان الأكاديميين المختصين بحياة شكسبير وأعماله كانوا حتى الآن يضعون رؤوسهم في الرمل على أمل ان الشكوك التي تُثار حول شكسبير سخيفة بما فيه الكفاية بحيث انها ستتبدد بعد حين.
ولكنهم شعروا اخيرا بالقلق إزاء انتشار الطعون بكون شكسبير كاتب مسرحياته في بعض الجامعات البريطانية والاميركية مثل جامعة برونل في لندن وجامعة كونكورديا في ولاية اوريغون الاميركية.
واضاف ادموندسن ان جامعة برونل تمنح شهادة ماجستير موضوعها مؤلف اعمال شكسبير بحيث يمكن للطالب ان يكتب رسالة يتناول فيها الأسباب التي تتيح له ان ينسب مسرحيات شكسبير الى لورد اكسفورد مثلا. وقال ادموندسن "ان هذا جنود خالص".
وانحدر السجال الأكاديمي الى تهجمات شخصية. وصُدم ادموندسن الاستاذ المتخصص بأعمال شكسبير في جامعة برمنغهام البريطانية حين وقع مؤخرا على بحث اميركي يقارنه بالمزارع الذي يصف مخلوقا في مراعيه بالقول "انه نصف رجل ونصف دب والنصف الآخر كان خنزيرا" ثم يغمز كاتب البحث الاميركي من قناة ادموندسن قائلا "كيفما يروى القصة فانها لا تستقيم مع المنطق".
ومن بين المشككين بشكسبير على اساس ان هناك هوة بين حياة الكاتب ومضامين عمله ممثلون معروفون مثل السر ديريك جاكوبي ومارك رايلانس ومايكل يورك. وادلت هوليود بدلوها في استفزاز محبي الشاعر الانكليزي بفيلم "انونيموس" الذي يصور شكسبير مهرجا يتعلثم في الكلام ولورد اكسفورد هو الكاتب السري لأعماله.
وقال ادموندسن عن الكتاب الجديد وما يحويه من أدلة تؤكد ان شكسبير هو كاتب اعماله "ان هذه هي اول مرة ينخرط مثل هذا العدد الكبير من الباحثين في السجال بين دفتي كتاب واحد".