بدأت الحياة في الصين تعود الى طبيعتها تدريجياً الآن ,بعد أن بدأ فيها إنتشار مرض كورونا في ديسمبر 2019م في مدينة ووهان الصينية ,مرض لا لقاح ولا علاج له حتى الآن, من أعراضه الحمى والسعال وصعوبة التنفس وما لبث ان انتشر بين البشر بسرعة فائقة,لكن الصين تعاملت بمسؤولية تامة وسخرت كل إمكانياتها المادية والعلمية والتكنولوجية ومنذ اللحظة الأولى ,فعزلت بؤر الوباء الذي انتشر بطريقة فظيعة ومميتة في بعض حالات وخلقت حالة من الهلع في أوساط السكان فبلغت الإصابات في الصين حتى يوم الجمعة 80813 ألف شخص ووفيات بلغت 3179 شخص. ومنذ منتصف يناير 2020م انتقلت العدوى بالتدريج الى كوريا الجنوبية واوروبا واسيا وامريكا وافريقيا حتى شملت أكثر من 120 دولة في العالم وأُصيب أكثر من 130 ألف شخص في العالم وتوفي أكثر من 5000 شخص. بعض البلدان تهاونت بالأمر في البدء ولم تأخذ الأمر بجدية و تأخرت في التعامل الجدي مع الوضع ولم تسلك طريق الصين في التعامل بحزم مع المرض وتأخر في إجراءتها بل أن بعض زعماء العالم تبجح بأن بلاده خالية من الفيروس حتى حلت الكارثة. وبعد ان استفاق العالم على حجم الكارثة بدأت الدول باتخاذ إجراءات سريعة بعد أن حل الوباء في بلدانها وطال السياسيين والنجوم والرياضيين وظهرت جلياً تداعياته الصحية الإجتماعيه والإقتصاديه, فقد انهارت البورصات وخسرت شركات الطيران المليارات وافلست الشركات وأُلغيت التجمعات الرياضية والمباريات والغيت الصلوات الجماعية وأغلقت الجامعات والمدارس ومنعت الرحلات البحريه والجويه وأعلنت بعض البلدان إغلاق بلدانها في وجه السياح,بل ان بعض البلدان تحولت إلى حجر صحي كامل, وأعلنت الطوارئ وطلبت من مواطنيها التزام المنازل والتزود بالمواد الغذائية , ووضعت بعض البلدان ميزانيات خاصة لمعالجة الوضع. ان الرسالة التي أوجدها وباء الكورونا هو ان أي بلد لن يكون بمنأى عن الكارثة وان العولمة التي روجوا لها طويلاً قد أعادها وباء كورونا الى الشعبوية والتقوقع والانعزال . وأن التقدم الصحي والعلمي الذي تفاخرت به بعض الدول العظمى قد هوى و اثبتت عجزها الفظيع وانها ليست كما تدعي و لم تستطع حتى توفير العدد الكافي من الكمامات أو أجهزة اختبار الفيروس,وان العالم بحاجة إلى التعاون ووضع الاعتبارات الإنسانية فوق كل إعتبار بعد أن أظهر كورونا بان الكل مستهدف ولن ينجو أحد. وقد نشهد في المستقبل الإطاحه بحكومات في بعض البلدان الديمقراطية بحجة التقصير وعدم الكفاءة في المعالجه وسيكون مصير ترامب في المحك ولهذا سارع لإعلان حالة الطوارئ ورصد 50 مليار دولار لمواجهة التصاعد الكبير للإصابات والوفيات بالفيروس كورونا لشعوره بأن الوضع لن يصير في صالحه لإعادة انتخابه في ظل الأوضاع الاقتصادية ومصاعبها ومستقبلها لما بعد كورونا وخاصة وان حملته لا يسعفها سوى الإغراءات الاقتصادية للناخبين الأمريكان,وخاصة وأنه يراهن ايضاًعلى إيجاد علاج أمريكي لفيروس خلال شهر بحسب اعتقاده. إنها فرصة العالم اليوم ليتوحد حول مواجهة كورونا والإهتمام بقضايا الصحة والتعليم والتنمية والسلام للشعوب بعد أن فرقته الصراعات و أنهكته العداوات والأوبئة والحروب .