منذ قرابة الأسبوعين وأكثر شهدت فيها معظم جبهات القتال أحداث متسارعة ، أدت إلى تغيير واقع السيطرة و النفوذ على الأرض بين القوى المتحاربة . بالأخص في جبهات نهم والجوف ومأرب بين إنكسار لقوى الشرعية والجيش الوطني يقابله تقدم واضح للحوثيين أدى إلى سقوط مناطق إستراتيجية في نهم والجوف ، لعل أهمها مدينتي الغيل والحزم عاصمة محافظة الجوف ، وهي أحداث عجز المحللون إيجاد تفسيرات مقنعة لما حدث و أدى الى هذا السقوط و بهذه السرعة ، رغم تفوق الجيش الوطني في العتاد والعدد والدعم اللوجستي الذي وفرته له دول التحالف و الغطاء الجوي لطيران التحالف المساند لتحركات القوات على أرض المعركة ، إن الفشل الذريع والإنكسارات المتسارعة ليس خلال هذه المعركة وحسب ، بل على مدى خمسة أعوام يضع المحللين والمسؤولين المباشرين من قيادات الجيش الوطني أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما أن يكونوا واقعيين في بحث الأسباب الحقيقية وراء ما حصل و ما أدى لهذه الهزائم و تقييم سير المعارك خلال الفترة السابقة بمشاركة محللين مستقلين ، يتصفون بالحياد سواءاً من خبرات الجيش الوطنية أو حتى من دول التحالف ، وهو ما سيضع الجميع أمام الحقيقة ومعرفة ما حصل والأسباب التي أدت إليه وبالتالي تصحيح المسار ومحاسبة المتسببين و إبعادهم عن مصدر القرار و إحالتهم للتحقيق ليأخذوا جزائهم العادل، أو تمرير ما حدث كسابقاته و التغني بالوطنية وتمجيد القادة خدمةً للمصالح الشخصية و الحزبية الضيقة على حساب مصلحة الوطن والمواطن و هذه المصالح التي أصبحت و بكل أسف هي العامل المحرّك و السبب الأساسي خلف كل الانهيارات التي حدثت و تحدث على أرض المعركة . إن التحالف العربي بقيادة السعودية معني بصورة رئيسية بالتدخل و بشكل عاجل لإيقاف سلسلة المهازل المتتابعة إذا ما أراد فعلاً إنجاز مهمته و التي شرعنت تدخله بالشأن اليمني في إعادة الشرعية و إنهاء الحرب وقبل كل هذا إيقاف معاناة شعب بأكمله ، أوصلته هذه الحرب الى مرحلة صعبة جداً في كل مناحي حياته ، او إن التحالف في حالة صمته و تمريره لما يحصل سيصبح شريكاً اساسياً وتقع عليه كامل المسؤولية عن ما يتجرعه الشعب بل و شريك رئيسي بما آلت اليه أوضاع اليمن أرضاً و إنساناً ، وهو ما لم يغفره التاريخ لهذا التحالف إن لم يضع المصلحة العليا للوطن اليمن والمواطن اليمني فوق مصالحهم الخاصة و مصالح الحكومة الشرعية – الدينية عن مستوى مصالح الوطن – بكل قوامها الرئاسي و التنفيذي التي لا تأبه لما وصلت اليه الاوضاع في البلاد بل منشغلة بما حكايتها مع الأطراف الفاعلة ، والتي حققت على الأرض مكاسب أبقت للتحالف والشرعية مايحفظ لها ماء وجهها أمام المجتمع الدولى ، أو إستماتتها لجني المزيد من المكاسب المادية التي وفرت لهم من قِبل التحالف وأنساهم بها مهمتهم الأساسية التي خولهم بها شعبهم.
الجدير بالذكر إن الوضع لا يحتمل المزيد من تسويف الوقت و اعطاء الفرص للفاشلين و الفاسدين مهما كانت مراتبهم و مواقعهم ، بل إن صبر الشعب قارب على النفاذ و في غضب الشعوب براكين ستُحرق كل ظالم و مساند للظلم فأنقذوا الأمر قبل فوات الاوان والله خير رقيب ومعين و ناصر للمظلومين والسلام.