ثانوية الشهيد/ راجح سيف بمديرية لودر محافظة أبين .. تعد من أقدم المراكز التعليمية بهذه المدينة ومن بين ثناياها تخرج الكثير من أبناء المديرية الذين يشغلون اليوم الكثير من المناصب هنا وهناك، إذ تأسست في عام 1976م بتمويل من دولة الكويت الشقيقة ويؤمها الطلاب من مختلف القرى المجاورة، بل إنها كانت في أوقات سابقة الثانوية التي يؤمها الكثير من أبناء مديريات مكيراس والوضيع وجيشان وغيرها من المناطق التي أجبرتها مشاكل الثأر وشحة المياه على النزوح إلى هذه المدينة واليوم بتكدس في هذه الثانوية "614" طالباً ويلاحظ الزائر إلى هذه الثانوية أن الحالة العامة بها لا يسر إطلاقاً، فالكثير من جدرانها مشققة وحالها سيء للغاية، ومشاكلها متعددة بل أنه يمتد إلى نقص في الكادر المتخصص وازدحام الطلاب والحالة التي وصلت إليها دورة المياه من ونقص حاد في الماء.. ثانوية راجح سيف تصبح وتمسي ملتحفة السماء، داعية النظر لما أصابها.. وقادم السطور ترويه "عدن الغد" التي شدت الرحال صوب تلك الثانوية لتنقل الكلمة والصورة.. فإلى حصيلة الاستطلاع:
استطلاع/ الخضر عبدالله :
* الثانوية بين العمل المهني.. ومعاناتها الدائمة:
أثناء زيارة الأولى" للثانوية والتجوال في أروقتها كان أول المتحدثين معنا الأستاذ/ أمين عبدالله الغرابي مدير الثانوية الذي كان كلامه نافذة للأحزان والمعاناة التي وصل حال الثانوية إليها، فتحدث قائلاً: في البداية نشكر صحيفة "عدن الغد" على زيارتها إلى ثانوية "راجح سيف" لاهتمامها بالأوضاع التربوية ، ولا يخفى على أحد أن التعليم يسير بشكل جيد ومهنية إلا أنه يعاني بعض من العجز والقصور في بعض الجوانب، فأكثر الطلاب الدارسين هم أصحاب القسم العلمي والثانوية يؤمها الطلاب من جميع مناطق مديرية لودر ويبلغ عدد الطلاب "614" طالباً من أول ثانوي إلى ثالث ثانوي، وما تعانيه الثانوية هو ازدحام الكثافة الطلابية، حيث يتكدس في الفصل الواحد كأقل نسبة "70" طالباً وبقية الشعب نسبة الطلاب فيها من "100" طالب، وهذا الازدحام يعرقل سير العملية التعليمية ويصعب على التلاميذ استيعاب شرح المعلم للدرس.
وأضاف: أما مجمل الصعوبات التي تواجهنا في الثانوية وأبرزها هو نقص المعلمين المؤهلين علمياً، وشحة في الوسائل التعليمية وعدم وجود ميزانية للأنشطة الفكرية والمسباقات العلمية والرياضية وكذلك لا توجد وظائف لحراس المدارس الثانوية ونعاني من عدم وجود عمال خدمات أيضاً لا يخفى على أحد أن دورة المياه "الحمامات" مغلقة منذ سنوات طويلة لعدم ترميمها كما لا يوجد ماء ليروي عطش الطلاب ويستفيد منه الحمام الوحيد في الثانوية الصالح للاستخدام وعدم رفد الثانوية بأجهزة حاسوب أسوة ببقية المدارس الأخرى بالمديرية.
وأختتم حديثة الحزين: نشكر إدارة مكتب التربية والتعليم لما بذلته من جهود حقيقية ممثلة بالأستاذ القدير/ ناصر عوض موسى مدير مكتب التربية بلودر الذي وفرما بإمكانه توفيره لخدمة التعليم في الثانوية.
* الثانوية تواجه صعوبات وهموم:
وأضاف مدير الثانوية فقال: مر على وجودي في هذه الثانوية عدة سنوات والمبنى هو نفسه، لم يرمم أو يغير ، وكل ما نرجوه من الجهات المسؤولة سرعة البت في ترميم الثانوية وخدماتها، فهذا أهم مطلب لدى الجميع.. هيئة تدريس الثانوية وإدارة وطلاب وأولياء أمور.
وأما عن الصعوبات فهي عدة منها نقص الكادر المؤهل للمواد العلمية والازدحام الطلابي وما تعانيه دورة المياه من إهمال مطبق من الجهات المسؤولة وعدم العناية بها ونقص في مواد تركيب مختبر الثانوية، فإدارة الثانوية بذلت جهوداً حثيثة ووفرت المعلمين للمواد الأخرى، والمشكلة الأهم هي عدم اهتمام أولياء أمور الطلبة بمستقبل أبنائهم وعدم مراقبتهم في التعليم والزيارة إلى الثانوية من أجل معرفتهم كيف يحصل أبناؤهم على التعليم الجيد وكذا كثافة الطلاب في الفصل الواحد أكثر من 70 إلى 100 طالب وهذا بلا شك يؤدي إلى عدم استيعاب الطلاب للمعلومات وصعوبة متابعة المعلم لهم في حل الواجبات المنزلية.
* التعليم غاية ورسالة: وكما تحدث أحد المعلمين بالقول: الدراسة تسير بشكل جيد، لكن المعلمين بحاجة للإشراف والتوجه التربوي الذي يفتقده كثير من المدرسين وكذا الازدحام الطلابي، حيث يوجد في الشعبة الواحدة من 70 إلى 90 طالباً وهذا يعتبر أحد منغصات التعليم في هذه الثانوية وكذا أولياء الأمور لا يتابعون أبناءهم وهذا يؤثر على التزام الطلاب وربما يؤدي إلى ضعف مستواهم التعليمي.. وكما نطالب مكتب التربية بالمديرية بتوفير معلمين ذي ضمائر حية وكفاءات عالية في مجال التدريس.
* حديث الطلاب: الطالب/ محمد قاسم ثاني ثانوي علمي قال: نحن طلاب ثانوية "راجح سيف" نرى أن الدراسة في هذه الثانوية تسير بشكل جيد مع أننا نواجه صعوبة كبيرة في الحضور اليومي والانتقال من مناطق سكننا إلى هذه الثانوية ، حيث تصل المسافة إلى حوالي "6" كيلومترات ولك أن تتصور هذه المعاناة ، أما بالنسبة لوضع الثانوية فليس هناك دورة مياه "حمامات" وثلاجات للشرب ومبنى الثانوية رغم تصميمه الجيد إلا أنه يعاني تصدعاً في السقف وتشققاً في الجدران وخدمة الوسائل الكهربائية في الشُعب كلها مخربة وأسلاكها مكشوفة ونأمل سرعة ترميمها لخدمة أجيال التعليم.
الطالب / صالح مختار ثاني ثانوي علمي تحدث ونبرات صوته مليئة بالحزن والأسى : نعيش في جو نفسي لا يساعد على تقبل المعلومات.. نعاني من الإحباط لعدم وجود مواد مختبريه للمختبر لا ماء شرب نروي به عطشنا، لا دورة مياه لقضاء حوائجنا، نحن في هذه الشعبة أكثر من "60" طالباً ومحرومون من الاستفادة من المعلومات من شرح المعلمين كما نعاني عدم وجود خدمات كهربائية مثل الإضاءة والمراوح ونحن مقبلون على صيف حار.
وللاطلاع أكثرعلى واقع التعليم في مديرية لودر وثانوية راجح سيف على وجه الخصوص تحدث إلينا الأستاذ ناصر عوض موسى مدير التربية والتعليم بلودر قائلاَ" إن قطاع التعليم في لودر شهد تطوراَ كبيراَ مؤكداّ أن الدولة أعطت اهتماماَ كبيراَ بالجانب التعليمي من خلال بناء المدارس التي أصبحت اليوم تغطي معظم مناطق وقرى المديرية الأمر الذي ساعد في أنتشاررقعة التعليم في المديرية منوهاَ إلى أن المشكلة الحقيقية ليست في بناء المدارس إنما في المعلمين كون المديرية تعتبر من المديريات النائية وهي مديرية واسعة المساحة ومترامية الأطراف وتعتمد بشكل كبير على المعلمين المتطوعين والمنقولين.
واستطرد الأستاذ ناصر,بالقول ورغم ذلك نسعى جاهدين وبالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم بالمحافظة ممثلاَ بالأستاذ الدكتور فضل الطلي لإنجاح سير العملية التعليمية في المديرية
مشيراَإلى أن الوضع الذي تعيشه ثانوية راجح سيف هو بالفعل وضع صعب ومأساوي مؤكداَ في الوقت نفسه أن مكتب التربية والتعليم في المديرية يبذل جهوداَ حثيثة مع المعنين بالأمر من أجل استكمال اجراءت ما تبقى من ترميم الثانوية ,راجياَ أن يتم تنفيذه خلال الأيام القليلة القادمة ..
مختتماَ حديثه بالمطالبة بمنح مديرية لودر درجات وظيفية إضافية للخريجين من أبنائها..