لعل كورونا يدعونا للنهوض بمستوى البحث العلمي في اوطاننا وجامعاتنا العربية والخروج من نفق التخلف والجهل والتجهيل المتعمد الذى مارسته قيادتنا وصناع القرار . يجب الاهتمام بحريه الفكر والابداع والبحث العلمي الجاد لأنه ليس اداه للترفيه بل وسيلة للنجاة كما يقول الدكتور الراحل مصطفى محمود (لو انتشر فايروس قاتل في العالم واغلقت الدول حدودها وانعزلت خوفا من الموت المتنقل ستنقسم الأمم بالغالب إلى فئتين فئة تمتلك أدوات المعرفة تعمل ليلا ونهارا لاكتشاف العلاج والفئة الأخرى تنتظر مصيرها المحتوم، وقتها ستفهم المجتمعات أن العلم ليس أداة للترفية بل وسيلة للنجاة .) فالمعرفة العلمية تعمل بأشكالها المختلفة على تمكين الانسان من فهم العالم الذى يعيش فيه من فهم الظواهر والاشياء والاحداث وايجاد حلول للمشكلات التي تواجهه، ويمكن التأكيد بان البحث العلمي يلعب دورا هاما بالنهوض بالأمم والشعوب وتطوير ورفاهية المجتمع ويعتبر عمادا للتنمية ومحورها الأساسي كما يعد مقياسا لتقدم ورقى الشعوب ونموها الاقتصادي والاجتماعي. العلم هو شريان الحضارة الانسانية والمؤشر الدال على حيوية الحضارة وتقدمها وفيروس كورونا يجب ان يجعلنا نصحو من سباتنا العميق ومن جهلنا المزري لنتمسك بناصية العلم وحده سبيلا للخروج من ازماتنا مع انفسنا ومع الاخرين يقول فاروق الباز ان العرب اضاعوا عصر الذرة وعصر الصناعة وعصر الفضاء وعصر تقنية المعلومات ولم يسهموا في الحضارة ولم يشاركوا في صنعها لانهم اهملوا البحث العلمي الجاد وقيدوا حرية الفكر والابداع في اوطانهم. انها دعوة يا سادتي الكرام للالتفات الى المبدعين والمفكرين والعلماء في زمن غارق في الجهل والفقر والمرض.
