ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    مغالطات غريبة في تصريحات اللواء الركن فرج البحسني بشأن تحرير ساحل حضرموت! (شاهد المفاجأة)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "صفقة سرية" تُهدّد مستقبل اليمن: هل تُشعل حربًا جديدة في المنطقة؟..صحيفة مصرية تكشف مايجري    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في منتدى منارات .. هجرة العقول العربية، ومسلسل النزيف..الخطر القادم! ..الحلقة الثالثة
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 03 - 2009


نزيف الأدمغة العربية أخطر من نزيف الدم العربي
بعض المفكرين يرى إن الوطن العربي لا يعاني من نزيف الدم فحسب بل هناك ما هو اشد من ذلك يقول المفكر والكاتب نايف كريم : ليس الدم وحده الذي ينزف في الوطن العربي بل إننا نعاني من نزيف أعمق وأخطر وأشد إيلاما، إنه نزيف الأدمغة. ومكمنالخطورة في هذا النزيف القاتل أنه يتم بهدوء من دون ضجيج كالذي يثيره نزيف الدماء مع أن آثاره أشد وطأة على مستقبل الوطن العربي وتصيب أضراره كل مواطن عربي ولعدة أجيال. ذلك أن حرمان عجلة التقدم في أي بلد من العقول والأدمغة والخبرات اللازمة لتحريكها يترك آثاره السلبية على مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والصحية والتربوية. . . إلخ. ويقول تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية في الوطن العربي للعام 2002 إن أكثر من مليون خبير واختصاصي عربي من حملة الشهادات العليا أو الفنيين المهرة مهاجرين ويعملون في الدول المتقدمة ليسهم وجودهم في تقدمها أكثر ويعمق رحيلهم عن الوطن. العربي آثار التخلف والارتهان للخبرات الأجنبية.
ويذكر تقرير رسمي حول العمالة العربية المهاجرة أعده المدير العام لمؤسسة العمل العربية الدكتور إبراهيم قويدر أن عدد حملة الشهادات العليا فقط من العرب المهاجرين إلى أميركا وأوروبا يبلغ 450 ألف عربي. ما يعني أن الولايات المتحدة ودول غربي أوروبا توفر مليارات الدولارات نتيجة لهجرة العقول والمهارات إليها. إذ لم تتعب هذه الدول لتنشئة وتدريب هذه العقول ولم تتكلف عليها، فيما تحمل الوطن العربي كلفة تنشئتها وتدريبها. وهكذا يذهب إنتاج هذه العقول الجاهزة ليصب مباشرة في إثراء البلدان المتقدمة ودفع مسيرة التقدم والتنمية فيها في ما يخسر الوطن العربي ما أنفقه ويخسر فرص النهوض التنموي والاقتصادي التي كان يمكن أن تسهم هذه العقول في إيجادها.
كما تشير المصادر إلى أن بلدا كالعراق هاجر منه 7350 عالما في مختلف المجالات ما بين عامي 1991 و 1998 نتيجة الأوضاع التي كانت سائدة في العراق وظروف الحصار الدولي التي طالت الجوانب العلمية، ولا يوجد إحصائية دقيقة تشير إلى عدد العلماء الذين هاجروا من العراق بعد الغزو الأمريكي ولا إلى عدد العلماء الذين قتلتهم المخابرات الغربية والصهيونية.
الأسباب الأساسية لهجرة الأدمغة العربية
في ما يخص أسباب هجرة العقول العربية يقول الدكتور فاروق الباز، وهو من كبار العقول العربية التي هاجرت من مصر منذ ستينات القرن الماضي، والذي يشغل حاليا منصب مدير مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن بعدما عمل لسنوات طويلة مع وكالة الفضاء الأمير كية "ناسا" في مشاريع استكشاف القمر والفضاء، يقول إن لكل عالم وخبير عربي أسبابه الخاصة التي دفعته إلى الهجرة. وهذه تضاف إلى الأسباب العامة المشتركة في الوطن العربي حيث لا احترام للعلم والعلماء ولا تتوفر البيئة المناسبة للبحث العلمي والإبداع. وبالتالي فمن الطبيعي أن يبحث العالم العربي وطالب المعرفة عن المكان الذي تتواجد فيه شعلة الحضارة. إذ عندما كان العالم العربي يحمل شعلة الحضارة قبل مئات السنين كان يأتيه المفكرون والخبرات والعقول من كل حدب وصوب، وبما أن شعلة الحضارة انتقلت إلى الغرب فمن الطبيعي أن يهاجر الخبراء والعلماء إلى المراكز التي تحتضن هذه الشعلة وتجمع الدراسات التي تناولت موضوع هجرة الأدمغة في الوطن العربي أن هذه الهجرة هي نتيجة لتشابك جملة من الأسباب و العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والشخصية. ويصنف الباحثون هذه الأسباب في نوعين هما:
1- الأسباب الأساسية الدافعة إلى الهجرة، المتمثلة في:
- ضعف أو انعدام القدرة على استيعاب أصحاب الكفاءات الذين يجدون أنفسهم إما عاطلين عن العمل أو لا يجدون عملاً يناسب اختصاصاتهم في بلدانهم.
- ضعف المردود المادي لأصحاب الكفاءات.
- انعدام التوازن في النظام التعليمي، أو فقدان الارتباط بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية.
- عدم الاستقرار السياسي أو الاجتماعي والإشكالات التي تعتري التجارب الديمقراطية العربية والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى شعور بعض أصحاب الخبرات بالغربة في أوطانهم، أو تضطرهم إلى الهجرة سعياً وراء ظروف أكثر حرية وأكثر استقراراً.
- إلى جانب هذه الأسباب الأساسية يمكن أن توجد عوامل أخرى موضوعية أو ذاتية تدفع أصحاب الخبرات إلى الهجرة كالبيروقراطية الإدارية وأنظمة الخدمة المدنية وبعض التشريعات والتعهدات و الكفالات المالية التي تربك أصحاب الخبرات ، إلى جانب أسباب عائلية أو شخصية فردية.
2- الأسباب الجاذبة لهجرة الأدمغة المتمثلة في:
- الريادة العلمية والتكنولوجية للبلدان الجاذبة ومناخ الاستقرار والتقدم الذي تتمتع به هذه البلدان.
- توفرز الثروات المادية الضخمة التي تمكنها من توفير فرص عمل هامة و مجزية مادياً تشكل إغراءً قوياً للاختصاصين.
- إتاحة الفرص لأصحاب الخبرات في مجال البحث العلمي والتجارب التي تثبت كفاءاتهم وتطورها من جهة أخرى، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة أوسع وأكثر عطاءً، من جهة أخرى.
الآثار السلبية لهجرة الأدمغة على البلدان العربية:
تفرز هجرة العقول العربية إلى البلدان الغربية عدة آثار سلبية على واقع التنمية في الوطن العربي. ولا تقتصر هذه الآثار على واقع ومستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية فحسب، ولكنها تمتد أيضاً إلى التعليم في الوطن العربي وإمكانيات توظيف خريجيه في بناء وتطوير قاعدة تقنية عربية.
ومن أهم الانعكاسات السلبية لنزيف العقول:
- ضياع الجهود والطاقات الإنتاجية والعلمية لهذه العقول العربية التي تصب في شرايين البلدان الغربية بينما تحتاج التنمية العربية لمثل هذه العقول في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والتخطيط والبحث العلمي و التقانة.
- تبديد الموارد الإنسانية والمالية العربية التي أنفقت في تعليم وتدريب الكفاءات التي تحصل عليها البلدان الغربية دون مقابل.
- ضعف وتدهور الإنتاج العلمي والبحثي في البلدان العربية بالمقارنة مع الإنتاج العلمي للعرب المهاجرين في البلدان الغربية.
ومما يلفت النظر في الوطن العربي أنه مع ازدياد معدلات هجرة العقول العربية إلى الغرب يزداد اعتماد غالبية البلدان العربية على الكفاءات الغربية في ميادين شتى بتكلفة اقتصادية مرتفعة ومبالغ فيها في كثير الأحيان. . وبعبارة أخرى فإن البلدان العربية تتحمل بسبب هذه الهجرة خسارة مزدوجة لضياع ما أنفقته من أموال وجهود في تعليم وإعداد الكفاءات العربية المهاجرة، ومواجهة نقص الكفاءات وسوء استغلالها والإفادة منها عن طريق استيراد الكفاءات الغربية بتكلفة كبيرة.
الجهل السبب الرئيسي لما نحن فيه وأكبر خطر يهددنا
بسبب الجهل والتخبط الذي عاشته وتعيشه أمتنا اليوم فرضت علينا نضريات وأفكار هي في الأساس دخيلة على مجتمعاتنا وفي معضم الأحيان منافية لتعاليم ديننا الذي يدعوا للعلم وإلى تحكيم العقل. فلقد جربت امتنا منذ سقوط الحضارة الإسلامية نظريات ومذاهب شتى فجربنا النضرية الغربية الداعية إلى ترك الدين وأن الدين سبب تخلفنا(العلمانية)، وجربت أمتنا الاشتراكية والرأسمالية ثم القومية والليبرالية والنظام العالمي الجديد وغيرة من الشعارات الكثيرة مثل الديمقراطية والدعوة إلى تحرير المرآة وغيرة من الشعارات التي لا تراعي خصوصيات مجتمعاتنا، وقد اثبت التاريخ وبما لا يدع أي مجال للشك إن كل هذه المشاريع الدخيلة على هذه الأمة قد باءت بالفشل الذر يع. هذه المشاريع البالية والتي عفا عنها الزمن تذكرنا اليوم بالتجارب المريرة والفشل الذر يع في تحقيق أي نجاح يذكر بل على العكس لقد أفقدتنا هذه المشاريع الدخيلة على الأمة أفقدتنا الشعور بالانتماء لهذ الوطن الإسلامي الكبير هذ الوطن الذي يربط أبنائه بأغلى رابطة، ألا وهي رابطة الإخوة في الدين أفقدتنا الشعور بالوحدة وأصبح هذا لوطن الإسلامي مجزئ إلي دويلات صغيرة لا ترتبط جغرافيا في ما بينها بجغرافية الشعور بالكيان الواحد. وما هذ المسلسل الذي لم تنتهي حلقاته بعد، مسلسل نزيف العقول العربية إلا واحد من إفرازات هذه المشاريع الدخيلة التي جربتها امتنا. ما كل هذ التخلف وفي جميع المجالات التي تعيشه امتنا إلا من إفرازات هذه المشاريع. وما هذ الضياع الذي يعيشه شبابنا وشعوره بفقده للهوية الإسلامية إلا من مخرجات هذه المشاريع الشيطانية. إن كل ما نشاهده اليوم في كل من العراق وفلسطين ولبنان، وفي السودان والصومال وأفغانستان وفي كشمير وغيرها من البلاد الإسلامية التي تنتهك فيها الحرمات، وعجزنا جميعا عن عمل أي شيء، إلا مؤشر خطير لما نحن فيه. إذا لم نحقق أي شيء يمكن إن يذكر ولازلنا نغوص في الجهل والتخلف، أصبحنا امة المليار والنصف عالة علي غيرنا ولا يعطي لنا أي اعتبار وقضايانا الأساسية والمصيرية يناقشها غيرنا، وتفرض علينا الاملائات تلو الاملائات وما علينا إلا تقبل ذالك شئنا أم أبينا.
العلم هو الحل للخروج
مما نحن فيه
لقد شخص لنا علمائنا المرض العضال الذي نعاني منه، ألا وهو البعد عن تعاليم الدين الحنيف وشخصوا لنا العلاج الشافي بإذن الله لهذ الفيروس الخبيث الذي ينهش في جسد الأمة منذ زمن طويل وافقدها كل طاقاتها وكل مواردها وأصبحنا بذالك امة لا يحسب لها حساب فلماذا هذ العناد المرير من أبناء هذ الأمة في تناول ما وصف لنا من العلاج. الإسلام إنها العودة إلى الأصل إن هذ الدين العظيم بتعاليمه السمحاء التي اخرجت أسلافنا من تبعية الفرس والروم بل وجعلهم سادة الأرض، هو وحده الكفيل إن يخرجنا اليوم من تبعية الحضارة الغربية. الإسلام الذي بدا تعاليمه للإنسانية بالحث علي العلم وطلب المعرفة، هذ السلاح الذي نفتقره اليوم للذود والدفاع عن عقيدتنا التي نستهدف من اجلها، السلاح الذي نحافظ به على كياننا المهدد دوما، السلاح الذي نحافظ به علي هويتنا،علي تراثنا ، السلاح الذي نخيف به أعداء امتنا فلتكن عودتنا إلى تعاليم ديننا هو الجهاد الحقيقي الذي ينشده كل أبناء الأمة،كما أن طلب العلم أصبح فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وذالك بهدف دفع الشر عن هذه الأمة التي تكالبت عليها الأمم. وبذا يكمننا القول إننا أبناء الأمة الإسلامية نقف اليوم على مفترق الطرق وأمام خيارين لا ثالث لهما.
أما الخيار الأول فهو أن يضل حالنا كما نحن عليه اليوم، ونضل نتغنى بماضينا المشرق، ونحمل أعداء الأمة وحدهم ما أل إليه حالنا مكتفيين بهذ التبرير السخيف الذي نردده مساء وصباح، ناسيين أو متناسين أننا مشاركين في تردي أوضاع الأمة من خلال زرعنا في أنفسنا وفي نفوس أبنائنا الإحباط والتشاؤم والتسليم بالأمر الواقع. وأصبحنا كذلك نتغنى بهذه الحضارة الغربية التي لا تعطي أية اعتبارات للجانب الروحي، هذه الحضارة التي جعلتنا عبارة عن أدوات و مكائن للعمل فقط. وسيزداد حالنا سوءا ونفقد ما تبقى لنا من قيم نبيلة، ونذوب بذالك وننصهر في بوتقة هذه الحضارة.
أما الخيار الثاني فهو وجوب أن نقتنع جميعا بأن العلم والإيمان الذي يعدان من صلب الإسلام وأن والذي يجب أن نسعى جميعا إلى حشد الطاقات نحو تطبيق تعاليم الإسلام الداعية إلى فرضية طلب العلم على كل فرد من أفراد الأمة خصوصا في وقتنا الراهن وفي ضل هذه الضروف المأساوية التي تعيشها أمتنا.
الأمة اليوم بحاجة للعلم أكثر من أي وقت مضى!!
ونحن اليوم على أعتاب القرن الواحد والعشرين عصر التطور العلمي والتكنولوجي في شتى المجالات، العلم الذي لا يتنافى بأي شكل من الأشكال مع الإيمان. نحن أمة الإسلام اليوم بحاجة للعلم أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط بهدف الدفاع على أنفسنا من الغزو الثقافي والفكري المنظم وغير المنظم، واستخدام لتكنولوجيا الحديثة وتجنيدها لهدم ما لدى هذه ألامه من قيم وعادات. وكذا تجنيد هذه التكنولوجيا للحرب المباشر على الإسلام عبر القنوات الفضائية، وعبر الانترنت. بل نحن بحاجة للعلم لمعرفة عظمة الخالق وإلى دعوة الغير لهذ الدين باستخدام حجة العلم، هذ العلم الذي يبرهن على وحدانية الخالق، العلم الذي أثبت وبما لا يجع مجالا للشك صدق ما جاء به النبي الأمي الخاتم مصداقا لقوله تعالى "إن هو إلا ذكر للعالمين، ولتعلمن نبئه بعد حين" وقوله تعالى "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونه" وبما أن الحق ما شهد به الأعداء فهذه أبحاث الغرب في مختلف المجالات تشهد بصدق هذ النبي الخاتم وصدق ما جاء به، ولعل كتاب "الله يتجلى في عصر العلم" للعالم الأمريكي كريسي موريسون، الذي وضح تطابق العلم الحديث في شتى المجالات مع كل ما ورد في القرآن والسنة.
ولكن نتيجة للتخلف التكنولوجي الذي نعيشه اليوم لا نستطيع الدفاع علي أغلي ما نملكه في حياتنا ألا و هي عقيدتنا الإسلامية فكيف لنا إن ندافع وقد غزت هذه التكنولوجيا منازلنا وبدون أي إذن مسبق؟ فلينظر كل منا ما أل إليه حالنا بابتعادنا عن تطبيق تعاليم الدين في طلب العلم أليس حالنا يشبه حال أسلافنا قبل البعثة النبوية علي صاحبها أفضل الصلاة والسلام، امة ضعيفة ومستضعفة، تتخطفها الأمم، تفرض عليها الإملائات تلو الاملائات، وهن من بعده وهن. امة لا تستشار حتى في قضاياها المصيرية. مقدساتنا محتلة، قرأننا يداس بأقدام الأعداء، نبينا الكريم علية الصلاة والسلام يتعرض للإهانة، ونحن امة المليار والنصف المليار لا نحرك ساكنا وكأن كل هذه الأحداث لا تعنينا. ماذا ننتظر إذا؟
فكيف لنا إن ندفع الشر عن أنفسنا وعن شبابنا ما لم يكن العلم هو وسيلتنا الوحيدة. أين نحن من تعاليم ديننا الحنيف لقد حث القرآن في آياته على تتبع علوم الكون كله، علوية وسفلية، أرضه وسمائه، واستنباط خفاياه وأسراره. قال الله تعالى:
«أوَلَم يَنظُروا في مَلَكوتِ السنوات والأَرضِ ومَا خَلَق اللهُ مِن شَيء». يونس الآية: 101.
وقال:«ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربَّنا ما خلقْتَ هذا باطلاً سُبْحانك» آل عمران الآية: 191
«قل سِيروا في الأرض فانظُرُوا كيف بَدَأ الخلق» العنكبوت:20
حلول ومقترحات للخروج من ما نحن فيه اليوم
- العودة الحقيقية إلى تعاليم الدين الإسلامي الذي يأمرنا بالتعليم ويجعل منه فرضا مثله مثل سائر الفرائض وذلك للأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله مصداقا لقوله تعالى "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم "
- استغلال مخزون الأمة من الكادر البشري، هذه الثروة التي لا تنضب بمرور الزمن، بعكس الثروات الأخرى المتمثلة بالثروات التي تكمن في باطن الأرض، ويمكن الإشارة هنا إلى نجاح التجربة الصينية وكذ التجربة الهندية التي راهنت وبشكل أساسي على مخزون الأمة من الكادر البشري وسعة إلى تدريبه وتأهيله، تأهيلا يلبي احتياجات العصر، " العمالة اليمنية في دول الجوار"
- إعادة النضر في مناهجنا التعليمية واتخاذ طرق علميه حديثه لإحداث نقله نوعيه في مناهجنا الدراسية في مراحل التعليم المختلفة، مناهج تلبي متطلبات العصر،
إعداد كوادر تربوية وأكاديمية مؤهله تحمل على كاهلها مسئولية تأهيل الكوادر في شتى المجالات، للارتقاء بأمتنا وتجنيبها المخاطر المحدقة بها.
إنشاء البنى التحتيه الحديثه للبحث العلمي،حيث لايمكن إحداث إي تطور مالم يكون الإهتمام بالبحث العلمي أولى أولوياتنا، والعمل على زيادة الدعم المقدم لهذ المجال، حيث تشير الأبحاث بأن عدم توفر البنى التحتيه للبحث العلمي وكذا قلة الدعم المالي للبحث العلمي هو أحد أسباب هجرة العلماء.
- إنشاء صندوق خاص لدعم للبحث العلمي ، يشارك في تمويل هذ الصندوق المجتمع بجميع فئاته،
الإرتقاء بمؤسساتنا الأكاديميه المتمثله باالجامعات لكي تؤدي الدور المعول عليها في النهضة بالأمة، و ذلك بإتباع إسلوب البحث العلمي في طرق تدريسها، والإبتعاد عن إسلوب التلقين، وكذا إنشاء مراكز للبحث العلمي لتقديم الحلول العلميه لمختلف القطاعات الحكوميه والخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.