الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته لرفع الحصار عن قطاع غزة    نائب وزير النقل والأشغال: العمل جار لإعادة جاهزية مطار صنعاء في أقرب وقت    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الأمطار الرعدية المتفاوتة ويحذّر من تدني الرؤية بسبب الضباب والرياح الشديدة    كهرباء تجارية في عدن سعر العداد ألف سعودي والكيلو بألف ريال يمني    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    الصاروخ PL-15 كل ما تريد معرفته عن هدية التنين الصيني لباكستان    إصلاح المهرة يدعو لاتخاذ إجراءات فورية لمعالجة أزمة الكهرباء بالمحافظة    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    وزير النقل: حركة السفن والبواخر بميناء الحديدة تجري بانسيابية    الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    قيادي في "أنصار الله" يوضح حقيقة تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في اليمن    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    هي الثانية خلال أسبوع ..فقدان مقاتلة أمريكية "F-18" في البحر الأحمر    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    الإرياني: استسلام المليشيا فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها والمضي نحو الحسم الشامل    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    الكشف عن الخسائر في مطار صنعاء الدولي    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    الحوثيين فرضوا أنفسهم كلاعب رئيسي يفاوض قوى كبرى    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    لماذا ارتكب نتنياهو خطيئة العُمر بإرسالِ طائراته لقصف اليمن؟ وكيف سيكون الرّد اليمنيّ الوشيك؟    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة لليوم الثالث    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في منتدى منارات .... هجرة العقول العربية، ومسلسل النزيف..الخطر القادم! ..الحلقة الثانية
نشر في أخبار اليوم يوم 15 - 03 - 2009

وقوله صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) رواه البخاري ومسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (لفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد) رواه الترمذي وابن ماجه.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء) رواه أبو داود والترمذي.
وكانت الآيات الأولى في نزول الوحي من القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم في العلم والقراءة والكتابة فكان أول ما نزل من القرآن:" اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم ".
وقد أقسم الله بالقلم أداة العلم والكتابة تكريما له وبرمز من رموز الكتابة والقراءة وهو حرف النون فقال سبحانه:" نون والقلم وما يسطرون " (القلم 1) وقد سميت هذه السورة باسم القلم في القرآن الكريم.
ومن أجل مكانة العلم ومنزلته في الإسلام كان العلماء ورثة الأنبياء لقوله صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء) رواه أبو داود والترمذي.
الإسلام لا يفرق بين علوم الدين وعلوم الدنيا
وحتى لا يفهم الناس أن المقصود من العلم هو علم الطهارة والصلاة. والعبادات والمناسك فقط. بل مقصود الدين في العلم، ما هو أهم من ذلك وأشمل. لئلا يفهم الناس ذلك، ذكر القرآن في سوره، علم النبات وطبقات الأرض، وعلم الأجنة والفلك، والسياسة والحرب، والاجتماع والمعاملات، في مثل قوله تعالى: {أَلمْ تَرَ أن الله أنْزَلَ من السماءِ ماءً فأخْرجنا به ثمراتٍ مخْتلفاً ألوانُها ومن الجبالِ جدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ مخْتلِفٌ ألوانُها وغرابيبُ سود ومن الناسِ والدّوابّ والأنعامِ مختلفٌ ألوانُه كذلك} [فاطر الآية: 27].
لقد أشار القرآن في هذه الآية، إلى أن من يدرس علوم الطبيعة والنبات (الجيولوجيا)، ومن يتبع سبب اختلاف ألوان حياة الناس، في إنتاجهم وأخلاقهم وتكوينهم، أشار القرآن إلى أن العليم بذلك، والمتفهم لأسرار ودقائق صنع الله، في اختلاف طبائع البشر والحيوان، أشار القرآن إليه أنه الجدير أن يكون من العلماء الفاهمين، العارفين المقربين إلى رب العالمين، أشار إلى ذلك القرآن بقوله تعالى:{إِنَّما يَخشى اللهَ من عبادِه العلماءُ} [فاطر الآية: 28]. ليدل على أن العلم بالكون وأسراره، لا يباعد عن الله والإيمان به، بل الأمر على العكس، فالعلم يجعل صاحبه يرتقي إلى أعلى ذرى الإيمان بالله والخشية له، عندما ينكشف للعالم العاقل، والمنصف المفكر، قواعد سير النجوم في أفلاكها، ودقة تركيب عظام البشرية في قواعدها، وغرائب تأليف أعصاب العين والأذن وبقية الأعضاء، واتصالها ببعضها، وعندما يرى العالم تلك العلبة الصغيرة، التي تمركز فيها مخ الإنسان وعقله يخرج منها علوم الطائرات والصواريخ المحلقة في السماء، والبواخر والغواصات الماخرة في عباب الماء، عندما يرى الإنسان علوم الكهرباء وتفتيت الذرة وغيرها، تخرج كلها من تلك العلبة وهي مخ الإنسان، عندما تنكشف للإنسان العالم، هذه العجائب والغرائب، لا يستطيع إلا أن يخضع ويخشع لعظمة الصانع الخالق، والمهندس المبدع. وفي هذا السياق وأن العلم لا يتناقض مع الدين بل على العكس فالعلم والإيمان قرينان ولا يفترقان، يمكننا أن نستشهد بعلماء غير مسلمين توصلوا بأبحاثهم العلمية وفي مختلف العلوم إلى حقائق علمية دقيقة جدا سواء في علم الأجنة أو في الفلك أوفي الكيمياء جميع هذه الحقائق ذكرت في القرأن الكريم أو في السنة النبوية، ولم يعرف العالم هذه الحقائق إلا في ضل هذا التطور المذهل في التكنولوجيا وتبارك الله القائل "سنريهم أياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"
العلم والاهتمام بالعلماء سر قوة المسلمين على مر عصورهم الزاهرة
لم تكن أمتنا في حالة من الضعف التي هي عليه اليوم، فقد كان لها عصور مشرقة وكانت يوما ما هي الحاملة لشعلة الحضارة وذلك لمعرفتها قدر العلم، ومكانة العلماء ودورهم، بدءاً من عامة الناس وانتهاء بخاص تهم من القادة والزعماء، كانت هذه هي القاعدة العامة، وإن لم تكن تخلو من حوادث متفرقة لا تمثل ظاهرة، إلا أن هذه المكانة العظيمة للعلماء التي أضاءت حياة المسلمين في أكثر عصورهم ازدهاراً ورقياً وقوة. فكان العلم مع الإيمان هما سر بقاء الحضارة الإسلامية متربعة على العرش ولفترة طويلة من الزمن، ولكننا جندنا هذ العلم لخدمه البشرية جمعاء. ولن نسخره للسيطرة والتعالي على غيرنا من الأمم، وحين هجرنا الدين الإسلامي واستبد لناه بدساتير ونظم دخيلة على امتنا انتقلت الريادة إلي غيرنا. وتواصلت مسيرة البحث العلمي اعتمادا على ما تم تحقيقه في عهد الحضارة الإسلامية. ولكنهم سخروا هذا العلم لتركيع وإذلال الشعوب الأخرى والمحاولة للقضاء على هويتهم وعلي ديانتاهم.
وفي ظل فهم قيمة العلم بحقيقته وفروعه (من القرآن) نبغ المسلمون في العلوم كلها وتتبعوا كتب المعارف فترجموها. حتى كان الخليفة المتوكل يعطي (حنين ابن إسحاق) أشهر المترجمين وزن ما يترجمه ذهباً. وترجم المسلمون العلوم واستوردوها من الخارج. ولم يقتصروا على الترجمة، بل تابعو البحث والدراسة، وزادوا في العلم حتى بدوا علماء الدنيا، وتفوقوا على مؤلفي العلوم وواضعيها. وكان المسلمون خير حلقة لحفظ العلوم وتوسيعها بين القديم والحديث. ومنهم أخذ علماء أوربا وتلقوا العلوم فزادوا فيها ما وصلت إليه العلوم والمعارف في عصرنا الحديث. مما يشهد به فطاحل علماء الغرب المنصفون المحررون.
في ظل فهم المسلمين لحقيقة العلم وطلبه، خرج أبو بكر الرازي أول من عمل عملية إزالة الماء من العين. وظهر ابن سينا الذي كانت تدرس جامعتا (كمبردج، واكسفورد) كتابه الطبي (القانون) وغير هما من مشاهير الأطباء كثيرون. في ظل فهم القرآن والإسلام، اخترع جابر بن حيان علم الجبر، واستأثر دون العلماء كافة بأسرار الكيمياء، وفي ظل فهم القرآن والإسلام نبغ العرب، فكانوا أول بناة المراصد الفلكية في العالم، وأول صانعي التلسكوبات، في ظل دولة الإسلام، تمت المباحث الروحية والنفسية والفلسفية ومن علمائها ابن سينا والغزالي، وابن رشد والفارابي، وابن مسكويه وغيرهم. وفي ظل دولة الإسلام قامت فنون الهندسة المختلفة. فهذه الحضارة والعلوم، منشؤها تعاليم القرآن وفهم الإسلام، الذي يأمر أهله باستعمال العقل والفكر في الاستدلال على وجود الله. ودراسة أنفسهم، ودراسة الظواهر الجوية والطبيعية، القرآن الكريم أول من ذكر للإنسان، أطوار تخلق الجنين، قبل أن يعرفها أي عالم في الأرض. ومع هذا الفهم الشامل لهذا الدين فهم أسلافنا فريضة طلب العلم وفريضة نشر العلم وترغيب العامة على طبله، فهم الحكام دور العلم ومكانته في الحفاظ على امن وسلامة الدولة، فهم عامة الناس إن العلم ولإيمان قرينان ولا يفترقان، فهم علماء الدين إن العلم هو احد أبوب الجهاد فحثوا الناس على طلبه. وفي ضل تمسك الأمة بالكتاب والسنة شيدا أسلافنا حضارة إسلامية سادة العالم حينا من الدهر وبعثت الطمأنينة في كل نفس. وفرض السلام بالحق والعدل وأرسلت تعاليمها وثقافتها إلى أمم العالم التي استظلت بمشاعل العلم والإيمان لقد سادت هذه الحضارة الإسلامية لقرون عدة في وقت كان العالم، وأوروبا بالذات تتخبط بين الجهل والظلام وهذه العصور هي ما يسمونها الأوروبيون بالعصور الوسطى، أو عصور الجهل والظلام بالنسبة لهم وهي تلك الفترة الوقعة بين سقوط روما في القرن الرابع الميلادي وبين عصر النهضة الأوروبية في القرن الخامس عشر. هذه النهضة التي لن تتم وباعتراف الكثير من المستشرقين المنصفين للدور الرائد للحضارة الإسلامية، ولعلمائها الرائدين الذين تتلمذوا على أيديهم علماء الغرب في قرطبة وفي غيرها من الإمارات الإسلامية آنذاك.
حال الأمة اليوم وموقفها من العلم
ولأسباب نعرفها جميعا أودت بنا للتخلي عن ريادتنا للعالم ومن أهم هذه الأسباب ضعف الوازع الديني لدى أتباع هذا الدين العظيم. ولعل هذا هو من هم أسباب تراجع الحضارة الإسلامية. إن ضعف الوازع الديني لدينا تسبب في إهمال أو نسيان معظم تعاليم هذا الدين الحنيف واكتفينا نحن امة الإسلام باتخاذ الدين الإسلامي كطقوس ومواسم تؤدى فيه بعض العبادات مثله مثل الدين المسيحي أو اليهودي وحصرنا هذا الدين العظيم قي مكان واحد هو المسجد وفرضنا علية حكم الإقامة الجبرية وحكم عليه جهلاء القوم بأنه السبب في كل ما نحن عليه من تخلف وضعف. ولم يتوقف الأمر عند ذالك بل شنينا عليه حربا شعوا وبالتعاون مع أعدائه، فحاربنا كل ما يمكن أن يذكر الناس بقيم هذا الدين سواء من إحياء الشعائر الدينية أو التمسك بالقيم الفضيلة لهذا الدين. وشاركنا في تعطيل معظم أحكامه، وظهرت دول تحارب الإسلام علنا. إذا فالعلة في جسد هذه الأمة قد تبين وقد أشار إليه كل الكتاب وجميع المفكرين، ورجال الدين من ذوي الضمائر الحية وكذا السياسيين المنصفين في طول البلاد الإسلامية وعرضها. وكلهم يرون بان العيب هو فينا أتباع هذا الدين العظيم. أما الإسلام فهو بخير وأتباعه في تزايد مستمر خصوصا اليوم ونحن نعيش ونتعايش مع هذا التقدم العلمي الهائل الذي لايصدم بأي حال من الأحول مع دعوة الإسلام للتوحيد والإيمان. . وحين هجرنا تعاليم الإسلام الحنيف هجرنا بذالك طلب العلم، العلم الذي ليس حكرا لأي شخص ولا لأية جماعه أو أمة من الأمم. وبهجرنا طلب العلم توالت علينا المصائب واليوم تتوالى علينا المصائب ولكنها مصائب أشد وقعا على أمتنا، فاليوم تخسر الأمة علمائها، هذه الخسارة التي تعد في نضر الكثير من الباحثين والمهتمين بهذه الضاهرة أخر ورقة تمتلكها الأمة للذود عن بقائها وديمومتها.
هجرة العقول العربية ومسلسل النزيف
في ما يخص هجرة العقول العربية ومسلسل النزيف وكذالك الأسباب والخسائر المترتبة على نزيف الأدمغة العربية إلى الخارج فسوف أورد بعض الدراسات وكذالك الإحصائيات المتعلقة بدراسة هذه الظاهرة والناتجة عن دراسات حول موضوع هجرة علمائنا، هذه الأرقام المذهلة التي توجب علي كل فرد في هذه الأمة التوقف مليا والتفكير بجدية حيال النزيف المستمر لأهم مورد تمتلكه الأمة وهم العلماء. ففي مذكرة الأمانة العامة للإتحاد البرلماني العربي حول جوهر الأدمغة العربية ووضع سياسة واضحة لاستيعاب الكفاءات العربية والحد من هجرتها إلى الخارج المقدمة للإتحاد البرلماني العربي المنعقد في الخرطوم في الفترة من 9- 11/2/2002م ورد فيها الأتي:
تعتبر هجرة الكفاءات والخبرات أو ما اصطلح على تسميته " هجرة الأدمغة " أو هجرة العقول: واحدة من أكثر المشكلات حضوراً على قائمة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلدان النامية، منذ أن باشرت هذه البلدان بوضع البرامج للنهوض بأوضاعها المتردية الموروثة عن حقب طويلة من الحكم الاستعماري والهيمنة الأجنبية. وتمثل هذه المشكلة، بالنسبة للبلدان العربية جرحاً نازفاً يثخن الجسد العربي، وتقف حاجزاً كبيراً في طريق التنمية العربية من خلال استنزاف العنصر لأثمن ، والثروة الأغلى من بين العوامل الضرورية للنهوض بتنمية حقيقة متينة الأسس، قابلة للتطور والاستمرار. ولكي ندرك أبعاد هذه المشكلة وخطورتها على واقع البلدان العربية ومستقبل عملية التنمية فيها قد يبدو من المفيد أولاً إيراد بعض الأرقام حولها.
تشير الإحصاءات المأخوذة من الدراسات التي قامت بها جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية ومنظمة اليونسكو وبعض المنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بهذه الظاهرة إلى الحقائق التالية:
* يساهم الوطن العربية في ثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية. وإن 50 % من الأطباء و23% من المهندسين و15% من العلماء من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة يهاجرون متوجهين إلى أوروبا والولايات المتحدة، وكندا بوجه خاص. كما إن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم.
و يشكل الأطباء العرب العاملون في بريطانيا حوالي 34% من مجموع الأطباء العاملين فيها.
* إن ثلاث دول غربية غنية هي الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا تصطاد 75% من المهاجرين العرب. وبلغت الخسائر التي منيت بها البلدان العربية من جراء هجرة الأدمغة العربية 11 مليار دولار في عقد السبعينات. وتعتبر منظمة اليونسكو أن هجرة العقول هي نوع شاذ من أنواع التبادل العلمي بين الدول يتسم بالتدفق في اتجاه واحد ( ناحية الدول المتقدمة ) أو ما يعرف بالنقل العكسي للتكنولوجيا، لأن هجرة العقول هي فعلا نقل مباشر لأحد أهم عناصر الإنتاج، وهو العنصر البشري.
وفي دراسة أخرى حول هذ الجانب أعدها مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية أكد فيها بأن، هجرة العقول العربية تكلف الدول العربية خسائر لا تقل عن 200 مليار دولار مضيفة أن الدول الغربية الرأسمالية تعد الرابح الأكبر من هجرة ما لا يقل عن 450 ألفا من هذه العقول ورأت الدراسة أن المجتمعات العربية أصبحت بيئات طاردة للكفاءات العلمية العربية وليست جاذبة أو حاضنة لهذه الكفاءات الأمر الذي أدى إلى استفحال ظاهرة هجرة العقول والأدمغة العلمية العربية إلى الخارج خاصة إلى بلدان الغرب. وذكرت الدراسة أن 45 بالمائة من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم وأن 34 بالمائة من الأطباء الأكفاء في بريطانيا هم من العرب مضيفة أن هناك نحو 75 بالمائة من الكفاءات العلمية العربية مهاجرة بالفعل إلى ثلاث دول تحديدا هي أمريكا وبريطانيا وكندا ونوهت بأن الوطن العربي يساهم ب31 بالمائة من هجرة الكفاءات من الدول النامية إلى الغرب الرأسمالي بنحو 50 بالمائة من الأطباء و 23 بالمائة من المهندسين و 15 بالمائة من العلماء النابهين من العالم الثالث.
الإنفاق على البحث العلمي والتقني في الوطن العربي!!!!
اعتبرت الدراسة السابقة أن من الحقائق المذهلة أن مستوى الإنفاق على البحث العلمي والتقني في الوطن العربي يبلغ درجة متدنية (ويعد هذا من أهم أسباب هجرة العلماء) مقارنة بما هو الحال عليه في بقية دول العالم موضحة أن الإنفاق السنوي للدول العربية على البحث العلمي لا يتجاوز 0. 2 بالمائة من إجمالي الموازنات العربية وذكرت أن هذه النسبة المتدنية تأتى في حين تبلغ في إسرائيل 2. 6 بالمائة في الموازنة السنوية وذلك مقارنة بما تنفقه أمريكا 3. 6 بالمائة والسويد 3. 8 بالمائة وسويسرا واليابان 2. 7 بالمائة وفرنسا والدنمرك 2 بالمائة. ورأت الدراسة أن ضعف الاهتمام بالعلم والبحث العلمي يعد أحد العوامل المركزية في الضعف الإستراتيجي العربي في مواجهة إسرائيل وأحد الأسباب الرئيسية وراء إخفاق مشاريع النهضة العربية ودعت إلى مضاعفة الإنفاق العربي على البحث العلمي إلى 11 ضعفا عن المعدلات الحالية وتطوير السياسات المشجعة على تطوير البحث العلمي في كل قطاعات المجتمع. وتعاني مصر وغيرها من الدول العربية من أثار هذه الظاهرة حيث يقدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصريين المتميزين من العقول والكفاءات التي هاجرت للخارج ب 824 ألفاً وفقا لآخر إحصاء صدر في عام 2003 من بينهم نحو 2500 عالم وتشير الإحصاءات إلى أن مصر قدمت نحو 60% من العلماء العرب والمهندسين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وان مساهمة كل من العراق ولبنان بلغت 10% بينما كان نصيب كل من سوريا والأردن وفلسطين نحو 5%.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.