في تحليل سياسي لصحيفة "عدن الغد" هذا اليوم ، عن أسلوب التحامل الذي ورد في منشور فيسبوك يوم أمس لخالد بحاح ضد المجلس الانتقالي ، ضمن موضوع له كان قد غلب عليه النواح وكذلك الانتقاد المباشر لجميع الأطراف على فشل عاصفة الحزم ، ارتأت الصحيفة أن انتقاد بحاح للانتقالي ربما يكون تمهيدا لمواقف سياسية متخلية عن الانتقالي قد تنتهجها أطراف داعمة له . وافترضت الصحيفة أن بحاح يعتبر طرفاً مقرباً من الانتقالي ، بناءً على متابعتها منشورات سابقة لبحاح ، وجدت فيها نبرة مواقف قريبة من مطالب المجلس الانتقالي. فإذا كنت شخصياً قد كتبت أمس منشوراً عبرت فيه عن استغرابي الشديد من سذاجة الطرح الذي جاء به خالد بحاح كرجل سياسي شغل مناصب عالية جداً خلال مرحلة الأزمة الحالية التي نعيش فيها نحن الجنوبيين قهراً سياسياً وحقوقياً ومعنوياً لا مثيل له ، فإن الحيرة حاضرة أيضاً عندما أوجه النقد إلى صحيفة أحترمها ، على الخطأ الذي ارتكبته هي الأخرى في التحليل الذي أرادت أن تؤكد فيه على شيء لم يحدث أبداً ، وهو أن المجلس الانتقالي "أسقط الحكومة الشرعية في اليمن واحتل مقراتها لكنه فشل في إدارة المشهد"!. وعن أي مشهد سياسي أو أمني يمكننا الحديث يا ترى ؟!.. أليست القوى الإقليمية والدولية - بثقلها وإمكاناتها السياسية والعسكرية - هي التي تدير المشهد بكل تفاصيله في المنطقة كما تريد ؟!.. أليس هذا هو الواقع الذي أصبح معروفاً لدى عامة الناس دون استثناء أحد؟!. وهل صدر من قبل الحكومة أو من الدول الداعمة لها - إقليمياً ودولياً - أي تلميح عن أن الانتقالي قد حاول اسقاط الحكومة يوماً ما ؟!. وكون ما جرى خلال شهر أغسطس الماضي لم يتجاوز فرض السيطرة الأمنية على محافظة عدن بواسطة القوات التابعة للمجلس الانتقالي بعد مواجهة دموية مع القوى التي اعتبرها الانتقالي تمثل الإرهاب المتدثر بثوب سلطة ما تسمى الشرعية المتخذة من "سياسة الفوضى" منهجاً لكل ممارساتها في الجنوب ، فإن المجلس الانتقالي لم يعلن قط عن أي نوع من السيطرة على أي مؤسسة حكومية أو غير حكومية ، بما في ذلك المؤسسات التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع اللتين كان عليهما عدم السماح بالانفلات الأمني الذي أدى إلى أحداث أغسطس. إن سرد الحقائق بهذا الشكل أو بغيره ، لا يعني أننا ندافع عن المجلس الانتقالي من تهمة باطلة هنا او هناك ، بل لنبين أن التهمة الساذجة تبقى ساذجة في ذاتها ، لأنها لا يمكن أن تنطبق على سياسة الانتقالي التي يمارسها على الواقع بكل وضوح وشفافية ، على أساس أنه كيان سياسي من الشعب ولأجل الشعب والوطن . وكون قضيته معروفة ، فلا بد أن يكون إتجاه سياسته معروفاً لدى كل عاقل . ولكننا أحياناً قد نجد في تهمة معينة فرصة لتوبيخ صاحبها حتى لا يكرر مثلها ، وفي الوقت نفسه ، لنؤكد على أن الانتقالي بصدد تحقيق كل ما يخاف منه أعدائه ، حتى وإن جاء على شكل تهمة !.