خرجنا في صباح يوم الأحد لتغير جو من أجوائنا المعتادة، ونحن نحمل معنا أمتعتنا من صبوح وما نحتاجه إلى إعداد الغداء من أواني وأرز وبهارات ومعنا الدجاج.. ركبنا السيارة لتقودنا إلى وجهتنا ومعنا العديد من الشباب، وفي رئاستنا دكتورنا عبدالمجيد ودليلنا للطريق ولا يعلم وجهتنا إلا ثلاثة منا حتى سائق السيارة.. تحركنا والفرح يجول بنا والسعادة تغمرنا خرجة شبابية مخلقة.. السماء كانت غائمة لا أعلم حينها هل هو جميل لنا لأجل أن نمشي والمثورة فوقنا لا توجد شمس تحرقنا، أم سوء حظ معنا لأن تمطر السماء وتنزل السيول في الوادي ونفر هاربين من السيول الجارفة بقدر الله كان جميل لنا هذا الجو ولم تكن هناك أمطار أو سيول.. ونحن نمشي في الخط العام إلى أن وصلنا مفرقا بعد مفرق الصرة يدخلنا إلى مكان يسمى الحرجة دخلنا والأراضي الزراعية هناك ما اجملها! والمناظر الخلابة الرائعة تحذونا حتى وصلنا إلى نهاية طريق السيارة فنزلنا منها لنكمل مشياً بالأقدام.. مشينا مسافة قريبة وكل واحد منا يحمل متاعا في يده لتوصلها إلى مكان إقامتنا وهي عقلة جميلة وسرية بقدر اسمها.. أخذ لطفي يجهز الصعد يطبخ لنا به الشاي للصبوح قليلا وانتهينا منه وجلسنا نتكلم وأخذت رأسنا فكرة التعرف على هذه المناطق ولعلنا نصطاد ضبي فيما معروف أنه يتواجد في هذه الأماكن تحركنا أنا والأخ فهمي لتبدأ قصتنا مع وادي النسيل.. تحركنا باتجاه جبل أسود يقال أن فيه الضباء ومعنا بندقية مجهزة بالرصاص نمشي من جبل إلى جبل وننظر إلى الوادي والجبال تطله بشموخ وارتفاع عال جدا ننظر إلى أماكن المياه لعل ضبياّ يشرب ونرى الجبال الشامخة وارتفاعها وعجائب هنا وهناك وبينما مشينا على الأقدام قرابة الساعة أو أكثر إذا بنا نرى ماء كثيف ودار بنا الحديث هل هو ماء أو سراب.. اتفقنا على القرب أكثر للتأكد وطلعنا جبل خلف جبل لنلتف حوله لأن المكان عجيب فواصل توجد تفصل الوادي تعبنا كثيرا حتى وصلنا الى طرف الماء ولكن لسوء الحظ لم نر السد كاملا فقد كان يفصل روأينا رون من جبل.. وضعنا أحذيتنا وطلعنا الجبل الفاصل فنزلنا بمنتصف السد أو الوادي وما أجمله من منتصف وكأنه شاطىء ونهر.. الماء ثم يفصله خلب ثم نيس وكانني في نهر عذب والماء فيه صاف ونظيف لا يتواجد فيه أحد نسمع خريره فقط، ولكن للأسف أيضا لم نر السد لأنه لازال هناك منعطف آخر مليء بالماء جلسنا لنرتاح قليلا ثم أخذنا إلى السباحة في هذا السد وما أجملها من سباحة مشينا قليلا لنرى السد باأعيننا مليان إلى رأسه والبطة تلعب لها فيه وكأنه ملكها وحدها ولكن المسافة كبيرة جداً والقامة عميقة، والجبال محيطة فلم نستطع الوصول إليه واكتفينا بهذا المشاهد والوقت ضيق سيفوتنا الغداء ومسافة الرجوع إلى مكان الأصدقاء مشياً بالأقدام ساعة وربع.. هكذا انتهينا من المغامرة ولكن ينقصنا التعريف... فسد النسيل يفصل بين أراضي الوليد والجعادنه.. تقريباً بني هذا السد في عام 2010م، له مدخل من الإمام من الروضه المكسر من خلف الذنابه التي هي أراضي الجعادنة، وله مدخل من أرض الوليد وتسمى الحرجة.. هذا ما عرفته عن هذا الوادي وبإذن الله أعرف أكثر وأكثر! كانت رحلة شيقة وممتعة.. أسامة سميح 21/ 4/ 2020م.