خلال الفترة الماضية ضاع المواطن الجنوبي بين المجلس الإنتقالي والحكومة الشرعية ماسبب انتكاسة في الخدمات الحياتية وزاد من معاناة المواطن المسحوق في محافظة عدن. نتحدث عن أزمة الكهرباء، المياه، الصحة، الأمن، الرواتب والكثير من الخدمات الأساسية. لذلك كان من الواجب ان يتم حسم ملف الإدارة لتستقر أحوال المواطنين وتتضح لهم الرؤية خلال هذه المرحلة الأكثر قتامة . جميع الأطراف السياسية كانت تتحجج بعدم إمكانية الإدارة نموذج المجلس الإنتقالي والحكومة الشرعية، لذلك كان من الواجب التحرك بشكل شجاع لتحمل المسؤولية أمام الشعب . قرار المجلس الانتقالي قرار جيد لفك معضلة عدمية السلطة! مهم أن تتعامل جميع القوى السياسية الجنوبية بنوع من الإيجابية بتقديم الدعم لموقف المجلس كرسالة للداخل والخارج بوحدة الصف الجنوبي . "لكن لايعني ذلك أن الأمور ستكون على مايرام في الفترة القادمة"مايعني سيواجه المجلس الإنتقالي ضغط داخلي وخارجي" . من ابرز الاشكالات التي قد تواجه المجلس في الفترة القادمة استقلالية القرار السياسي في المحافطات الشرقية "المهرة - حضرموت - شبوة" عن قرار المجلس في عدن. المحافظات الشرقية عنصر اساسي مهم في المعادلة السياسية لاتوجد قيمة لعدن بدون ارتباطها السياسي بالمحافظات الشرقية. المؤسف ان هذه المحافظات خارج سيطرة المجلس الإنتقالي بشكل رسمي وقد تم إعلان ذلك ببيان رفض من السلطات المحلية لهذه المحافظات كنوع من الاحتجاج على القرار المعلن في عدن، المسببات كثير لهذه المواقف . مايعني ان المجلس لايملك سلطة ولا قرار سياسي على المحافظات الشرقية. القوة التنظيمية والجماهيرية للمجلس الإنتقالي تتمثل في عدن، لحج، الضالع وجزء من ابين. ماتحقق اليوم أمر جيد سيعدل من انحراف مسلك التعاطي السياسي مع الواقع المتغير لكن لايحل كل شي. ماهو المطلوب الان ؟ توفير الدعم السياسي والشعبي لقرار المجلس بجانب الضغط لعملية الإصلاح الداخلي. كيف نفهم المتغيرات؟ يجب أن نفهم التالي :لن تكون الأمور بالشكل الجمالي وفق تخيلات بعض الإخوة الإعلاميين والسياسيين لوجود الكثير من التعقيدات السياسية، الاقتصادية، الأمنية والخدماتية. دور الإعلام بنشر التوعية! لانحتاج اليوم تضليل الرأي العام بمعلومات لاتجسد حقائق الواقع، بقدر مانحتاج ان تكون التفسيرات أكثر وضوح لمؤيدي المجلس الانتقالي خاصة وسكان المحافظات الجنوبية عامة حتى لايتم الإفراط بتفسير بعض القرارت بشكل خاطئ. المجلس لم يعلن الاستقلال أو التمرد على الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقدر مافرض حكم الإدارة الذاتية لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين ليحل أزمة فراغ السلطة في عدن والاستمرار بالعمل مع السلطة الشرعية والتحالف العربي. مخرجات الحوار الوطني! من مخاطر قرار الادارة الذاتية على المدى البعيد ان يتم اعتبار ذلك كتنفيذ لمخرجات الحوار اليمني الخاص بإقليم عدن. ماذا يحتاج المجلس الإنتقالي بالمرحلة القادمة؟ في حال تمكن المجلس من الإدارة سيحتاج لعملية هيكلة شاملة في الأجهزة الأمنية، السياسية، الإعلامية كعملية تطهير لعناصر "الفساد والتضليل" "العمل على منح الثقة والتمكين أصحاب الكفاءة الإدارية والمهنية من صناعة التغيير". لقد أصبح المجلس الإنتقالي اليوم حامل للمسؤولية الكاملة أمام المواطنين لذلك يجب أن يقدم نموذج مشرف للإدارة المحلية،كرسالة لعدن خاصة والمحافظات الجنوبية عامة. وبغير هذه الإصلاحات العاجلة ستسقط سمعة المجلس ليكون كالقشة في مهب الريح.