لا يزال كابوس فيروس كورونا، يثير قلقاً واسعاً في معظم دول العالم بيد أنه أقتنص بعضا من الدول الكبرى في الغرب بعد الصين ليضربها بعنف، فكان تفشيه فيها مريع حيث حصد الآلاف الأرواح في كل دولة، ولا يزال خطره محدق وفتكه مستمر في غالبيتها حيث بلغ عدد الإصابات في أوروبا أكثر من مليون ونصف إصابة ، بينما بقية دول العالم فانتشاره فيها محدود ومتفاوت وينزل إلى درجة الصفر في بعض الدول، يعني عدم رصد أي إصابات، وبينها اليمن إلى الأمس القريب وربما إلى يومنا هذا مع تضارب أخبار تسربه. قبل أيام قلائل أعلنت الحكومة الشرعية عن رصدها خمس حالات مصابة بفيروس كورونا في عدن توفت حالتين، وثلاث حالات لا ترال تتلقى العلاج في الحظر الصحي، ولم تشر أجهزة الإعلام الرسمي إلى أي معلومات تفصيلية مرتبطة بمحيط تلك الإصابات، فهناك تعتيم إعلامي مريب، وفي ظل ذلك التعتيم وعدم الشفافية، يظل المواطن بين مصدق ومكذب، مع العلم أن عدد الوفيات في عدن ارتفع منسوبه في الأونة الأخيرة نتيجة لعوامل عديدة، مثل إنتشار أمراض الحميات في عدن وبقية المحافظات، كالملاريا وحمى الضنك والشجنغونيا ( المكرفس )، والتي قد تؤدي إلى هلاك البعض مع ضعف الخدمات الصحية، وسوء الأوضاع المعيشية، والإنقطاعات المتواصلة والطويلة للتيار الكهربائي، كما أن بعض الوفيات لم تكن لها علاقة بتلك الحميات، وإنما تعود أسبابها إلى أمراض مزمنة كالسكري والقلب، وللأسف أن بعض حالات كهذه لم تستقبلها بعض المشافي في عدنلأسباب مختلفة بعضها يتنافى مع الواجب الإنساني المناط بالمستشفيات ومهنة الطب والتي يتوجب عليهما تقديم الإسعاف السريع لجميع المرضى. كما أن مواقع التواصل الإجتماعي نشرت وكعادتها العديد من الأخبار المضللة والكاذبة حول بعض الوفيات التي حدثت في شهر رمضان ومنذ ايام قليلة في المنصورة، حيث توفى المرحومين بإذنه تعالى أكرم حسن واخاه رضوان، وأيضا توفى شخص آخر يقطن في نفس المربع في المنصورة، وكان الفارق الزمني في الثلاث الوفيات يوم واحد، فذلك أثار بعض الشكوك في نفوس البعض، فنشروا في تلك المواقع ومجموعات الواتس اب، إن أسباب تلك الوفيات كان خلفها وباء كورونا التي أنتشر في مربع أو بلوك 31 في المنصورة، ولم تكتف تلك المواقع بنشر تاويلاتها البعيدة عن الحقيقة، بل نشرت صحيفة الشارع في صحيفتها الورقية يوم الخميس الفارط، تحت عنوان كورونا في عدن، تقول أن عدد الإصابات بفيروس كورونا أكبر مما أعلن عنه، ولم تتخذ إجراءات عزل وتعقيم بلوك 31 رغم أنه يبدو كبؤرة رئيسية لكورونا في عدن، وفي تقديري أن الصحيفة لم تستند على مصدر دقيق وصادق بل أعتمدت على تخمينات بعيدة عن الواقع، لذلك في يومنا هذا السبت، أقام أبناء بلوك 31 مائدة إفطار جماعي على نهر الطريق أمام منزل أحد المتوفيين بمرض المكرفس المرحوم أكرم وفي داخل محيط بلوك 31 وقدحضر العشرات من خارج البلوك ومعهم مدير عام مديرية المنصورة، وكان الهدف من هذا هو دحض الأخبار الكاذبة عن إنتشار وباء كورونا. ولكن ذلك لا ينفي خلو عدن من جائحة كوفيد 19 كما أنه لا يؤكد تسرب هذا الوباء، فلابد على وزارة الصحة وبالتكاتف مع المجلس الانتقالي وتعاون الأهالي القيام بالتحري الدقيق وإعطاء تفاصيل كاملة وبشفافية ودقة في حال رصد حالات مصابة من أجل تضييق نطاق انتشاره واخذ الحيطة اللأزمة لحماية السكان فمثل هذا الوباء الخطير لا ينبغي الاستهانة بضرره الفادح على الحياة.