تحدثنا مراراً وتكراراً عن معاناتنا من الإنقطاعات المتكررة للكهرباء، حتى إنني والله أكتب هذا المقال وكلي خجل من نفسي، أني أضيع جزء من الوقت في كتابة مقال عن إدارة كهرباء وسلطة محلية في محافظة أبين لا تمتلك ولو مثقال ذرة من الضمير الذي يجعلنا نخجل منهم ونحن نكتب هذا الأحرف. فعلاً تتجرد الأحرف من لباس الاحترام، وتستشاط الكلمات غضبا، وتنهل العبارات بالويل والثبور لمن هم على الكراسي أصناما يؤتى لهم بالغربان مقابل الحرمان، وتصبح حينها معاناة المواطن والمطالبة بحقوقه فوق كل شيء واعتبار. أكتب هذا المقال وأنا ألتمس معانات المواطنين من الانقطاعات المتكررة لتيار الكهرباء التي تصل إلى 16 ساعة إنطفاء في اليوم أو يزيد، مقابل صمت مريب من الجميع. إعلاميون، رجال دين، وجهاء، ونشطاء، من لهم كلمة في المجتمع، وجميعهم صامتون، ولسان حالهم يقول "لا طاقة لنا بهم!!!"، وكأنهم متلذذون بمعاناة أقرانهم الأشد منهم حاجة، بل وإنهم يتشاركوا مع المتربعون على الكراسي جرمهم. ابتلينا بمن زين لهم الشيطان أعمالهم، بأنهم الأفضل ولن يأتي أحد أرحم منهم بنا، وصور لهم إعلاميهم ذلك، فصدقوا كذبهم وزيفهم. تقول لهم الكهرباء منقطعة والمواطنون يعانون، والأمراض والأوبئة منتشرة، يرد عليك إعلامهم "اجتمع سيدي فلان ووعد سيدي علان" وكذبوا بذلك وخسئوا. أي ذنب اقترفته أنفسنا حتى سلط الله علينا من لا يخافنا فيه ولا يرحمنا، أما خشي أولئك من الدعوات التي يتضرع بها المظلومين وقت السحر ووقت الإفطار، أن تصيبهم أو تصيب أهليهم قارعة من السماء. أين المفر من الله يوم لا ينفع مال ولا كرسي ولا جاه؟ أين المفر من تلك العجوز التي سالت الدمع من عينيها ودعت الله أن تكون خصيمة لهم يوم القيامة وهي تقول لن أسامح حينها منهم أحدا، وسأطلب من الله أن يأخذ لي مظلمتي منهم. سألتكم بالله أيها المسؤولين في المحافظة؟ أليس لكم ضمير يحاسبكم حتى في شهر رمضان أفضل الأيام الى الله. حاسبوا أنفسكم بأن اليوم دنيا وغداً آخرة. وعند الله يجتمع الخصوم