لنصف شهر والوباء القاتل يحصد أرواح العشرات يوميا والوضع الصحي برمته يلفه الغموض والحيرة بل ويكتنفه العجز ، في حين لم تعرف ماهية وحقيقة ونوعية الوباء حتى هذه اللحظة ، سيكون جيدا أن نلتفت إلى الحيز المتاح تجاه الجائحة المريبة ، ألا وهو ما يتعلق بالطرق والوسائل الممكنة لمواجهتها ، أعني الجهود القائمة على مكافحة الوباء والحد من تفشيه وانتشاره .. تتمثل أغلب تلك الجهود في المبادراة الطوعية التي تديرها المنظمات الأغاثية الدولية والجمعيات الخيرية المحلية ومؤخرا مبادرة الأشقاء في التحالف العربي "الجانب السعودي" والذي تمثله في رفد القطاع الصحي بالمساعدات الطبية المختلفة والمحاليل المخبرية ، بالأضافة للدور الرسمي المتمثل في عمليات التعقيم ورش المبيديات والتي يقوم عليها الدفاع المدني بالسلطة المحلية للعاصمة المؤقتة للحد من تكاثر البعوض وكذلك شفط مياه الأمطار التي خلفتها السيول المدمرة في كل مديريات العاصمة عدن .. هذا كله جيد ويجب ان يتواصل ويستمر وإن لم يتراجع مستوى عدد الوفيات والتي غالبا لاتتجاوز وبشكل يومي الرقم "65" من فئة "كبار السن" الذين تجاوزت أعمارهم الستين عام وإن كانت حياة كل الذين قضوا أنحابهم غالية علينا جميعها وموتهم يظل فاجعة أليمة لآهاليهم وذويهم ، مازال سريان إنتقال العدوى ساري المفعول ويتهدد حياة الكثيرين ونحن على أعتاب الأسبوع الثالث والذي لا يختلف عن سابقيه الأول والثاني من حيث أعداد الوفيات والأصابات .. بأعتقادي ان التحدي الكبير الذي نواجهه يتمثل في العجز التام تجاه معرفة حقيقة الوباء ، إذ لم يثبت قطعيا ان الوباء هو فيروس "كوفيد19" وإن سجلت أصابات مؤكده وتحدثت بعض الجهات عن الأعلان عن بعض الوفيات قضت بوباء كورونا .. الفارق الزمني بين ظهور أعراض وباء كورونا عند المصابين وبين الوفاة الحتمية عالميا يقدر بنصف شهر ، 90% من الوفيات في عدن ومعظم المدن اليمنيه تموت بمجرد ظهور أعراض الأصابة بالوباء المجهول وهو الأمر الذي لايكاد يصدق ويحمل في طيآته الكثير من عوامل الألتباس وغياب الرؤية الحقيقة لكل مايجري حتى الساعة .. قبل أشهر من اليوم تسبب داء "المكرفس" بموت المئات في عدن تحديدا ، أي قبل كارثة ماخلفتة أضرار السيول ، وقتها كانت حيثيات ومعطيات المكرفس تحصد أرواح الناس بنفس الوتيرة التي يحصد بها الوباء المبهم اليوم أرواحهم .. وجه التشابه بين الوباءين كبير ، إلا ان عدد الحالات المصابة وأعداد الوفيات اليوم يفوق بأضعاف مضاعفه ماكان من داء المكرفس بالأمس ، الجهود قائمه وإن كانت غير كافيه ولا يبدو أننا سنشهد تراجعا للوباء المستشري في القريب العاجل إذا لم تتضاعف الجهود لمواجهته ودحره !