بداية الأمر كان في تأسيس الجمعية العدنية عام 1949م، الذي ساعد في ظهور قضية عدن. وكان الصحافي الكبير، والسياسي العدني، وقائد التنويرفي عدن، الأستاذ محمد علي لقمان، أحد من قاموا بإنشاء الجمعية وإيجادها،كأول إطار سياسي في المدينة،له توجهعام هو الوصول إلى الحكم الذاتي، تحت راية وشعار عدن للعدنيين. وكتب آنذاك، في صحيفة (فتاة الجزيرة ) التي يملكها ويرأس تحريرها "ولم تبقى غير عدن تطالب بحقها الشرعي. أننا أبناء عدن لانستجدي الحكم الذاتي ولكننا نطاب به. ولن نألوا جهدا في الوصول إليه بكل الطرق القانونية والوسائل المشروعة ". وكان الفقيد لقمان، على علاقه مثينة وواسعة ببعض مفكري وزعماء اليمن ورجاله، ومنهم القاضي الزبيري والأستاذ النعمان. وفتح صدر صحيفته فتاة الجزيرة لأحرار اليمن. وكان واحدا من مهندسي إنقلاب 1948م، ضد الإمام يحي حميد الدين. وبعد حل الجمعية العدنية عام 1958م، وتأسيس حزب المؤتمر الشعبي الدستوري، برئاسة محمد علي لقمان. أنتقل كذلكإلى الحزب فكر الجمعية العدنية وخطها السياسي العام. وعلى إثر سعي بريطانيا دمج مستعمرة عدن قسرا إلى إتحاد الجنوب العربي. توجه الأستاذ محمد علي لقمان، في 18 سبتمبر 1962م،إلى نيويورك. وقام بخطبة في الأممالمتحدة، أمام الدول اعضاء لجنة ال17. أستمرت 4 ساعات. نادى فيها بتصفية قواعد الإحتلال، واعلان إستقلال عدن. وخلال عقد الستينات من القرن الماضي، جرت احداث وتطورات عديدة ومهمة عرفتها عدن. منها حادثان لهما دلالتهما. عندما نُظمت مظاهرات عنيفة، بجانب مبنى المجلس التشريعي بكريتر، عند نقاش مسودة معاهدة دمج عدن مع إتحاد الجنوب العربي. واستعمل البوليس ضد الجماهير الغاضبة، والرافضة، لمشروع إتحاد الجنوب العربي ، القنابل المسيلة للدموع، وأطلقت عليهم الرصاص. وعندما نفذالثائر العدنيخليفة عبد الله حسن خليفة، من أبناء عدن، الذي ينتمي إلى جبهة تحرير جنوباليمن. في 10 ديسمبر 1963م. عملية فدائية جسورة، بتفجير قنبلة يدوية في مطارعدن. عندما كان المندوب السامي البريطاني السير كنيدي تريفاسكس متوجها الى لندن لحضور المؤتمر الدستوي. ومعه بعض وزراءإتحاد الجنوب. أسفرت عن إصابة المندوب السامي بجروح، ومصرع نائبه القائد جورج هندرسن. وقد أستقبلت بريطانيا هذا الأمر الكبير بمرارة شديدة. وعلى إثره مباشرة ببضعة ساعات، أعلنت بريطانيا حالة طوارئ عدن، التي استمرت حتى اللحظة الأخيرة من خروجها من المدينة. و يرد هذا الحادث وحده في الوثائق البريطانية، كبداية "الكفاح المسلح" لتحرير مستعمرة عدن. وكان لهذه العملية البطولية الأثر الكبيرإلىدفع حكومة العمال البريطانية الى التدقيق وإعادة النظر في وضعها في عدن. وقررت، في البدء، الإنسحاب منها، في موعد لايتجاوز عام 1968م. دون توضيح الفترة الانتقالية. لكن رغبة أبناء عدن في الإستقلال تصدت لها بريطانيا، واخذت المدينة خفية،وسلمتها في نوفمبر 1967م إلىالحزب الإشتراكي. وكان من تبعات مجيء هذا الحزب الدموي البغيض إلى عدن إلا الكوارث.وتمر عدن،منذ ذلك الحين،بفترة هي الأسوأ في تاريخها. ونحن الآن في خضم نقطة تحول كبرى،وبوسع أبناء عدن ان ينطقوا بحقوقهم، والمطالبة بتحقيق العدالة لهم, وترتيبات خاصة لاعادة تأسيس مدينتهم.