إليكِ أنتِ ولا أحدٍ سواكِ يا فاتنة هل ما زلتِ مُبتسمة كما كنتِ سابقاً أم أختفت إبتسامتك كما تختفي النجوم ظُهراً أخبريني بحق الدموع بحق الوجع بحق الإكتئاب يا حبيبة كيف حال شوارعك هل ما يزالون ممتلئين بالضوء وبأعمدة الإنارات بضجيج الباعة وصرخاتهم الكثيفة هل ما زلتِ تشعين نوراً كما كنتِ سابقاً أم أصبحت جميع أيامك مُنطفئة يا إمرأة البخور والإقتصاد وزُرقة البحر والسماء أنتِ يا مدينة الأغنيات وعزف الموسيقى والكمنجات أنتِ يا كل الضوء لهذا الوطن وضوء وطن قلبي أيضاً أخبريني بحق الحُب والإشتياق هل ما زلتِ ترقصين كما ترقص ثمة نجمة في السماء هل ما زلتِ تتمائلين فرحاً وحُباً ونشوة أم أختفى كل شيء منك يا مدينة العطورات ورائحة الهيل والقرنفل أخبريني هل مازالت سواحلك يتدفق إليها كثيراً من الشباب والفتيات لإستنشاق هواء البحر النقي ومداعبة الماء هل ما زال الشباب يمضغون أغصان القات في الجهة المُقابلة لأمواج بحرك أم أختفى كل شيء منك كيف حال قلعة صيرة والتواهي وخور مكسر والشيخ عُثمان أنا العاشق لكِ الذي ذُبت بحبك كما يذوب السكر في الماء أنا الذي أتيتُ ضيفاً إليك قبل فترة فوقعت مصيدة في شِباك حُبك وها أنتِ ترقصين في أعمق نقطة من القلب أنتِ معشوقتي الجميلة التي دخلتِ إلى غُرفة قلبي بدون إستئذان إنني أشتاق إليك للمكوث في شواطئك لإستنشاق رائحة البخور في شوارعك أشتاق لكل شيء فيك لكل ذكرى جميلة ترافقني منذ زيارتي إليك أخبريني كيف أصل إليك كيف أجيك كيف أحط رحالي فيك كيف أجي زائراً إليك وكل الطرقات ممتلئة بكثيراً من الأشواك والشَوك أعدك جيداً بأنني سأزورك قريباً وعندما أحط رحالي فيك سأمسح بمنديل قلبي الدموع الغزيرة من عينيكِ ومن وجنتيك أنتِ يا عدن .