تجدهم يسبون و يشتمون و يكذبون و يفجرون و يرقعون لأجل رويبضة من الرويبضات كلما توغل في النجاسة ازداد انتكاسة و فقد مروءته و إحساسه و تراقص مع كل مياسة و لم يبق إلا أن يرفع كاسه و هذا لعمر الله أهون مما هو فيه من ارتكاسة! و مع كل هذا الضلال و الفجور و العمل الساقط البور الظاهر للجمع الغفير و الجمهور تجد عبدا رقيعا مرقعا و مملوكا صفيقا مصفقا يعظمون صاحب الرذيلة و يعضون صاحب الفضيلة ككلاب مسعورة أحمق من الممهورة! و ليته أعانهم على باطلهم و سهل لهم بلواهم و أعطاهم سلواهم بل تراه يمعن في إذلالهم و إحراجهم و من الكرامة يزيد من إخراجهم و هم يختلقون له الأعذار بعد الأعذار من أفعال يشيب لهولها أهل العذار و أفعاله لهم إنذار و إعذار. يريدونه فارسا و هو بغل لا علم و لا حلم و لا عقل. و كلما زادوا في التعظيم أولغ هو في التحجيم و كلما أرادوه إماما به يقتدى انسلخ مجاهرا عن الهدى و سلك طريق الردى و بالغ في خلق العدوات و العدى! و صار القوم معه في حيص بيص يروغون كما يروغ النيص كلما رقعوا له رقعة زادهم طامة و بقعة فاتسع الخرق على الراقع و نفدت كل المراقع و صار علما في التفاهة و الحمق في المواقع و أمر الله بهم واقع و هذا الحق و الواقع. هُمُ و ما يكتمون من أمرهم**كالثور إذ قُرب للناخعِ مثل التي يحسبها أهلها**عذراء بكراً و هي في التاسعِ و الثوب إن أنهج فيه البلى**أعيا على ذي الحيلة الصانعِ كنتم تدارونها فقد مزقت**و اتسع الخرق على الراقعِ