اسم الكتاب نظرية الفستق اسم الكاتب فهد الأحمدي نوع الكتاب تنمية بشرية الصفحات من (160 إلى188) بدأ الكاتب حديثه في هذه الصفحات بالحديث عن المنطق فقال عنه"آلة قانونية تعصم الذهن عن الخطأ" بحسب تعريف القدماء، وبإبسط تعاريفه هو مبادئ تمنعنا من التفكير بطريقة خاطئة وأسلوب في التفكير يقودنا للصواب ويبعدنا عن الاستنتاج الخاطئ ، فالمنطق في نظر الكاتب ليس علماً او منهجاً أيدلوجيا، بل طريقة في التفكير وأسلوب مشترك في التحليل والحكم الصحيح..... ثم انتقل الكاتب للحديث عن الفيلسوف الإغريقي أرسطو الذي يعتبر أول من وضع مبادئ المنطق من خلال ماعرف برسائل أورغانون ومن أبرزها قانون الذاتية عدم التناقض والوسط الممتنع، وذكر الكاتب ان أرسطو هو اول من أخبرنا بالطريقة الصحيحة للبحث والحكم على الأشياء، كما دُعي بالمعلم الأول ودُعي الفاربي بالمعلم الثاني كونه أول من حاول نشر التفكير المنطقي في العالم الإسلامي. واشار الكاتب الى ان الباحثين حول العالم يعملون اليوم من خلال قواعد منطقية تقودهم لنتائج غير مزيفة تدعى"منهج البحث العلمي" وهو منهج مشترك يعتمد على التجربة والرصد والتوثيق بحيث يمكن لعالم في المانيا أن يتهم نظيره في كوريا بانه لم يتقيد بالمنهج العلمي في بحثه الأخير. ووجه الكاتب رسالته للاباء بمدى اهمية التفكير المنطقي وضرورة تعليمه للأطفال وإدخاله في المدارس كمنهج نزيه ومحايد في التفكير والنقد والتحليل ، موضحا دوره في تفكيرهم بطريقة صحيحة ونقد الأشياء بطريقة مجردة والحكم عليها بطريقة محايدة ، واتفقت مع الكاتب حين قال ان تدريس المنطق أصبح اليوم ضرورة وأكثر أهمية من تدريس مناهج ضيقة ومقبولة يكتشف الطالب محدوديتها لاحقا فيصبح بدون ثقافة وتعليم. ومن الحديث عن المنطق انتقل الكاتب للحديث عن العلاقة بين الصحة والبساطة اذا قال انه مبدأ مهم في الحكم على الأشياء وكفيل بتغيير آراء الفرد ونظرته للأمور، واوضح ان تبني الفرد له يجب ان يترافق مع علمه بأن الاحتمالات المعقدة لا تعني أنها مستحيلة الوقوع، ولكنها قد تكون نادرة وبعيدة الاحتمال، وانهى الكاتب حديثه عن الصحة والبساطة بكلام أكثر بساطة واكثر توضيحا وأقرب إلى الواقع"حين تسمع شيئا يحوم حول خيمتك في الليل؛فكر في البعير قبل الدب القطبي" ثم سلط الكاتب الضوء على السؤال والتساؤل موضحاً الفرق بينها السؤال قائلاً ان السؤال ماهو إلا إستفسار عابر يطرحهُ شخص على آخر لمعرفة الجواب ، أما التساؤل فهو السؤال الذي يطرحهُ الفرد على نفسه عندما يكون في حالة من الحيرة والاستغراب وقد لا ينتهي بمعرفة الجواب... فالسؤال يمنحك إجابة سريعة وجاهزة يقدمها غيرك في حين أن التساؤل يستغرغ وقتاً طويلاً قبل ان تعثر على الجواب بنفسك وقد تموت خائرا دون الحصول عليه ، وحين تتلقى الجواب من غيرك قد تقتنع به وتتبناه وقد لا تقتنع به وترفضه، ولكن حين تتسائل بنفسك تقتنع بجوابك كونه نابع من ذاتك، فتدافع عنه وتحاول نشره وإقناع الاخرين به... واستدل الكاتب بنماذج كثيرة عن التساؤل من كتب أرسطو وأفلاطون وفيلسوف الأدباء ابو حيان التوحيدي كما استدل الكاتب بقصص الأنبياء و القرآن والسنة إذا لم يخلو من التساؤلات ويقول الكاتب ان خلف التساؤلات يقف عقل كبير وذهن جرئي ، ودافع حقيقي لمعرفة الجواب الواقع، واختتم الكاتب حديثه عن السؤال والتساؤل بقوله ان السؤال ليس عيباً بل هو مفتاح العلم ولكن العيب أن يظل الوسيلة الوحيدة لطلب العلم، واتفقت مع الكاتب حين قال ان من العيب ان تترك عقلك مفتوحاً لإجوبة الآخرين الجاهزة والمتضمنة مواقفهم الشخصية، وإن كان طلاب العلم يتساؤلون فإن الفلاسفة والمفكرين يتساؤلان حتى يتوصلون للحل الأفضل الذي سرعان ما يتحول إلى إجابات جاهزة يتداولها العامة لذا يجب ان نتوقف عن طرح المزيد من الأسئلة والاستعاضة عنها بطرح المزيد من التساؤلات فكل جواب تعثر عليه عقلك بنفسه سيكبر معه عقلك ويرتاح بفضله فؤادك وتستقر بعده حياتك، تعيش أدمغتنا حالة دائمة من صراع الأفكار ، إن لم تحدد موقفك منها قد تنضم للجانب الخاسر فيها، "أغسل مخك بنفسك"هكذا انتقل الكاتب للحديث عن الأدمغة البشرية قائلاً ان أدمغتنا مستعدة لاستقبال الإيحاءات والارشادات وتبني آراء الآخرين بسهولة، ولو تأملت حصيلتك المعرفية لوجدت ان 99٪مما تعرفه وتتبناه وتعتقده هو ناتج عقول خارجية أخذت عنها هذه المعرفة وهذه القناعات، فأفكارنا تشكل شخصياتنا وإن لم تغسل مخك بنفسك سيغسله المجتمع نيابة عنك، وانتقل الكاتب للحديث عن الايحاءات ودورها الإيجابي في العقل الباطن، وكيف يمكن لجمل تحفيزية يرددها الفرد قد لايبدوا لها تأثير في البداية ولكنها تعمل بمرور الزمن كقطرات الماء التي تفكك التربة وتهاجم عيوبنا الصلبة كما لو كانا خاضعين لإشراف خبير بالتنويم المغناطيسي ، فالإيحاء ومحادثة النفس بمثابة جلسة نفسية تغيرنا من الداخل وتهيئنا لمواجهة الخارج.