أجمل شيء يكتنزه المرء في سجلات حياته هو استقراره في قلوب البسطاء، فيظل يتنقل بين قلوبهم النظيفة، والسليمة، ويكون محاطاً بحبهم، وثنائهم، فبموقف تسكن تلك القلوب، وبعبارة جميلة تحل تلك الأفئدة، وقد سجل المنمازون حضورهم في قلوب صافية، وقلوب راقية، فما أرقى أن تحل في تلك القلوب الراقية، والصافية النقية. عندما نقف على عبارات قيلت، لابد من تقليبها، وشرحها، ومعرفة مغزاها، لابد من معرفة التوقيت الذي قيلت فيه، والإغراءات التي عُرِضت مقابل ألا تُقال مثل هذه العبارة، ولا أن يُقال حتى مثيلها، وساعتها ستعرف قيمة تلك العبارة ومدى صراحة، وشجاعة قائلها، فهناك عبارات زرعت يأساً في طريق الأطماع، وأغلقت أبواباً للباحثين عن المنبطحين، فمن بين تلك العبارات الذهبية اللامعة، والعبارات الوطنية، والحرة، والتي تمثل حروفها رصاصات في وجوه الطامعين، ومثلت كلماتها سوطاً في ظهور المنبطحين، هي عبارة قائلها حر من أحرار الوطن، هذا الحر هو وزير الداخلية أحمد بن أحمد الميسري، قالها عندما عُرِض عليه التنازل عن سيادة وطنه، والثمن ماشاء من الأموال، والجاه، والسلطان، فقال عبارته تلك التي مازالت ترن في آذان الأحرار، فيطربون لها، وبالمقابل صمت آذان الطامعين، وضربت على ظهور المنبطحين لعلهم يستفيقون، تلك العبارة هي: لسنا سلعة للبيع. لسنا سلعة للبيع هي أرقى عبارة يعبر بها الأحرار عن حريتهم، هي العبارة التي قطعت حبل وريد الأطماع، وضربت على مؤخرة المنبطحين، ورفعت رؤوس الأحرار، لسنا سلعة للبيع هي العبارة التي خرجت من أفواه الأحرار، وهي العبارة التي لا يجرؤ على قولها إلا رجل رابط الجأش، وصنديد شجاع، ولا يستطيع قولها إلا من كانت جيناته يمنية خالصة. ما أروع العبارات الحرة عندما تصدر من الأحرار، وتكون بمثابة لجاماً يلجم به الأحرار أفواه الطامعين الذين يريدون السيطرة على سيادة الأوطان، فهكذا قالها وزير الداخلية الحر المهندس أحمد الميسري، ولم يخش أحداً، ولم يلتفت لعروض مغرية، إن عُرِضت على غيره من المنبطحين لباع الجمل بما حمل، ولكن الأحرار أمثال شخص الميسري يطأون المال المدنس تحت نعالهم، فالعيش برغيف خبز من خيرات الوطن، وبكرامة، خير من أموال ممهورة بالذل، والمهانة، وعلى مداميك هذه العبارة الحرة يجب أن يبني اليمنيون وطنهم، ومن أكل من مال ممهور بالذل، فليتقيأ، وليصطف مع الأحرار، فاليمنيون ليسوا سلعة للبيع، فهل تعقلون؟ هل تفهمون؟ هل تستوعبون، أم أنكم مبلدون؟