الأحمق:هل ترى هذا البرج الشامخ و البنيان الباذخ؟ العاقل:أين هو يا رجل؟!فلست أرى برجا و لا حتى درجا فكفاك عمى و عرجا! الأحمق:كيف لا تراه أيها الخائن الحاقد و الحائن الحاسد؟ العاقل:الأمر بكل يسر هو أنني لا أراه لأنه غير موجود بل عدم مفقود. الأحمق:بل تتعامى و تتغابى لأنك من شيعة علي بن العاص و معاوية بن أبي طالب و تناصر شيعة أبي بكر بن الخطاب و هذا فصل الخطاب و مثلك لا يردعه العتاب. العاقل:لا تعليق فهذا الهراء الرد عليه بالعقلاء لا يليق و وباله بصاحبه يحيق و بالسفاهة صاحبه حقيق. الأحمق:بل اعترف بالهزيمة و بأنني أفحمتك بالبراهين و العزيمة و دع عنك المراوغة اللئيمة. العاقل:قد قيل فيما سلف و عليه العقلاء من الخلف من ناظر عالما فربما غلب و من ناظر أحمق فعليه النقم قد جلب و كأنه للثور حلب. الأحمق:فالآن حل لنا قتلك و طاب لنا نهبك و جاز لنا سلبك فقد أنكرت وجود البنيان و زعمت أنه لا تراه العينان و لو كنت من شيعتنا لرأيته و لو كان مفقودا و لم تطلب على وجوده دليلا و شهودا و لكان إخبارنا بوجوده كافيا و لعقلك شافيا لكن أبيت إلا التحقيق و التدقيق و هذا يجعلنا في تخبط و ضيق و معارضة العقلاء لنا لا نطيق بل عليهم التهليل و التصفيق و إلا فالقتل و السحل و السجن بهم حقيق! و تستمر المأساة في جلباب الملهاة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا و يصبح القاتل مقتولا و الفاعل مفعولا! سنة الله في السلف و الخلف و لن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا.