يتخبط المواطنون من شارع لأخر ، بحثاً عن الادوية الضرورية ، من ادوية امراض ضغط الدم و السكر و القلب و الاعصاب و الڤيتامينات و ادوية مضادات الحُميّات و الانفلونزا بشتى انواعها ، من أجل أن يقوا انفسهم و ذويهم من المرض أو أن يوفروا ادويةً تحافظ على ذوي الامراض المزمنة من ويلات تداعيات المرض من الغيبوبة أو الوفاة ، و يعاني المواطن البسيط في كل مناحي حياته ، حيث أنه لات مكبلاً بسبب شحة مصادر الدخل و إنقطاع الرواتب و الارهاب الاجتماعي الذي يجعل كل مواطن في دائرة الاتهام حالما يتذمر من الوضع المزري ، و الذي زاد من صعوبة الوضع هو منع تداول العملة الجديدة ، مما جعل الربا يستشري في كل مكان ، فحين يتم تبديل ورقةً نقدية من فئة الف ريال يتم استقطاع مائتي ريال كعمولة ربحية مقابل اخذها ، مما حاصر المواطن اكثر فاكثر ، غير أن العملة الوطنية حالها يسوء كل لحظة ، مما جعل تجار الحروب يزيدون في اسعار المواد الغذائية بسبب الدولار و زيادة ضرائب و جمارك و اوتاوات و مصاريف حرب ، كلها تجنى من دخل المواطن الذي يشقى من أجل سد رمق جوعه و محاولته دفع ايجار المنزل و المحل المستأجر و التي زادت في اسعارها اكثر من 150% ، فالمنازل اصبحت لا تقل عن 70 الفاً في حال صغرها و المحال التجارية لا تقل عن 60 الفاً رغم صغر مساحتها ، و ما ضاعف التردي المهلك على كاهل المواطن هو اخفاء المشتقات النفطية و الغاز و فتح الأسواق السوداء بأوسع ابوابها في كل شارع ، حيث تصل سعر اسطوانة الغاز الى 11 الف ريال ، و البترول يصل الى 20 الف ريال ، ما ادى الى رفع تسعيرة الكيلو من الكهرباء الى 300 ريال في بعض المناطق ، و فاتورة المياه تضاعفت 200% عمّا كانت عليه سابقاً ، اما فواتير الهاتف الثابت أو النقال و الانترنت فهي هم اخر ، فالهاتف النقال إن لم تعد شحن رصيدك في الوقت الذي يحددونه لك ظلماً و عدواناً يتم إيقاف رقمك و بعد أقل من شهر يتم سحبه و بيعه ، و الهاتف الثابت تضاعفت فاتورته و اصبح لديه وقت محدد أو يتم قطعه نهائياً ولا يعيدونه لك إلّا من الشركة الرسمية و بعقوبة سعرية ، و الانترنت عبر يمن نت اصبح ثقلاً اخر ، فاشتراك الاسبوع لا يدوم إلّا ثلاثة أيام و فاتورة الشهر لا تبقى حتى ثلاثة اسابيع ، و الانترنت من باقات النت ضمن شركات الجوال المحمول هي الاخرى اصبحت أشد غلاءاً و اكثر سعراً فباقة 200 ميجا الشهرية لا تدوم حتى 10 ايام ، و على ذلك قِس ما تبقّ ، ما جعل الحياة اكثر بؤساً و تعاسة ، و اكثر ثقلاً و وجعاً ، الى جانب الالغام التي تقتل المواطنين في كل المحافظات الغربية و الجنوبية و الوسطى و الشمالية ، و القنص المستمر على كل شيء تدب فيه الحياة ، و الاستهداف الاجرامي بالدبابات و المدافع و التشكيلات العسكرية التي تتحرك ضد منزل برتل عسكري كأنها ستحرر القدس ضد كل حر أو منطقة لا تقبل الفكر المتشيع او الوصاية الدولية ، و السجون المليئة بتشكيلات التعذيب التي تعج بالمظلومين نساءاً و رجالاً من وسطييّ العقيدة و معارضين الرأي و المطالبين بدولة الحقوق و الحرية و المتعلمين و الذين لا يقبلون الاستعباد ، - يعيش المواطن اليمني حروباً يومية مع الغلاء و التردي في سعر العملة و الوضع الصحي ، و مواجهة الجبايات المستمرة من قُوته و امواله التي قد يدفع بها شراً من شرور تجّار الحروب الذين يتاجرون في صحته و حياته و مستلزمات عيشه فقط لأجل جني المليارات مقابل حياة شعب بعزة و كرامة و دون الاحتياج لأحد ، و الشعب اليمني ترك كل هذا الويل و العذاب الذي تسبب لليمنيين بالجلطات و الصدمات العصبية و الذبحات الصدرية و النوبات القلبية التي أودت بحياة الالاف ناهيك عن جرحى الحروب من المدنيين و العسكريين ، و انطلق لينتقد الثنائي السماوي لإعلان بهجة خطوبتهما للعلن بمسميات النخوة و الغيرة و الرجولة ، : و كأن كل هذا لا يستدعي غيرتهم ولا يستجدي قَبيلتهم للوقوف ضد كل هذا الظلم و الفساد و الارهاب الاجتماعي و قمع الحريات و سجن الابرياء و القتل بكل شكل و منطق و تهمة و الغير مبرر شرعاً و قانوناً . شعب يدور التراهات ويترك الضروريات لاحياة لشعب لايبحث عن عيشٍ كريم.