يعيش جنوبنا الحبيب منذ سنوات حالةمن الاحتقان والتمزق والصرعات الدموية العبثيةوبشكل تصاعدي. لكنه ليس صراعا على ثروة بين منطقة واخرى ولا بين قومية واخرى، ولابين ديانتة واخرى، ولابين طائفة واخرى، ولابين مذهب واخر.لا فديننا واحد ومذهبنا واحد وقوميتنا واحدة، عاداتنا وثقافتا واحدة.‘ولكن ابتلانا الله بحكامنا ومن يشاركهم في صنع القرار. ما من صراع وفتنة الا وتاتي من اعلى او من رجال نافذون فرضوا انفسهم بالبلطجة وبدعم من جهات داخلية وخارجية، لا تريد للوضع ان يستقر. الشعب موحد الهدف والعقيدة،ولكن مشكلته في قياداته المريضة،التي تتخذ من التعصب وتحديدا المناطقي طريقا للوصول الى غاياتهم الشريرة،من خلال دغدغة عواطف المجتمع،حيث يجدون في الشعب استجابة سريعة لكلامهم المعسول.فلو انهم استخدموا ذكائهم وحيلهم في لم الشمل ورص الصفوف لافلحوا وجعلوا الشعب في عيش رغيد. لكنهم عاكفون ع المكر والخديعة والتعبئة الخاطئة نكاية باخوانهم في الدين شركائهم في الوطن. نشاهد ونسمع هذه الايام عن جهود حثيثة ماكرة لخلق فتنة جديدة بين ابناء الصبيحة واخوانهم بما يعرف بالمثلث ،لتزيد من الم الجرح الدامي في شقرة وشبوة . من يبحث عن وطن لن ينجر وراء مصالح انية ولا يهمه اشخاص ولا يتعصب لمنطقة او عشيرة. الوطني من ينمي روح الاخوة بين افراد المجتمع ويسعى لازالة الضغائن والاحقاد،ليعيش شعبه بسلام ووئام ونما. فكيف بمن يدعون الوطنية ويعملون ليل نهار على تمزيق الممزق وتقسيم المقسم وضرب النسيج الاجتماعي واثارة الكراهية بين ابناء الوطن الواحد. قد يقول قائل انه تم تجاهل هذا القائد او ذاك او هذه المنطقة او تلك وقد يكن محقا ويجب على القيادة اشراك الجميع في صنع القرار،وعلى الطرف الذي يشعر بالتهميش ان يوصل رسالته بالطريقة التي لا تلحق الاذى بالوطن والمواطن .ولايبرر التجاهل لاي طرف كان مهما بلغ عليه الجور والظلم ان ينتقم من الوطن الذي هو ملكنا وملك الاجيال القادمة. فالاضرار بالوطن سيترتب عليه عواقب كثيرة على حاضر ومستقبل الاولاد والاحفاد،فنكون سبب بؤسهم وشقاوتهم،فيعيشون خانعون جائعون اذلاء. لنطالب ببنا دولة قوية قادرة على حماية الوطن والمواطن ،وتجعله يعيش بامن وكرامة. ونبتعد عن الانانية وحب الذات،والطاعة العمياء وتقديس اشخاصا زائلون على حساب وطن . فهل نستفيق ونبتعد عن تجريب المجرب،ونحتكم الى القضاء للفصل في كل خلافاتنا.ولا نريد ذبح الثيران وقطع الطرقات والاختطافات والتحكيمات القبلية،التي يستفيد منها القوي ويُظلم الضعيف. مالم ستاتي يوما نعض اصابع الندم على ليلة القدر التي لم نحسن استغلالها مع علمنا المسبق بنزولها.. علينا ان لا نكرر اسطوانة حكامنا وكبار رجالتنا كما يردد البغبغان،ونحمل طرف المسؤولية طرف بعينة ولا منطقة بعينه،فكلنا طينة واحدة لا فرق،وحاكمنا هم سبب شقاوتنا،في الماضي والحاضر والمستقبل القريب..