المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    حلف قبائل حضرموت يؤيد بيان السلطة المحلية وقرارات المجلس الانتقالي الجنوبي    العليمي يشيد بجهود الأشقاء في المملكة من أجل خفض التصعيد في حضرموت والمهرة    لقاء في صنعاء يناقش مستجدات اتفاق تبادل الأسرى    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    الإعلامية مايا العبسي تعلن اعتزال تقديم برنامج "طائر السعيدة"    الصحفي والمناضل السياسي الراحل عبدالرحمن سيف إسماعيل    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    الرياض: تحركات مليشيا الانتقالي تصعيد غير مبرر وتمت دون التنسيق معنا    ويتكوف يكشف موعد بدء المرحلة الثانية وحماس تحذر من خروقات إسرائيل    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    شرعية "الروم سيرفس": بيع الوطن بنظام التعهيد    الجنوب العربي: دولة تتشكل من رحم الواقع    بيان بن دغر وأحزابه يلوّح بالتصعيد ضد الجنوب ويستحضر تاريخ السحل والقتل    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    حضرموت.. قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين قوات عسكرية ومسلحين    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    النائب العام يأمر بالتحقيق في اكتشاف محطات تكرير مخالفة بالخشعة    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    مؤسسة الاتصالات تكرم أصحاب قصص النجاح من المعاقين ذوي الهمم    شباب عبس يتجاوز حسيني لحج في تجمع الحديدة وشباب البيضاء يتجاوز وحدة حضرموت في تجمع لودر    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي: نثمن دور الإمارات التنموي والإنساني    الدولار يتجه نحو أسوأ أداء سنوي له منذ أكثر من 20 عاما    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    لملس يتفقد سير أعمال تأهيل مكتب التعليم الفني بالعاصمة عدن    أبناء العمري وأسرة شهيد الواجب عبدالحكيم فاضل أحمد فريد العمري يشكرون رئيس انتقالي لحج على مواساته    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    اختتام دورة تدريبية لفرسان التنمية في مديريتي الملاجم وردمان في محافظة البيضاء    تونس تضرب أوغندا بثلاثية    إغلاق مطار سقطرى وإلغاء رحلة قادمة من أبوظبي    وفاة رئيس الأركان الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة في أنقرة    البنك المركزي يوقف تراخيص فروع شركات صرافة بعدن ومأرب    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلامة الديلمي : بسبب خروجه على الظالم تعرض المذهب الزيدي لحرب ظالمة على مر التاريخ

أكد السيد العلامة يحيى بن حسين الديلمي أن المذهب الزيدي تعرض على مر التاريخ لحرب شعواء وذلك بسبب إجازته الخروج على الظالم والطغاة ووقوفه مع المظلومين والمقهورين والمساكين والفقراء.. وقال في حوار ل “الجمهورية” إن المذهب الزيدي حوصر وحورب في كل بقاع الأرض من قبل الحكام الطغاة ، لهذا لم يتبق من أتباع هذا المذهب في البلدان الإسلامية غير اليمن إلا القليل..كما تحدث السيد العلامة يحيى الديلمي عما تعرض له المذهب الزيدي في اليمن خاصة بعد ثورة 26سبتمبر وحتى اليوم وأيضاً عن نهج وفكر هذا المذهب في الإمامة والحكم وكذلك عن ثورة الشباب السلمية.

ظهور المذهب الزيدي
.. بداية نود أن نتعرف من خلالكم عن المذهب الزيدي وما يتميز به عن غيره من المذاهب الدينية الأخرى؟
المذهب الزيدي حقيقةً مر بمراحل عديدة في العصور السابقة, وكانت بداية هذا المذهب عندما شرد بالكثير من تعاليم الأمة الإسلامية والتي كانت تعيش هذه الأمة واقعاً مؤلماً من حيث حياتها الاجتماعية والاقتصادية, والسلطة في ذلك الوقت سلطة متسلطة تعيش بالمال العام وتتحرك بحسب الأهواء والرغبات وتقود الأمة بنظام الأسرة، في هذا الوقت ظهر الإمام زيد بن علي عليه السلام كإمام يريد أن يرد الأمة الإسلامية إلى واقعها, إلى القرآن والسنة النبوية الشريفة، وبظهور الإمام زيد بن علي ظهر المذهب الزيدي، والحقيقة أن الإمام زيد انطلق من تعاليم الدين الإسلامي من تعاليم القرآن الكريم لرد الهاشمي في ذلك الوقت إلى القرآن وإلى العدالة الإسلامية, يقول تعالى: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان} وقال سبحانه وتعالى: {ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} لهذا فالغاية من الرسالات السماوية هي أن يقوم الناس بالقسط.
المذهب الزيدي قائم على التوحيد وعلى العدل، وأن الله سبحانه وتعالى واحد لا شبيه له ولا مثل ولا ضد ولا شريك وهو سبحانه الذي يستحق العبادة لا غيره وهو الذي يجب أن يمتثل له الناس لا لغيره وأنه سبحانه وتعالى هو العدل وحكيم في أفعاله لا يكلف إلا بما يستطاع ولا يؤاخذ الناس إلا بما كسبوا, ثم النظرة إلى الخلق على أنهم عباد الله وكلهم متساوون في ميزان الخالق, لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى أي بالإيثار بالعطاء وبالعمل الصالح ويقوم هذا الفكر على الدليل الصحيح من العقل والقرآن والسنة النبوية، ينطلق المذهب الزيدي من هذا المنطلق يستدل بهذه الأدلة ولا يخرج عنها، فتح باب الاجتهاد وفتح باب الجهاد والاجتهاد لانطلاق العقل في هذا الكون للاستفادة مما فيه وفتح باب الجهاد ليعود الناس من طغيانهم وجبروتهم ليكونوا متساوين كأسنان المشط في ميزان الإسلام .. هذا هو المذهب الزيدي وهذا هو فكره باختصار.
ما يميزه عن غيره
.. بماذا يتميز المذهب الزيدي عن غيره من المذاهب؟
للأسف المذاهب تميزت بالخضوع والاستسلام للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي, المذهب الزيدي تميز عن هذه المذاهب أنه يرفض هذا الواقع المتردي المهزوم, واقع الظلم، ويدفع بالأمة والبشرية وبالمسلمين إلى أن يأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر وأن يردوا الأمور إلى نصابها كما يتميز المذهب الزيدي بإعطاء العقل قيمة كبيرة وبأنه يخضع بالدليل من القرآن والسنة النبوية الصحيحة الجامعة وغير المفرقة, أيضاً تميز المذهب الزيدي أنه يتعامل بواقعية, أيضاً تميز أنه لا يوجد في كتبه شطط ولا مجال للخيالات الفاسدة, لذلك يتميز أن منفتح على المذاهب الأخرى ودرس وبحث في كل المذاهب وأخذ الصحيح السليم من كل مذهب ليكون هو المعتمد الذي ينطلق منه المسلمون .. هذا هو ما يميز المذهب الزيدي عن غيره من المذاهب الأخرى.
اليمن معقل المذهب
.. لماذا أصبحت اليمن هي معقل المذهب الزيدي؟
المذهب الزيدي مذهب آل بيت رسول الله “صلى الله عليه وسلم” حوصر وحورب في كل مكان من قبل السلطات آنذاك .. وأهل اليمن كما وصفهم النبي “صلى الله عليه وسلم” هم أرق قلوباً وألين أفئدة والأيمان يمان والحكمة يمانية، والفقه يمان وأهل اليمن بحكم التعقل والاستبصار آمنوا بالإسلام بغير معارك، آمنوا عندما رأوا الأدلة, وصفهم النبي “صلى الله عليه وسلم” بهذه الصفات, بحثوا عن الحق والحقيقة، ومن أجل هذا اتبعوا بيت رسول الله “صلى الله عليه وسلم” لأنهم من كان يحمل الحق فذهبوا إلى جبل الراس, لدعوة الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين أن يأتي إلى اليمن ولهذا انتقل المذهب الزيدي إلى اليمن بصورة أكبر وأشمل وأوضح, مع أنه كان له وجود من قبل في اليمن ومعروف أن في اليمن أنصاراً وشيعة للإمام علي عليه السلام .. وهذه الحرب الشعواء على الفكر الزيدي هي بسبب أن المذهب الزيدي يقف ضد الحكام الظالمين, يقف ضد الطغيان والفساد ويرد الناس إلى العدل، لهذا بقي في اليمن لأن البلدان الإسلامية للأسف حكمها الطغاة بالظلم والجور, لهذا كما ذكرت بقي المذهب الزيدي محصوراً في اليمن ومر بها هناك دلالة في الحديث “الإيمان يمان والحكمة يمانية” لأن المذاهب الأخرى منتشرة في الأرض, مثلاً المذهب الشافعي موجود في كل بلد من بلدان المسلمين، وكذلك الحنفي والمالكي والحنبلي، إلا المذهب الزيدي موجود في اليمن، وكما ذكرت قد يكون للحديث الصحيح “الإيمان يمان” دلالة بهذا الأمر.
اختفاء المذهب في البلدان
.. إذاً ما سبب اختفاء المذهب الزيدي من البلدان الإسلامية الأخرى؟
السبب أنه حصل حالة ضعف لدى حاملي المذهب الزيدي خاصة أنه محارب من الحكام لأنه يقف ضد طغيانهم وجبروتهم ويقف إلى جانب المساكين والفقراء والمظلومين والسعي إلى رفع مستوى الإنسان ثقافياً وعلمياً وروحياً وجسدياً ومع حالة الضعف لدى حاملي هذا المذهب ضعف المذهب حتى اختفى في البلدان الإسلامية ولم يبق إلا في اليمن، وهناك أحاديث تبين أن الإسلام ينحسر كما في الحديث المشهور: “لتنتفضن عُرى الإسلام عروة عروة، أولها الحكم وآخرها الصلاة” وكلما انتفضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فإذا كان الإسلام انتفضت عراه وتبدلت معالمه بسبب الأهواء وضعف العلماء ومجاراة الكثير من العلماء للحكام، والبحث عن مخارج لممارسات الحكام مثل استباحة الأموال والدماء والأعراض، لهذا بقي المذهب الزيدي في اليمن واختفى في الكثير من البلدان، ولاشك أن هناك بقايا للمذهب الزيدي ولكنها ليست ظاهرة مثل العراق وتركيا وفي بعض البلدان ولكنها أعداد قليلة، وليست ظاهرة ومازال المذهب الزيدي يعاني من ضعف من قبل علماء الزيدية، وأيضاً الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها، واليوم هناك حملة شعواء ضد هذا المذهب وهذا الفكر وأعتقد أن هناك أسبابا سياسية واقتصادية وراءها أعداء الإسلام والطغاة والمتجبرون الذين يرون في انتشار هذا المذهب خطراً على وجودهم وعلى مشاريعهم.
حلقات العلم
.. ماهي أبرز مدارس المذهب الزيدي التي مازالت موجودة في اليمن حتى اليوم؟
لايوجد مدارس بمعنى “مدرسة” كما يتصورها البعض للمذهب الزيدي، وإنما كان هناك حلقات في الجامع الكبير بصنعاء وفي بعض المساجد الأخرى، ولكن للأسف مورست ضد هذه الحلقات حرب شرسة من قبل النظام السابق، استخدم كل الوسائل لمنع انتشار المذهب الزيدي وفتح الباب واسعاً أمام المذاهب الأخرى وخاصة أمام المذاهب المستحدثة والتي استحدثت قريباً، بينما المذهب الزيدي مدارسه ومراكزه وهجره حتى أوقافه نهبت وأعطيت للمذاهب المستوردة والمستحدثة التي طغت على بلادنا وعلى الكثير من بلدان المسلمين وسببت في إضعاف الحركة الإسلامية ومحو عزة وكرامة المسلمين، وحالياً المذهب الزيدي محصور الآن في بعض الحلقات المسجدية في صعدة وصنعاء وبقايا البقايا في ذمار، ولكنها ليست بالشكل المطلوب، لأنه ليس هناك شهادات ولو وجدت لا تعتمد في الحياة السياسية والاجتماعية، وهذه من ممارسات النظام تنفيذاً لما يملى عليه من بعض دول الجوار، التي دفعت النظام إلى محاربة هذا الفكر لمحاربته للظلم والطغيان.
ممارسات ضد المذهب
.. هناك من يرى أنه من أضعف المذهب الزيدي هم علماء المذهب نفسه؟
قد يكون ضعف في العلماء, ولكن هناك ممارسات بشعة مورست ضد علماء الزيدية، حيث مورس فيهم القتل والحبس والظلم ومنعوا من ممارسة هذا المذهب في الحياة، ووضعت خطة لمحاصرة انتشار المذهب بعدم تدريسه، وحتى لا تكون هناك مخرجات علمية تتواءم مع الواقع ومع الزمان، فبقي العلماء محافظين لما لديهم من علم، وحاولوا نقله إلى غيرهم، بقدر ما يستطيعون لأن هناك حصارا على المذهب الزيدي.
تم إنشاء مئات المعاهد والجامعات والمدارس وكل هذه للأسف عملت على تشويه صورة هذا المذهب والفكر الذي يحمله, أيضاً الضعف المادي الذي يعاني منه أتباع هذا المذهب أدى في المقابل إلى ضعف الإقبال على دراسة هذا المذهب.
واليوم لو عددنا العلماء الذين يحملون هذا الفكر لوجدناهم معدودين جداً ومحصورين في بعض المناطق في اليمن.
علماء المذهب
.. إذاً من أبرز علماء الزيدية حالياً؟
حالياً أبرزهم السيد العلامة محمد بن محمد إسماعيل المنصور والذي تجاوز عمره المائة سنة تقريباً وهو موجود في صنعاء, أيضاً السيد العلامة حمود بن عباس المؤيد حفظه الله ورعاه والسيد العلامة أحمد بن لطف الديلمي, هذا بالنسبة لمن هم في العاصمة صنعاء، حالياً هناك العديد من العلماء من الجيل الثاني لعل أبرزهم الدكتور طه المتوكل والأستاذ العلامة محمد العفيف والأستاذ العلامة شمس الدين بن شرف الدين والسيد العلامة عبدالفتاح الكبسي وغيرهم، وهناك العديد من العلماء في محافظة صعدة وفي ذمار وفي غيرها من محافظات الجمهورية.
الحفاظ على المذهب
..ما الذي أضافه هؤلاء العلماء للمذهب الزيدي؟
من حيث الإضافة هم حقيقة حافظوا على المذهب من الاندثار وساروا يدفعون بالناس ليتعلموا، ودافعوا عن الدين الإسلامي بشرح فكر المذهب ونهج آل البيت، البعض حاول تدريس المذهب وفكره من خلال العمل الحكومي، لكن مورس ضدهم التهميش والإقصاء والمنع فتركوا العمل الحكومي وذهبوا للمساجد للتدريس فيها، وكونهم حافظوا؛ هذا حقيقةً شيء كبير, لأن ما تعرض له المذهب الزيدي من الداخل والخارج ليس بقليل، وكما يلاحظ الجميع المذهب الزيدي لا يمتلك قناة فضائية أو جامعة أو مدرسة أو مركزا منتظما لتدريس فكره ومنهجه الوسطي المعتدل الذي ينبذ الغلو والتطرف والتشدد، فكره الذي عمل على نصرة الضعيف والوقوف في وجه الطغيان والظلم.
حملة شعواء
..ما سبب عدم وجود جامعة أو حتى قناة فضائية لنشر فكر المذهب الزيدي؟
السبب هذه الحملة الشعواء ممن يمتلكون المال لشراء الذمم واستغلال حاجات الناس البسطاء، والقائمون على المذهب لا يمتلكون الأموال لإنشاء قنوات فضائية لنشر وتدريس المذهب، وكنا قد دعونا الناس إلى المساهمة لإنشاء قناة فضائية لكننا لم نستطيع توفير المبلغ المخصص لإيجار الموقع, ناهيك عن البرامج وما إلى ذلك، حقيقة هناك صعوبة.
العلاقة مع إيران والشيعة
..ما علاقة المذهب الزيدي بالشيعة وبإيران؟
أقول: لو أتيحت الفرصة للمذهب الزيدي لانتشر في كل بقاع الأرض ولرجع الإيرانيون والإثنى عشريون الموجودون في إيران والسعودية والكويت والخليج إلى هذا المذهب ولرجع كل منصف إلى هذا المذهب لأن مذهب آل بيت رسول الله مذهب يدعو إلى العدالة وإلى الأخوة والتسامح وإلى العلم والالتزام بالدليل والبرهان من القرآن دون غيره، لهذا هو مرفوض من الكثير من المذاهب المستوردة والمستخدمة.
.. لماذا؟
لأنه يوضح الخلل والشطط في هذه المذاهب التي ابتعدت عن نهج النبي صلى الله عليه وسلم واستسلمت لروايات أدخلت على الدين الإسلامي.
الكتاب والسنة
..ماهي أبرز المذاهب القريبة من المذهب الزيدي؟
جميع المذاهب قريبة إلى المذهب الزيدي إذا ما كانت منطلقة من كتاب الله والسنة النبوية الصحيحة، لأن السنة التي بين أيدي الناس اليوم فيها حق وباطل, فيها كذب فيها أحاديث وضعت من أجل الحكام، وأيضاً هناك أحاديث وضعت من أجل إشباع رغبات بعض العلماء، لهذا المنهج الصحيح المعتمد عند المذهب الزيدي هو أن أي حديث اختلف المسلمون فيه يجب أن يعرض على كتاب الله، فإذا وافق كتاب الله فهو حديث صحيح وسنته صحيحة وإذا خالف كتاب الله فهو حديث غير مقبول وسنته غير صحيحة، وعلى هذه القاعدة التي نادى بها كثير من الذين يريدون أن يصلحوا في هذا الزمان وأن يردوا المسلمين إلى جادة الصواب، يردون الناس إلى القرآن العظيم، ويجعلون السنة النبوية معروضة على كتاب الله سبحانه وتعالى.
عصر الصحابة في صنعاء
..تقريباً مدينة صنعاء القديمة كانت أبرز معاقل المذهب الزيدي, حتى فترة قريبة كانت في جميع مساجدها حلقات للدرس لماذا غاب كل ذلك؟
صنعاء القديمة كانت هجرة أي هجرة علم، أحد الكتاب الكبار الذين زاروا اليمن قبل سنوات قال: إن في صنعاء علماء بعدد سواري المساجد، حتى المساجد الصغيرة كان فيها علماء, كان حول مسجد القليمي فقط أربعون منزلة وفي كل منزلة عالم, أيضاً بيوت صنعاء كانت جميعها مليئة بالعلماء، أيضاً كان هناك عدد كبير من المنازل حول الجامع الكبير وكلها مليئة بالعلماء، والمنزلة التي نعنيها هي الأماكن المخصصة للدراسة كانت تسمى “منازل أو منزلة” وكانت هذه المنازل مليئة بالمجتهدين، صنعاء القديمة كانت قبلة العلم والعلماء وقد وصفها أحد الكتاب العرب بأن الحياة في مدينة صنعاء في ذلك الوقت تشبه حياة عصر الصحابة رضوان الله عليهم، وذلك لقيامهم بالليل واهتمامهم ببعضهم البعض، والبيوت المبنية اليوم تدل على إيثارهم ببعضهم البعض, حيث نجد أن البيوت كلها متجاورة ومتلاصقة ببعضها، حتى أن الجدران في أغلب هذه البيوت مشتركة، هذا المجتمع كان فعلاً يعيش حياة إسلامية حقيقية .. تكافل، وتعاون، وعبادة، وعلم وإقبال على القرآن الكريم لكن للأسف أغلب كل ذلك انتهى بسبب الهجمة الكبيرة ضد الإسلام والمسلمين منذ بداية القرن العشرين، وذلك لإبعاد المسلمين عن دينهم وعن كتاب الله، وكانت هناك إشاعة بأن دراسة العلوم الإسلامية والفقه هو سبب تخلف المسلمين، وبهذا توجه الشباب لطلب العلم الحديث الذي يبني الحياة في ظاهرها، وتم تجاهل الدين والأخلاق والقيم والمبادئ الإسلامية، لهذا ضعف الإقبال على العلوم الدينية في العالم الإسلامي بشكل عام وبالتأكيد مدينة صنعاء تأثرت بذلك، أضف إلى ذلك الحرب التي مارسها النظام السابق على هذه الحلقات الدينية التي كانت موجودة في مساجد مدينة صنعاء، باعتبارها ضد التقدم والحضارة وباعتبار أن هذه الحلقات رمز للتخلف والرجعية أيضاً، كان يشاع بأن ثورة 26سبتمبر وقفت ضد المدرسة العلمية المتخلفة، وها نحن اليوم بعد خمسين عاماً من ثورة سبتمبر أكثر تخلفاً بالرغم من وجود هذا الكم الهائل من المدارس والجامعات والمعاهد، وبوجود كل هذا يفترض أن اليمن أفضل حالاً مما سبق لكن هذه الجامعات وهذه المدارس لم تضف شيئاً والسبب أننا اتبعدنا عن العلم الصحيح, ابتعدنا عن القرآن الكريم وعن منهاجه وتعاليمه, في المقابل فسدت الحياة من خلال انتشار القتل والتقطع والسرقة والرشوة والربا والممارسات غير أخلاقية في السياسة وفي الاقتصاد وفي مختلف مناحي الحياة.
ثورة 26سبتمبر
.. هل وقفت ثورة 26سبتمبر 1962م أمام المذهب الزيدي؟
كما نلاحظ أن من استولى على السلطة ذهبوا لإشباع غرائزهم وشهواتهم ورغباتهم في الحياة, في اليمن قاموا بنهب الثروة واستولوا على السلطة وجهّلوا الناس واعتبروا أن الثورة هي نهب وسلب ممتلكات الشعب، استولوا على الأراضي الخاصة والعامة حتى أراضي الأوقاف استولوا عليها، حتى القبيلة التي كانت تعرف بالكرم والشهامة وما إلى ذلك من الصفات الحميدة انتهت بسبب ممارسات من اعتبروا أنفسهم ثواراً يريدون التغيير بالمجتمع اليمني من حال إلى حال أحسن وأرقى من الفقر والجهل والمرض إلى التقدم والازدهار إلى عصر العلم، لكن لم نجد من ذلك شيئاً.
فاروق الأمة
كيف تنظرون إلى ثورة الشباب؟
بالنسبة لثورة الشباب فقد خرجوا وكلهم أمل في التغيير .. أراد الشباب أن يصلحوا ما أفسدته عصابات النهب والسلب .. خرج الشباب بحثاً عن حياة تليق بهم كبشر .. خرجوا لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم .. خرجوا يبحثون عن العدل الذي غاب كل هذه السنوات، لكن للأسف انظم إلى ثورة الشباب من عبث بالشعب وبمقدراته وثروته بل وتصدر هذه الثورة وصار فاروق الأمة, وأعتقد أن هناك توافقا بين العابثين والظالمين لإجهاض ثورة الشباب حتى لا تحقق أهدافها، وللأسف صدق الشباب بأن هؤلاء انضموا إليهم من أجل حمايتهم وحالياً كما نرى المعاناة زادت بسبب التقاسم بين الظلمة والمحاصصة الموجودة.
الشعوب والتغيير
..إذاً هل ثورة الشباب فاشلة؟
لا أقول إنها ثورة فاشلة, لكنها على الأقل قدمت للناس أملاً في التغيير .. حاجز الخوف انتهى .. وهناك سبيل للتغيير ولرفض الظلم والجور، وثورة الشباب أكدت أن الشعوب قادرة على التغيير بدلاً من الخضوع، لا يجب السكوت على الظلم أبداً، وهذا مبدأ ثابت في المذهب الزيدي نصرة المظلوم والضعيف والفقراء والمساكين والمحتاجين والوقوف في وجه الظالم والطغاة، هذا ما يميز المذهب الزيدي, الخروج على الظالم وهذا ماجعل القيامة تقوم عليه.
وعلماء الزيدية أصدروا بياناً بداية الثورة الشبابية يؤيدون فيه ثورة الشباب ووقفوا مع الشباب ونزل الكثير من العلماء ومن أتباعهم إلى الساحات وطالبوا بإسقاط النظام الظالم والفاسد ليكون هناك نظام يكون فيه الجميع متساوين أمام القانون.
..هل سنشهد خلال الفترة القادمة إن شاء الله قناة قضائية خاصة بالمذهب الزيدي؟
نأمل ذلك بإذن الله إذ تيسرت الأمور المالية ووجدنا أن هناك تجاوبا من الناس، وحقيقة الحالة المعيشية عند الناس ضعيفة، ولكن نأمل أن يتجاوب معنا أتباع المذهب في إنشاء هذه القناة.
الإمامة لمن؟
..هناك من يرى أن سبب الهجوم على المذهب الزيدي هو أنه يقول إن الإمام أو الحاكم يجب أن يكون من البطنين؟
أعتقد أن هذا ليس السبب والسبب هو الخروج على الحاكم الظالم، والناس إذا كانوا يبحثون عن العدالة فلتكن من أي شخص، فإذا كانت العدالة ستتحقق من ولد الحسن أو الحسين فالناس يرغبون في العدالة، بغض النظر ممن تكون، لا يوجد في الإسلام عنصرية والقيادة ليست غنيمة أو تشريفاً وإنما هي تكليف لأن هناك مهاماً عظيمة يجب أن يقوم بها الإمام لتحقيق العدل الذي يبحث عنه الناس، والناس في الإسلام متساوون “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.