نشرت (عدن الغد) تقريراً إخبارياً في عددها الصادر يوم الخميس الماضي الموافق 18 أبريل 2013م عنوانه (منتدى اليابلي يعلن تضامنه مع أسر ضحايا تفجير نادي الوحدة بعدن) وكان هناك مؤيدون وهناك معارضون وكان هناك انطباع عام لدى القراء بأنني قسوت بعض الشيء على المتهم فارس عبدالله صالح الضالعي في قضية تفجير نادي الوحدة الرياضي بالشيخ عثمان يوم 11 أكتوبر 2010م.. جدير بالإشارة أن المتهم فارس الضالعي كان قد اتصل بي مساء نفس اليوم وقال لي: صدمتني يا أستاذ نجيب بأقوالك التي نشرتها (عدن الغد) هذا اليوم ولأنني حتى اللحظة أثق بأنك رمز الجنوب وقلمه الشريف النصير لقضايا المظلومين. وقلت له إنني كنت على ثقة بأن الحادث المؤلم كان من صنع الفئة الباغية للقبيلة المتنفذة في شمال الشمال، وهي وراء كل الأعمال الإجرامية من تفجيرات واغتيالات، وسرت شائعات قوية بأنك وبعض أفراد أسرتك كنتم وراء الحادث الإجرامي في نادي الوحدة، وورد في الشائعات أنكم ترمون من وراء ذلك إلى تعطيل انعقاد مباريات كأس الخليج بعدن وقلت له كان عليكم أن تفتحوا قنوات مع أولياء الدم ومع أسر الجرحى لأنكم جزء من هذا الشعب وعليكم أن تجعلوه يحترم قناعاتكم، أما أسلوبك هذا فهو إرهاب الجماعة الذي يضاف إلى إرهاب الدولة وإرهاب الأفراد، والأشكال الثلاثة موجودة في هذه البلاد. وقلت له كان على الحقوقيين بناء على تواصلكم معهم أن يتواصلوا مع بعثات الدول المانحة عندنا للضغط على النظام الإرهابي ليسمح لهم بالاطلاع على تفاصيل القضية.
سرى في الوسط الاجتماعي أخذ ورد وعليه أضع هذه الحقائق أمام العامة: قدم إلى منتدى اليابلي بالشيخ عثمان الزميل بسام البان وطلب أن يقرأ بيانا تضامنيا مقدما من بعض الزملاء الصحفيين أعربوا عن تضامنهم مع أسر ضحايا تفجير نادي الوحدة الرياضي بالشيخ عثمان في 11 أكتوبر 2010م وأنهم معارضون للتوجيهات الرئاسية بالعفو عن المدان في القضية (فارس عبدالله صالح الضالعي).
تقدم عميد المنتدى (كاتب هذا الموضوع) والزملاء من رواد المنتدى بآرائهم في القضية وتعاطف الكل مع ما ورد في البيان أما عميد المنتدى فقد قال: من قتل يقتل، وإن كانت هناك توجيهات رئاسية ينبغي أن تتكون من مادتين الأولى تقضي بإعفاء المذكور (فارس الضالعي) من الحق العام، أما الحق الخاص فليس من اختصاص رئيس الجمهورية، وهنا ينبغي التواصل مع أولياء الدم للتنازل مقابل تعويض عادل، وتقضي المادة الثانية بنقل الجرحى إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية على نفقة رئاسة الجمهورية، وليصم الرئيس هادي شهرا كاملا إذا كان ذلك لصالح الجرحى، وقلت هذا الكلام على سبيل المبالغة لأن الديات وتكاليف العلاج لن تتجاوز المليون دولار، وهو مبلغ ضئيل جدا لأن ميزانية الرئاسة ضخمة جدا.
وقلت هناك أرواح أزهقت وهناك جرحى باعت أسرهم كل ما عندها واستدانت لتغطية نفقات العلاج. ما ذنب هذه الأسر وهي تنكب باستشهاد أبنائها وما ذنبها في تحمل كل أعباء العلاج والسفر، تمزقت نياط قلبي وأنا أسمع والد الطفل عبدالرحمن طارق سلطان، أحد ضحايا الحادث والذي فقد بصره وهو يقول لي: أقسم بالله إنني على الحَديدة، أقول يا من وأنا في القاهرة لمواصلة علاج ولدي!!.
نحن أبدينا وجهات نظرنا في التعاطف والتضامن مع أسر ضحايا ذلك الحادث الإجرامي، ولم نقم بصياغة البيان واتصل بي الزميل فتحي بن لزرق، رئيس التحرير، وأكدت له تضامننا مع أسر الضحايا ولم نكثر من الاستنكار والتعرض لفارس، واكتفيت بأن أوضحت له عن تضامننا مع المساكين من أسر الضحايا وركزت بعد ذلك على التوجيهات الرئاسية وكيف ينبغي أن تكون.
فهم البعض أن وراء الأكمة ما وراءها، وأقول لمن فكر في ذلك: إنني لست من الذي يستثمرون في الأرواح والدماء لأغراض دنيئة، وأنا لا أعمل لصالح أي جهة أيا كانت تلك الجهة، ولا تتحكم في قراري وقلمي صنعاء ولا بيروت ولا الرياض ولا أبوظبي ولا الدوحة. أحترم ما طرحه علي أصدقاء من ملاحظات ومعلومات بعضها دخل طي النسيان ومنها: أن محافظ عدن آنذاك الرجل الفاضل الدكتور عدنان الجفري أعلن على الملأ وبصوت مرتفع وبصورة رسمية أن عبدالله قيران مدير أمن عدن هو وراء تفجير نادي الوحدة.
ورد في تقرير المباحث والنيابة أن فارس الضالعي وضع عبوة ناسفة في برميل القمامة وفجرها من بعد، ونسف تقرير التكنيك الجنائي ما ورد في التقرير المذكور، حيث أفاد أن الانفجار كان بفعل قنبلة يدوية وليس عبوة ناسفة.
لا صحة لما قيل من أن التفجير كان هدفه تعطيل المشاركة في كأس الخليج، وإنما كان العكس عندما رفع قيران بأمر مافيات النظام في صنعاء بعمل ذلك الحادث لترويع دول الخليج لابتزازها، حيث رصدت مئات الملايين من الدولارات لتوفير الحاجة، والدليل على ذلك أن الجمهور في استاد 22 مايو كانوا يهتفون في القاعدة؟ وجاءهم الرد من الجمهور نفسه: في رئاسة الجمهورية.
وفي الأخير نحن مع أسر ضحايا حادث التفجير وتعويض أسر الشهداء تعويضا عادلا وعلاج الجرحى في الخارج وكل ذلك من ميزانية رئاسة الجمهورية، وهو مال عام يصرف على المستحقين من مواطني هذه الدولة، ومليون دولار لن تهز شعرة في ميزانية رئاسة الجمهورية. هذا بلاغي للعامة.. ألا قد بلغت، اللهم اشهد!. ملحوظة: قال لي فارس: الدماء التي أريقت هي دماؤنا يا أستاذ نجيب.