حين يخالف المقصود نظام الموجود يصبح المقصود نكرة، فاذا فرضت هذه النكرة ، تداعت اسباب الشقاق، وكثرت المعتقدات واصبح الخلاف منهج..والشتات مخرج.. حقيقة لاينكرها ذو عقل ، فالله حين ميزنا بالتكليف قال { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ } { وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ } { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } فالنجدين طريق الحق وطريق الباطل طريق الخير وطريق الشر فهذا لمن شاء ان يسلك اي الطريقين فالامر اختياري للسير فيها. لهذا فضلنا الله على جميع الخلق، بماذا ؟ بالعقل الذي عرفنا بها ( ذات الإلاه) . لذا فالانسان ان لم يستجب لندا العقل سقط ، ثم (رددناه اسفل سافلين) لتجرده من سمة التفضيل الذي حباها الله له ، ليصبح اضل مخلوقات الله بنصوص قرآنية كثيرة منها... (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا هنا يوضح الله ان جميع الحيوانات اهدى ممن ترك الحلم والعقل والنهى وصار اجهل من الدواب (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) الحشر/14. والآية تشير إلى أنّ عدم استخدام العقول سبيل للتشتّت والتشرذم وافتراق الكلمة، وأنّ استخدامها سبيل للألفة والاجتماع والاتفاق، ذلك أنّ صلاح القلب يؤدّي إلى صلاح الجسد، كما أنّ فساد القلب يؤدي إلى فساد الجسد. فالعقل مجتباة الله لعباده ، وهي وسيلة السلامة والرقي بلا خلاف.. فالانسان يرى بعقله اهم مما يراه ببصره ، فالحق لايرى بالبصر والفطنة لاعلاقة لها بالبصر ، وكذا الفراسة نتاج لنقاء العقل.. فالبصر سبيل المواد ، والعقل ماوراء المواد فاذا جمد الانسان عقله، وترك الكفل لسمعه وبصرة ، اغلق على نفسه نفسه ، فحينها تختزل منابع التطلع ، وتصير المحدودية اكتفاء فيصبح فريسة الاستخفاف والتغييب.. وافصح مثال لهذا ( فرعون )كان فرعون يعبد الاصنام وكان إله فرعون صنم يدعى ( آمون) الدليل قوله تعالى ( اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويذرك ويذر آلهتك ) فحين الزم قومه بقوله فقال لهم مااريكم الا ماارى وما اهديكم الا سبيل لكم من اله غيري ) واضلع في الاستخفاف بهم فقال ( انا ربكم الاعلى). فماذا قال الله فيهم ( فاستخف قومه فاطاعوه ) ففحوى هذه المقدمة اننا لسنا ضد الشرعية ولا مع الانتقالي . نحن ننتمي ونؤيد. من يحافظ على ماتبقى من كيان الشرف لهذه الارض ، نحتاج الى. من يلملم عزنا الذي تناثر اليأس عصبته وقلة الحيلة ِ، نحتاج لمن؟ نحتاج لمن يرمرم قدرنا المسحوق في جوف العطب، نحتاج لمن.؟ نحتاج لمن لايتقاضى الثمن اذا هبت عواصف العطاء لشراء الذمم ، نحتاج فقط ان نشعر اننا اهل. الارض و لسنا غرباء في هذا الوطن ، نحتاج ان نستشعر اننا اولويات السادة .نحتاج ان نبكي ونذرالدموع تطفح لتغرق الكتمان فقد ارهق الاحساس حجم الالم ، كم نحن بحاجة لوجود الذات والكيان لرفع هكتار الكبت المسيطر على مخارج القرار بقضبان التردد والجدال. نحتاج ونحتاج وانحتاج لشعورا زهيد يخرجنا من دوائر الرق والاستكان نحتاج الى الورق الى. اللفظ الى المخارج لنكتب المأساة فتحمر السطور برهة فينزف الحبر لعنة وتنسج الاوراف للمصير كغنه.. فأي مأساة كهذه ؟؟؟؟ فنحن نريد حلا للقضية ، ولكن ليس على طريقتهم ، بصرف النظر عن الاسباب فربما يكونون محقين او مخطئين الله يعلم اي الفريقين تصارع الصواب . ولكن مانعلمه ان الشمولية تداركها الهلاك والديمقراطية بعثت .. فكلا يعمل على شاكلته ولكن بمسلمات واهداف صحيحة تصل بالجميع الى الغاية ..فمن يرى غير ذلك ويتمثل بسلوك التبعية والتذبذب ومخالفة فطرة الاحرار واستباق الاحداث بتحديث المجهول ، والاستكانة للدخيل ، فقد فقد الاصول وانزوا عنه الزمن.