أُثمن مقترح الفاضل Sami Ghaleb من جمع و حفظ تراث عبدالفتاح اسماعيل و لو أن تحميل أسرة عبدالفتاح اسماعيل مسؤولية الحفاظ على تاريخه و نشره هو أكبر من قدراتنا المتوفرة حاليا لما نواجهه من مصادرة حقوق و تكبيل و تشرد في ظل صمت غير مبرر، إلا التماهي مع ثقافة التجريف و استحداث الجهويات. و في حقيقة الأمر إن تقييم شخصية كعبدالفتاح اسماعيل لن يستقيم إلا بقراءة موضوعية تاريخية لتشكل الدولة في الجنوب من داخل السياق التاريخي و ليس من خارجه و من داخل المسار العام كتاريخ معرفي و ليس بيوجرافي. و مع ذلك فإن التاريخ لن ينسى أن عبدالفتاح اسماعيل أحد الرجال الذين بنوا ما يسمى بالمفهوم الحديث بالوطنية السياسية و ليس وطنية الشعارات كما نعرفها اليوم، الوطنية بمفهومها السيوسلوجي التاريخي في اليمن الجنوبي من الحركة الوطنية إلى الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني إلى الاستقلال إلى مرحلة البناء الوطني، فهذا التاريخ كله لن يمحى، لهذا هناك من يحاول قراءة شخصية عبدالفتاح اسماعيل خارج هذا السياق الذي ذكرناه لأن نقد السياق العام سيدخلهم في ورطة تُظهر الخطأ الاستراتيجي الذي تقوم نضالاتهم اليوم على أساسه في استعادة مصطلح الجنوب العربي القائم على تقسيمات ما قبل الدولة، و هنا تكمن الإشكالية في عودة قوى تناضل لحقها في استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و هذا حق مشروع -كنتُ اول من دافع عنه و لا ازال طالما وهي إرادة شعب بكامله - إلا أن تلك القوى تناضل بتكوينات ما قبل الدولة التي تبتغي عودتها، متجاهلة الخبرة النضالية التراكمية التي يجب أن تكون أحد وسائل الضغط و ليس التراجع. نحن ثابتون أمام كل هذه الموجات الممنهجة و سيأتي يوم و تستكين هذه العواصف فالتاريخ مسار تراكمي لا يقبل التجزئة. كل التقدير و كل عام و أنتم بخير وفاء عبدالفتاح اسماعيل