أيا تهامة أنتِ لا تشبهين بيروت يا أرضنا الجميلة وقِبلتنا الحزينة يا أرض اليباب والدموع الغزيرة نحنُ جُبناء لم نكتب أوجاعك لم نشاطرك حزن أبنائك,أطفالك,شبابك, وكل عجوز وكهل مات غرقا في تُرابك يا جارة زبيد وساعد بلاد الفقهاء والشعراء والمثقفين يا أرض المساجد والمعابد والتراث والسنوات الطويلة يا بُقعتنا السمراء كقطعة حلوى يا كل المزارع وفاكهة الموز الموز الذي يشبه أجساد أبنائك الفقراء, التعساء, الممتلئة أفئدتهم بالحُب والصفاء والنقاء والنقاء يا بيتنا المهجورة يا قلوبنا التعيسة والحزينة يا بلاد الحرارة وقطرات العرق وضجيج الأمعاء الفاضية يا وجه السلام وإخضرار الأرض وجمال الجِبال التي تتدفق منها الشلالات أنتِ لستِ بيروت لهجة أبنائك لا تشبه لهجة لبنان فاتناتك لسنَ متبرجات كاشفات عاريات لم يلبسن البناطيل المزرورة ولا الحمالات ولا يجعلن شعر رؤوسهن يتدلى إلى صدروهن والبقية إلى خلفهن كي يجذبن أقلام الكُتاب والنشطاء للكتابة عنكِ وعن السيول الجارفة التي سحقت المنازل والعُشش السيول التي قذفت بأرواح أبنائك إلى الأخرة إلى القبر وإلى اللا عودة صُبِ علينا وابل من اللعنات ربما لعناتك ستطهرنا من الخطايا والذنوب التي أقترفناها عندما لم نكتب عنكِ ولم نشاطركِ حزنكِ يا مدينة الله والأنبياء لو كنتِ تشبهين بيروت كان الجميع سيكتب عنكِ.