كنت من زمن ليس بالبعيد أركض في داخلي باحثا عن أجمل ما يمكن للمرء أن يحصل عليه في هذه الحياة، في 26/5/2011غادرت كهف العزوبية نحو الحب والحنان والسعادة فرحلت أيامي الحزينة والشاحبة ورحل معها ذلك الحزن الذي كان يحاصر الضحكة ويخنق الإبتسامة ويحرق كل إخضرار الروح ويجفف أنهار السعادة، لقد عوضني القدر عن كل تلك الايام بالحنان والحب والسعادة فأطل النقاء من عيني والفرح من على وجهي، في العام 2013جاءت توكل إبنتي إلى الحياة فجاء معها عالم آخر حافل بمشاعر الأبوة والحنان جاءت صغيرتي لتملأني طفولة وبراءة، ما زلت حتى اللحظة أتذكر نظراتها الأولى لي وأتذكر نظرات قلبي لها حينها وهو يحلق في لحظة حب ضمتني بين جوانحها فأحسست بي طفلا يحضن نفسه منحنيا للأمام ضاحكا، يا الله كم أنا محظوظ بك يا صغيرتي ها أنت من أول ضوءك تغسلين ظلام عيني الخائفتين على أمك وغبار الحزن الذي غطى ملامح وجهي، أهلا بك يا حبيبتي في كنف أبيك الذي سيزرع فيك الورد ويضيء بوجهك القمر ويسكب فيك العطر ويكحل عينيك بالجمال، أهلا بك وأنت اليوم تحاولين أن تتكئي على قلب أمك لتقفي على هذه الأرض، أهلا بك وأنت تعزفين خطواتك الأولى لترتمي كأغنية في حضن ماما، أهلا بعطرك الذي لم تغب رائحتة عن أنفي وقلبي منذ أن استنشقت عبيرك، أهلا بلثغاتك وأنت تحاولين الحديث لي ولإمك وبتلويحة يديك الصغيرتين وهن يشيران نحو (حمودي) الأسم الذي أختارته أمك للعبتك فنال إعجابك، اليوم يا حبيبتي تغادرين نحو القرية مع أمك تاركتين بابا وحيدا يصارع ذكرياته معك، يتذكر قبلاتك له ويديك وهن يحطن رقبته وأنت تقبليه تلبية لطلب ماما،وإنحناءاتك وأنت تقلدين صغار طيور الجنة محاولة ترديد أغنيتك المفضلة (ماما جابت بيبي)، الآن يا حبيبتي أسمع صوتك وأنت تتحدثين لماما بطريقتك الخاصة مع التلويح بيديك، من سيقفز نحو الباب وأنا أفتحه لينادي لي بابا فأمنحك قبلة من أعماق القلب وأغيب في رائحة عطرك حتى الثمالة، من سيوقظ أبيك في الصباح بمشاغباته مثلما كنت تفعلين، من سيقف أمامي وأنا أتعطر فيمد لي طرف فنيلته طالبا مني أن عطره، من سيلوح لي بيديه باي باي وأنا أغادر نحو العمل، لمن سأجلب العصير والحلويات والألعاب وأنت بعيدة عني. اليوم ياصغيرتي جاء الموت إلى شملان فتسبب بفراقك عني أنت وأمك. الموت يا صغيرتي جاء من صعدة بإسم الثورة ليسقط الفاسدين كما يزعم لكنه لم يسقط سوى الأمن والإستقرار والحياة، جاء حاملا الكلاشنكوف والأربيجي ليتسلق أسوار المدارس ويتخذ منها مخبأه ليقتل الأبرياء ويروع الآمنين ويشرد المساكين. الموت يا صغيرتي قادم من الماضي ليسرق الحياة والأمن والإستقرار والسلام. هاهو يا صغيرتي يعبث بكل جميل في هذه المدينة ويشوهها بالسلاح والهمجية والسلوكيات الغوغائية هاهو يمارس أحقاده على المنازل والمجمعات والمعسكرات وعلى أمن صنعاء وهدوءها ومدنيتها. لاتقلقي يا حبيبتي قريبا سأكون معك فقلبي يركض الان نحوك. في رعايةالله ياصغيرتي..كوني أبدا سعيدة 2014/09/18