هناك في الساحات والميادين من أرواحهم على أكفهم أمام آلة الحرب والقتل ، وأمام دموية الإحتلال ، هناك من يعاني ويلات إحتلال قبلي همجي متخلف ، هناك من يقدم للجنوب أعز مايملك ، روحه ودمه ، وروح ودم من يحب ويعز من أبنائه وإخوانه وأهله ، هناك من يكابد الآلام وصعوبة الحياه وشظف العيش ، لكنه يتكلف عناء النضال والسفر والسير والقدوم صوب العاصمه عدن للإحتفال بمليونيات شعب الجنوب العظيم ، هناك من يتدين ، وهناك من يحضر فعاليات ومليونيات ثورة الجنوب على حساب قوت أطفاله ، ويقتسم جزء منها ، أو كل مايملك من أجل الحضور ، ومن أجل الجنوب .. الليله هناك من ينام في الشوارع وعلى أرصفة الطرقات ، من أجل المشاركه في مليونية غداً ، مليونية 27 أبريل ، في الذكرى الأليمة لإعلان الحرب على الجنوب . بينما هناك من يلتقي ويتنقل بين عواصم البلدان ، الذين هم أنتم !!! من أنتم أيها المؤتمرين ؟! وماذا قدمتم لشعب الجنوب ؟! هل هذا الشعب العظيم ، وهذا الوطن الغالي أكبر همكم ، ومبلغ حلمكم وعملكم ؟! ما الذي تريدون فعلاً ، أن لم يكن عملكم لأجل الشعب والوطن ؟!! أنظروا إلى أنفسكم وأفكاركم وأعمالكم وخلافاتكم وتحركاتكم وتنقلاتكم ... لمن كل هذا ؟! الأجل الجنوب ، ولأجل شعب الجنوب ؟! لا أظن ذلك ، ليس تشكيكاً مني فيكم ، وفي وطنيتكم وعملكم النضالي ، بل مكوناتكم الشخصيه العتيقة ، وأفكاركم المهترئة ، ونفسياتكم التي لا تتفق مع بعض ، وخلافاتكم المستمرة ، تناسيتم أننا في ثوره ،ولسنا في دوله ، أجل نحن في ثورة شعب يبحث عن وطن ، قدم ولا زال يقدم التضحيات الكبرى الجسيمه في سبيل حريته وإستقلاله ، لكنكم أنتم للأسف الشديد في دوله تعشعش في رؤوسكم وخيالكم ، وكل أعمالكم وأفعالكم تدل على ذلك .
أي نضال ممل أنتم فيه ؟! وأي زخم ثوري تحملون ؟! وأنتم لا زلتم السنين تلو السنين في خلافاتكم التي لم نجد لها نهايه ، وفي نضالكم الروتيني الذي لا طعم له ولا لون ولا رائحه ... لقد جعلتم الشعب يصاب بالإحباط واليأس والقنوط منكم ، فهل لكم أن تعيدوا ثقته فيكم ؟! هل تستطيعوا تقديم شيء للجنوب ولشعب الجنوب ؟! هل تملكوا الجراءة والشجاعة الكافيه لإتخاد أي موقف ؟! هل يمكن لكم أن تتفقوا ؟! هل يمكن أن يكون هدف ومطلب شعب الجنوب هدفكم ومطلبكم ؟! هل يمكن أن يكون الجنوب أكبر همكم ؟! فإن لم تجدوا في أنفسكم ذلك ... فتنحوا بعيداً وأتركوا شباب الجنوب- شباب الساحات والميادين- يحملوا دفّة الثورة ، كي يصلوا بها إلى بر الأمان ، وأرحلوا بنضالكم الممل ، وخلافاتكم العضال بعيداً عنا.