كتب : محمد كليب أحمد كل المؤشرات والنشرات الجوية ، وتوقعات الطقس للفترة الحالية والقريبة القادمة توحي بأمطار شديدة ، ولفترات متقطعة أو متقاربة زمنياً على مدينة عدن ، كونها دخلت في المدار الأفريقي الماطر أسوة ببقية أقطار المنطقة .. وجميعنا عايش هول الأمطار مؤخراً والتي أودت في بدايتها لنتائج كارثية على المحافظة والقاطنين فيها .. قُطِعَتْ الطرقات وتحولت إلى بحيرات مائية وليس لها أي منافذ أو قنوات لتصريفها .. وانهارت بعض الأبنية إن لم تكُ غالبيتها قد أصابها التشقق والغرق ! كما انقطعت إمدادات الكهرباء حذراً من حدوث الحرائق أو الصدمات الكهربية للمواطنين داخل وخارج مساكنهم .. وأُغلِقَتْ المصالح والمحلات التجارية والتموينية , وتوقفت مظاهر الحياة اليومية المعتادة في المدينة .. والأسوأ من ذلك ما تلتها من كارثة صحية رافقت السيول المحملة بالسموم والأوبئة التي أودت بحياة العشرات وأقعدتْ المئات على أسرّة المرض والمعاناة . ولولا المبادرات الشبابية والمجتمعية التي انطلقت لتنظيف مخلفات الأمطار والسيول بالتعاون مع بعض مكاتب المديريات بالمحافظة ، لكانت الكارثة أكبر .. لكن - وللأسف الشديد – فقد توقفت كل تلك الاهتمامات بعد فترة وجيزة . وكان الأجدر بأن تبادر مكاتب المديريات بوضع دراسة جدية عاجلة وعملية ، لطرح الحلول المناسبة لمثل هذه الكوارث الناتجة عن الأمطار والسيول لكل مديرية على حِدَة .. وإعادة فتح منافذ وقنوات سيول الأمطار ، ومعالجة أماكن ترسبات المياه في الطرقات الحيوية وأماكن التجمعات السكانية والبشرية ، حتى لا تتكرر المعاناة بعد كل هطول الأمطار بالمحافظة والتسبب في كل تلك المشاكل التي لمسناها جميعاً وعانينا منها أشد المعاناة .. وهاهي تلوح في الأفق الطقوس المطريّة على عدن والتي لا نعرف موعدها أو كثافتها أو الامتداد الزمني التي ستأخذه هذه الحالة المدارية التي توشك أن تداهمنا ، والمصاعب المترتبة على معالجة عواقبها .. فمتى سيستشعر مدراء المديريات في عدن مسؤوليتهم المهنية والوطنية والأخلاقية للبدء في وضع الحلول الجذرية والمعالجات الجادة لمصارف سيول الأمطار ومنافذها وأماكن تجمعها وكل ما يمكن عمله في هذا الجانب حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه ، وتصبح المعالجات أصعب والكارثة أكبر .. حينها لا تجدي أي محاولات ضعيفة في وقت المعترَك الحقيقي عقب هطول الأمطار وتدفق السيول القادمة من المرتفعات الجبلية والتي تتحول إلى قوة مدمرة لا يمكن السيطرة عليها إذا فات الأوان ! كما أن الاستعداد العالي في مكاتب المديريات لكل الآليات الخاصة بالأمطار والسيول ومضخات شفط المياه يجب أن تكون على درجة عالية من الجاهزية وتحت السيطرة لاستخدامها في الوقت المبكر والمناسب لمثل هذه الظروف .. أما بالنسبة للطريق العام في منطقة حجيف بمدخل التواهي والذي يتحول إلى بحيرة طبيعية بعد كل هطول مطر ، فهو بحاجة لوقفة جادة اليوم وليس غداً لفتح منافذ وقنوات لتصريف المياه للبحر المجاور للطريق والذي لا يفصله سوى ذلك الحائط المجاور للطريق .. فما الذي يمنع من القيام بعمل مثل هذا المنفذ للبحر ويكون جاهزاً لتصريف المياه كلما تجمعت في هذا الطريق الرئيس والحيوي الداخل والخارج من هذه المديرية ويعزلها عن العالم كلما غمرته مياه المجاري أو الأمطار ؟!