سلام عليك بشار ....كيف حالك؟! أعلم أنك لست بخير و أحس بقدر الألم الذي تخبيه في قلبك، سببها تلك القذيفة الفرعونية التي أخذت منك "أنسام "، و بعض من أطفال الحارة في مدينة تعز المنكوبة و الصابرة بنفس الوقت على مرارة الواقع والم الحال والتي سيخلد التاريخ صبرهايومآ و سيدون بسالتها الكتاب ، لكونها مدينة مظلومة ،فقدت الكثير من ابنائها من جراء سقوط القذائف المتكررة و المواقف الغادرة.. حسنآ يا صديقي!! ربما لن أشعر بحجم وجعك الذي تعاني منه ،لكنني اقاسمكم الوجع كثيرآ !! و أردت أن أخبرك أني رأيت في حروفك التي ما زلت أتلوها خلال أربعة أيام متتالية ،الألم المختبيء خلف كلماتك و رأيت دموعك التي تساقطت من عينيك أثناء محاولتك كتابة وجعك المنقوش في ثنايا روحك" ورأيت في حروفك أخ حنون فقد قلبه أثناء سقوط القذيفة و أخذت أخته من بين يديه، رأيت في حروفك شاب من أبناء تعز ضاع من حياته كنز ثمين لن يعوضه الوقت و لن ستأتي بمثله الأيام .. رأيت في حروفك معاناة كبيرة تحاول ألا تنهزم أمام القهر الذي تسبب فيه مجرمون يقتلون الابرياء بلا رحمة و يسفكون الدماء الطاهرة بلا ضمير . رأيت نثر يحتوي على تنهيدات جبارة تكاد تخنقنك .......رغم هذا و ذاك كن صبورآ أكثر فالصبر من عزم الامور يا صديقي ،نحن خواتك و لو بجزء صغير من روح أنسام ،و سيلعن التاريخ من تسبب في وجعك و أحرق قلوب الكثيرين من امثالك سيحرق الله من أحرق قلوب الأمهات في تعز و سينتقم من جعل الألم يغوص في أعماق أبنائها و أعماقك .... و ستكونون أنتم يا أبناء تعز نعم الأبناء في التضحية و البسالة و الرضاء بقدر الله و قدرته الصبر مفتاح الفرج و سيأتي الفرج كي يفتح النور على سماء تعز و تذهب الظلمة و الغمة من قلوب الجميع ..