لا أخفيكم سراً بأنني عاهدت نفسي أكثرة من مرة بأن اتوقف عن الكتابة نهائياً ولكنني فشلت..كان القرار بعد أن وصلت إلى قناعة تامة بأن كل الذين أخاطبهم في مقالاتي هم بالأصل ليسوا من بني البشر بل هم مجرد أصنام وأجساد بلا روح وليست لها صلة بالبشرية ..!! ولكن ما أستفزني وجعلني أعود للكتابة مجدداً هي وصول الأوضاع إلى الأسوأ من دون مشاهدة أي تحرك أو محاولات جادة لإصلاح ما يمكن إصلاحه..!! أستحلفكم بالله يا من كنتم السبب في تعاسة المواطن اليمني متى ستتوقفون عن إذلالة وتكدير حياته ؟!.. ومتى ستكتفون بما عاناه بسببكم أنتم.. فالمواطن ضحى ومازال يواصل التضحية والصبر والمكابدة لعل وعسى تنفرج الأزمة.. المواطن تحمل بما فيه الكفاية و لم يترك فعل أو عمل قد يساعده على التكيف مع كل وضع وضعتموه فيه.. المواطن متمسك بالحياة بينما أنتم تسوقونه سوقٍ وبتعمد مع سبق الأصرار الخبيث إلى التهلكة وتقودون الوطن إلى الهاوية..!! سنوات مضت وأخرى قادمة والأوضاع تزداد سوءاً..إذن فما هو المطلوب منا كشعب أن نفعله ولم نفعله حتى نتمكن من الخروج بأقل الأضرار من هذا التية والنفق المظلوم الذي كلما واصلتم السير فيه تضاءلت معه فرص النجاة!! لقد أضعتوا الكثير من الفرص لوقف نزيف الدم وإنهاء الحرب العبثية الدائرة في أبينجنوباليمن ولكن من تولوا أمرنا الله لا بارك فيهم أصروا أصرار عجيب للمضي بنا في طريق اللاعودة!! هنالك صنفان من الرجال.. رجال دولة ورجال سياسة.. رجل الدولة هو من يسعى ويعمل بكل أخلاص وتفاني لبناء الوطن ويقدم مصلحة البلد قبل مصلحته.. بينما على النقيض من ذلك نجد أن رجل السياسة يريد من الوطن أن يلبي مطالبة ويقدم مصلحته الشخصية النتنة قبل مصلحة الوطن!! الصنف الأول من الرجال غير متواجد حالياً في اليمن..بينما الصنف الثاني هو من يتصدر المشهد وبكل قوة لذلك لا داعي للمزايدة والعزف الكاذب لسينفونية حب الوطن فالوطنية أصبحت مجرد سوق للبيع والشراء ولمن يدفع أكثر ..من يحب الوطن فعلاً عليه تقديم التنازلات..من يحب الوطن عليه العيش وأولاده داخل الوطن يعاني ويكابد مثله مثل المواطن فمن غير المعقول أن يظل أبن المواطن في جبهات القتال سهران بينما أبن المسؤول في البارات سكران..!! إن المتواجدون وبدون إستثناء ليسوا وطنيون وكذلك ليسوا رجال دولة بمعناها الحقيقي!! من خلال الأحداث والمؤشرات أستطيع القول والعلم عند الله بأننا ربما قادمون على وضع أشد قسوة وأكثر تعقيداً وبالذات في الجنوب.. ستقولون عني بأنني شخص متشائم وهذا الوصف غير صحيح بالمرة فأنا أتكلم عن ما أشاهده أمامي ولا أمارس الشعوذة والتخمين في كلامي فعندما نشاهد الحكومة الشرعية والمجلس الإنتقالي يلعبون لعبة القط والفأر هذه اللعبة أدت إلى الفشل الذريع لإتفاق الرياض (1، 2) فكما تطرقت في مقالات سابقة بأن أي إتفاق لن ينجح ما لم تكن هنالك نوايا صادقة لتنفيذه اولاً من قبل الدولة الراعية وثانياً من الأطراف الموقعة عليه ..!! إذن سأقولها وبدون تردد أو خوف بأن السعودية والشرعية والأنتقالي جميعهم لا يريدون الأمن والإستقرار في المحافظاتالجنوبية المحررة وذلك بسبب عدم جديتهم في تطبيق بنوده بيد أنهم متفقون ويجمعهم خندق واحد وهو محاربة المواطن من خلال الأصرار على مضاعفة معاناته في مختلف الجوانب إقتصادية،معيشية، خدماتية و.و.و ، وفي كل شيء هام ومرتبط إرتباط مباشر بحياة المواطن..!! لقد توصلت إلى حقيقة لا تقبل النقاش او التشكيك فيها وهي بأنه لايوجد طرف يتعاطف مع المواطن أو يبحث عن مصلحة الوطن..!! إذن فماذا نسمي السكوت المطبق عن تدهور العملة المحلية والذي ستكون عواقبها وخيمة على المستوى المعيشي لحياة المواطن والذي يترتب عليه الأرتفاع الجنوني في كل شيء وأهمها إرتفاع الأسعار للمواد الغذائية..!! ماذا نسمي عدم الأهتمام بتوفير الأمن والأستقرار للمواطن ومن كافة الأطراف ..؟! ماذا نسمي تدهور الخدمات كالكهرباء والمياه وتكدس القمامة وعدم العمل على حل مشاكلها أو التخفيف من تدهورها السريع والمستمر..؟! كل الشواهد تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن المواطن لم يتبقى له سوى إنتظار رصاصة الرحمة فياترى من سيطلقها عليه..!!