الشعب يريد إسقاط القيادة , شعار ربما يكون يوما من الأيام هو عنوان مليونية قادمة للشعب الجنوبي وهذا ليس ببعيد وخصوصا في ضل وجود وتعمق الخلافات القائمة بين قيادات مكونات الحراك الجنوبي في الداخل والخارج , ورغم إنني وغير لااتمنى إن يرفع مثل هذا الشعار إلا أن للصبر حدود, والشعب الجنوبي الأبي ربما ينفذ صبره أمام تعنت هذه القيادات عن اتخاذ قرار موحد يخرج الجنوب من محنته ويحدد خياره في تقرير مصيره في الحرية والاستقلال . لقد أصبحت الثورة الجنوبية السلمية اليوم في خطر كبير نتيجة تجاهل تلك القيادات الجنوبية في الداخل والخارج لتحمل مسؤوليتها التاريخية إمام هذا الشعب الأبي المتسامح , وأن الثورة باتت في خطر تلك المهاترات الاعلامية لمن يسمون بالقيادات الوطنية الجنوبية بدون استثناء احد منهم فكلهم في الحماقة سواء كأسنان المشط , إذا لا يتحمل صدر احدهم أن يكتم سرا في سبيل مصلحة وطنه وشعبه , كما لا يستطيع الأخر منهم تقبل رأي غيره أو الاستماع له , وهذه وربي لهي الطامة الكبرى التي نخشى على ثورتنا المباركة منها , أن هذه الخلافات المفتعلة والغوغائية هي من يراهن عليها أعداء الشعب الجنوبي ويعملون على تغذيتها بشتى الوسائل والطرق المختلفة لأنهم إي الأعداء قد وجدوا لها بيئة خصبه في عقول وبطون تلك القيادات الهرمة .
كم مره سمعنا عن لقاء جنوبي جنوبي , أو مؤتمر جنوبي شامل لكننا لم نرى له أثر ولم نسمع قط عن ما يسر الخاطر من أن القيادات الجنوبية لديها النية الصادقة لعقد لقاءات أو مؤتمرات وطنية لبحث سبل نجاح الثورة السلمية ورأب الصدع بين تللك القيادات بل إننا هرمنا من اجل أن نشاهد بأم أعيننا القادة الجنوبيين وقد اجتمعوا على طاولة واحدة وعلى كلمة سوى بينهم في سبيل نجاح قضية شعبهم العادلة ,وكم من مرة رأينا مبعوث الأممالمتحدة وقد أمتلكه اليأس في جمع القيادات الجنوبية للاستماع منهم لما يريده شعب الجنوب في حين أن المبعوث ألأممي نجح في جمع ساسة الشمال رغم اختلاف الهدف وعجز عن جمع القادة الجنوبيين رغم واحديه الهدف , فأي انطباع سيتكون لدى المبعوث الاممي والمجتمع الدولي عن تلك القيادات الجنوبية , أليس هو نفس الانطباع الذي تكون لدى الشعب الجنوبي عن هذه القيادات , وهل هو الانطباع السائد لدى الشعب في الجنوب بأن هذه القيادة أصبحت عاجزة عن تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في حق تقرير مصيره .
نعود ونقول انه مازال لهذه القيادات السياسية فرصة أن تجتمع وتسمع إلى بعضها البعض وأن يتركوا الخلافات والمهاترات جانبا ويترفعوا عن صغائر الأمور وأن يكونوا بحجم القضية التي يناضل من اجلها كل الشعب الجنوبي في الداخل والخارج والتي هي أسمى وأعظم هدف يستحق التضحيات والتنازلات , فإذا كان الشعب الجنوبي قد ضحى بآلاف الشهداء من اجل كرامته واستعادة دولته , فأنه ينبغي على تلك القيادات تقديم كثير من التنازلات لمصلحة الوطن التي هي فوق كل مصلحة ويجب أن يعودوا إلى جادة الصواب قبل أن يفقدوا المصداقية وقبل رفع الشعب شعار إسقاطهم .