(هناك من لا يحب ان يعرف دلالات الأعراض المرضية او تقلقه معرفتها وتسبب له وسواسا مزعجا. ان كنت من هؤلاء أنصحك بان لا تقرأ هذا المقال الذي هدفه تثقيفي وليس تشخيصي علما بأنني في هذا المقال القصير سأتناول الفشل الكلوي واعراضه والفئات المعرضة للإصابة به وكيف يمكن ان نتجنبه) ذكرت في الجزء السابق من المقال بان الفشل الكلوي لا يمكن تشخيصه من خلال الاعراض التي يشكو منها المريض فقط لان اعراض هذا المرض ليست محدده له بل تطال امراضا شتى مختلفة ثم ان اعراض الفشل الكلوي لا تقع الا بعد وصول المرض الى مراحل متقدمة ولا تظهر الا بعد ان تخسر الكليتان اكثرمن 70% من مجموع وظائفهما. اضف الى ذلك ان الفشل الكلوي ينشر الخراب والسقم في كل اعضاء الجسم وينهكها فنرى اعراضا مختلفة نتيجة لذلك مثل الاستسقاء الطرفي وضيق التنفس نتيجة تراكم السوائل في الجسم والتنميل الطرفي والحكة الجلدية العامة وعليه فان الطبيب يعتمد على الفحوصات المخبرية للوصول الى تشخيص الفشل الكلوي.
والكلية ليست مجرد اداة او جهاز للترشيح وتصفيه الشوائب و طرح ما زاد من السوائل فحسب فهي ايضا منظومه متكاملة لإبقاء بيئة ومحيط الدم في حيز فيسيولوجي طبيعي ضيق بما في ذلك معايير املاحه ومعادنه وحموضيته دون زياده او نقصان- والا فقدت الخلايا صحتها وعانت من اهوال المرض وحتى الوفاه.
ومالا يدركه الكثيرون ان الكلية ايضا مصنع لإنتاج ماده محوريه ولازمه لصنع الخضاب ( الهيموجلوبين) ولذا نجد ان الفشل الكلوي يرافقه الانيميا او فقر الدم بشكل شبه دائم. وهي ايضا المكان الذي يتم فيه تنشيط فيتامين د الى مركب ذي فاعليه عظمي ولذا نجد ان الفشل الكلوي ترافقه هشاشه في العظام بشكل شبه دائم.
واعداد مرضى الفشل الكلوي في زياده مستمرة وبارتفاع سنوي يقدر ب8% زياده على السنه السابقة وقد وصل عدد المرضى على العلاج التعويضي الكلوي في العالم في عام 2011 الى 2,786,000 منهم 2,164,000 يتلقون الديال (الغسيل الكلوي) و622,000 عائشون على كليه مزروعة.
تكاليف العلاج التعويضي للفشل الكلوي باهض الثمن ولذا نجد ان هناك علاقه طرديه بين الناتج المحلي الاجمالي للبلد ونسبه عدد المرضى الذين يتلقون العلاج التعويضي في ذلك البلد.
هناك سببان رئيسيان لازدياد نسبه الفشل الكلوي اولهما الارتفاع الكبير في عدد المرضى الذين يعانون من مرض السكري والذي يسبب الفشل الكلوي في بعض من الذين يعانون منه والسبب الثاني هو ارتفاع متوسط العمر المتوقع في اغلب المجتمعات اذ ان نسبه حدوث الفشل الكلوي ترتفع مع تقدم السن فعلى سبيل المثال نتوقع حدوث فشل كلوي يحتاج الى العلاج التعويضي في 1400 شخص في كل مليون شخص في الفئه العمرية ما بين 65 الى 74 عام في كل سنه بينما نتوقع حدوث ذلك في 80 شخص فقط في الفئه العمرية ما بين30 الى 40 .
في حقيقه الامر لا نستطيع طمأنه اي شخص بذاته بانه لن يصاب بالمرض الكلوي المزمن او الفشل الكلوي لان هذا قد يحصل بطريقه غير متوقعه لأي شخص. الا انه في امكاننا ان نحدد مجموعه من الفئات التي هي معرضه اكثر من غيرها بالإصابة بالفشل الكلوي وننصح هذه الفئات بالفحص الدوري لكشف بوادر مرض الكلى في وقت مبكر ومن ثم اعطائهم العلاج اللازم لوقايتهم من تطور المرض الكلوي الى مراحل متقدمة ونحن فعلا قادرون على ذلك بأذن الله. دعوني اشرح اكثر.
الفئات التالية معرضه لحدوث الفشل الكلوي اكثر من غيرها 1. اولئك الذين تعدوا سن الخامسة والستين
2. اولئك الذين يعانون من مرض السكري
3. اولئك الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم
4. اولئك الذين يعانون من مرض أمراض القلب والشرايين
5. اولئك الذين لديهم اقارب يعانون من التالي
a. مرض السكري
b. ارتفاع في ضغط الدم
c. أمراض القلب والشرايين
d. الفشل الكلوي
ان كنت تنتمي الى احد من تلك الفئات فستحسن صنعا ان عملت الفحوص البسيطة التالية لاكتشاف ان كان لديك بوادر مرض الكلى المزمن
وظائف كلاك
وجود الزلال في بولك
فاذا تبين ان ليس لديك اي بادره لمرض الكلى المزمن فهذا شيء طيب ولكن عليك ان تتذكر دائما انك تبقى ضمن الفئات المعرضة لمرض الكلى المزمن وعليك عمل الفحوصات الدورية حسب التوقيت التالي:
سنويا إذا كنت تعاني من مرضى السكري
كل سنتين إذا تعديت سنا لخامسه الستين
كل 5 سنوات إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو عندك تاريخ عائلي للأمراض المذكورة اعلاه.
وان تبين ان لديك بدايات مرض الكلى المزمن فلا تقلق فان لدي اخصائي الكلى ادوات تمنع من تطورها ومن هذه الادوات: السيطرة الجيدة والمحكمة على ضغط الدم
السيطرة الجيدة والمحكمة على مستوى السكر في الدم
السيطرة الجيدة والمحكمة على مستوى الكوليسترول في الدم
استعمال عقارات المثبطات للأنزيم المحول للأنجيوتنسين