الرسالة الاولى إلى اصحاب الفخامة والمعالي والسيادة فخامة الرئيس الاسبق علي ناصر محمد المحترم فخامة الرئيس الاسبق علي سالم البيض. المحترم معالي دولة رئيس الوزراء الاسبق المهندس حيدر ابوبكر العطاس. المحترم اصحاب المعالي وزراء ووكلاء ونواب شعب وقيادات عسكرية وامنية احتسبت على كل تيار سلام على كل تألم وذرف الدمع على اهله ووطنه.. ولا سلام ولا تحية لكل من تلذذ شامتا لتلك الالام والماسي التي يعيشها الجنوب واهله . اما بعد .. فانتم يا اصحاب الفخامة والمعالي تعلمون علم اليقين كل ما يجري اليوم على ارض الجنوب الحبيبة بل وتعلمون بحكم علاقاتكم التي اكتسبتموها على حساب هذه الارض وهذا الشعب ذات يوم كل ما يخطط لشعبكم ولارضكم في الداخل والخارج سواء بسوء نوايا او بحسن نوايا.. ومع ذلك تؤثرون الصمت المطبق كمن لايعنيه شيء.. بل ان بعضكم وللاسف يدفع بنجله او احد اقاربه للحديث عن مواضيع كهذه وكانكم تسيرون على خطى التوريث العفاشية فما سر صمتكم هذا وماذا وراء اكمتكم الملعونة من خبايا وخفايا؟؟؟ وماذا تريدون من هذا الشعب وتلك الارض بعد كل ذلك؟ لذلك اقول لكم وبالفم المليان وباعلى صوت حتى يسمع منكم من به صمم او هوس اوشماته: ان مايحدث اليوم على ارض الجنوب وما يعانيه شعب الجنوب الصامد الابي هو نتاج طبيعي لممارسات وسياسات كنتم انتم صانعوها او على اقل تقظير اتفقتم عليها وانتم تعلمون ما ارمي اليه تماما.. واذا كانت السنين وعيش البذخ والدعه قد انستكم فلا ضير من تذكيركم ببعض محطات مرحلتكم التي لم يرى الجنوب واهله بعدها الا الويل والثبور وعواقب الامور.. ولنذهب بعيدا عن خطوة 22 يونيو وما تلاها ولنترك جانبا اتقلاب 26 يونيو 1978م وما نتج عنها .. رغم انكم لستم براء من كل ذلك ولكن دعونا نقف عند فاجعة يناير التي قصمت ظهر الثورة والدولة والشعب في جنوبنا الحبيب..وعي المأساة التي لازال اعداء الجنوب ومحتليه يستثمرونها الى اليوم باستغلال جهلة القوم وسفهائهم لتحقيق مآربهم في البقاء لامتصاص دماءنا وثرواتنا واذلالنا بمباركة ودعم من صمتكم المذل والمخيف في آن معا الستم انتم من دمر دولة الجنوب وسلمها وشعبها للشمال على طبق من ذهب فاحدكم قام باشعال نار الفتنة ليقوم الاخر بتوقيع اتفاقية الاستسلام منفردا طمعا في صنع تاريخ شخصي ونكاية بخصوم سياسيين اخرين وربما نكاية بالشعب والارض ككل . ورغم هول الفاجعة وعظم المصيبة لستطاع الجنوبيون تضميد جراحهم ولملمة شتاتهم المبعثر الذي تخليتم عنه واعلنوا مبدأ التصالح والتسامح فيما بينهم وطي صفحة الماضي بكل الامه ومآسيه..الامر الذي اقشعرت له ابدان المحتلين وابدانكم انتم ايضا..وبدلا من ان تنتهزوا الفرصة التاريخية وتتصالحوا مع انفسكم وتعتذروا لشعبكم وتكفروا عن اخطاءكم بحقه من خلال تبتيكم جميعا لقضيته وضم اصواتكم جميعا الى صوته..الا ان نار الاحقاد والتآمر المتأصلة فيكم قد ظلت تسري في دماءكم فاعمت بصاءركم وطمست قلوبكم وصمت اذانكم.. فذهبتم بدلا عن ذلك تاججون ما بقي من شرر مدفون في رماد صراعاتكم الماضية.. وحينما كان الجنوب واهله يتمنى ان تستوعبوا متغيرات المرحلة ووتصالحوا مع انفسكم ثم مع شعبكم لتقودوه الى طريق التحرر والانعتاق من رقبة الاحتلال الغاشم كتكفير عما اقترفتوه بحقه خرجتم غير مرة تعلنوا اختلافكم وتقصموا ظهر هذا الشعب مرة اخرى.. بل انكم وعندما فوض الشعب من توسم فيه القدرة على قيادة المرحلة اوعزتم الى ادواتكم في الداخل بخلط الاوراق وتاجيج الخلافات المبنية على نكأ جراح الماضي وهو الامر الذي كان ينتظره الخصوم بفارق الصبر .. فاخذوا يرسمون ويخططون معتمدين على هذه الورقة لاجتياح الجنوب مرة اخرى والدوس بنعالهم القذرة والمنهزمة على دماء شهداءنا واستباحة كل شيء.. كل شيء ان كنتم لاتعلمون.. وربما ستقفون حينها في ابراجكم تشاهدون تلك الكارثة.. كما وقف المعتوه نيرون يتلذذ بحريق روما . لذلك فان الواجب الاخلاقي على اقل تقدير ان بقيت لدى كل منكم ذرة من اخلاق او نخوة لو كرامة او شهامة يناديكم وللمرة الاخيرة ان تتداعوا سريعا وتتصالحوا مع انفسكم وتعلنوا لشعبكم وللاقليم والعالم اجمع وقوفكم صفا واحدا مع حق شعبكم بجميع مكوناته وفئاته المؤمنة بعدالة قضيته وحقه في الاستقلال واستعادة دولته المسلوبه.. وحينها فقط سنأمن عدم وقوع الكارثة التي تنتظر الجميع ولن يسلم من تداعياتها احد.. وانتم خير من يعلم بما يتم تخطيطه وتحضيره للجنوب اقليميا ودوليا.. لكن موقفا كهذا ان حدث منكم فسيغير كثيرا من قواعد اللعبة محليا واقليميا ودوليا.. خصوصا وانكم اصحاب اليد الطولى والصوت المسموع عربيا واقليميا ودوليا.. وهي فرصتكم الاخيرة للتصالح مع شعبكم والتكفير عما ارتكبتموه بحق ابناءه من جرم وظلم وجور .. فمثلما كنتم الداء ستكونون الدواء.. فهل انتم فاعلون ؟