هذه العبارة نسمعها كثيراً ودائماً وأبدا نسمعها من الأصحاب والكبار والأهل والشيوخ والعلماء.. نسمعها في كل آن ومكان.. يتخاطب بها الناس بكثرة.. طيب الم نتساءل عن الكيفية، كيف للصعاب أن تصنع الرجال ولماذا الصعاب؟ هل لها معنى خاص وواقع يخصها أم أنه تحديداً للقدرات وواقع قد وقع ووطئ في الناس.. هل تعلموا كيف جاءت هذه الجملة أو العبارة (الصعاب تصنع الرجال)؟ من التجربة العملية نعم من التجربة العملية من قصص العظماء و الناجحين، لم نسمع ولم نقرأ عن اقل من عشرة عظماء إلى وان أكثرهم كانوا من أصحاب الشدائد والصعاب وأنها هي التي صنعتهم.. الرسل والأنبياء سلام الله عليهم أجمعين صنعتهم الصعاب، فهناك من دعاء قومه ألف سنة ومنهم من سبه قومه، ومنهم من قتله قومه، ومنهم من أخرجه قومه من بيته... الصحابة رضوان الله عليهم عُذّبوا وقتلوا وشردوا وكل الشدائد أصيبوا بها.. ماذا طلعوا؟ هزموا اكبر واعظم امبراطوريات العالم، إمبراطورية فارس والروم، فتحوا بلدان العالم الشام والعراق وارعبوا المجوس والصفويين وحسب لهم الف حساب.. ماذا لهم؟ بلال يُسمع قرع نعلييه في الجنة، عمار بن ياسر بُشر بالجنة، خالد بن الوليد سيف الله المسلول، ابو موسى الاشعري أوتي مزمار من مزامير ال داود، حنظلة بن ابي عامر غسيل الملائكة... التابعين والعلماء احمد بن حنبل أحد الأئمة الأربعة صاحب المذهب الحنبلي سُجن.. وأيضاً في السير الكثير من العظماء الذين صنعتهم الشدائد والصعاب.. ها نحن الآن في أصعب الأوقات واشد الظروف، تتخطفنا الازمات والصعاب والمحن و الشدائد من كل جهة ومن كل فئة، فإنها فرصتنا لصنّعنا رجال عظماء يُخلِدهم التاريخ الاسلامي.. يذكرهم الناس بعد السنين الطويلة.. لا نتذمر من الأوضاع ومن الشدائد فالمنقذ يأتي منها بإذن الله.. أسامه سميح 20 سبتمبر 2020م