منذُ ودعتُ سنوات طفولتي،أي منذُ كَبرتُ وازدادت سنوات عُمري لم يهديني أحد هدية، وكأني فقير يرتدي ثياب رثة يمدُ يده للمارة فتعود خالية من الورق، صحيح قد أبدوا كهلٍ رغم أنني في مُقتبل العُمر لكن قَلبي ما يزال طِفل، يفرح عندما يحصل على شيء، كدتُ أشعرُ بالضيق والوحدة رغم أن الكثير حولي لكن فما جدوى الكثرة دون اهتمام يا عزيزي أنت ويا عَزيزتي أنتِ، بالطبع الكثرة لا تهمني البتة كلما يهمني الحُب وإني أرى شخص يبادلني الحُب والإحترام فهذا خيراً لي من ألف فقاعة صابون جواري، بمجرد ما تأتي الرياح تختفي دون عودة أو يأتي بها الى وجهي فتسكن عينيّ وتصيبني بالعمى.. الفقاعات كثيرة يا أعزائي، إنظر الى جوارك وتأكد جيداً وسترى النتيجة التي لم تكن تتوقعها ولا حتى تريدها أن تحصل،سترى أن الذي كان يهمسُ في أذنيك ويقول: أحبك قد أصبح وحش لا يرحم ينهش جسدك من ورى ظَهرك، سيظل يراقب خطواتك كالثعلب وسيداهمك في لحظة شرودك،أو سيتسلل من خلف السِتار مرتديا لِثام وجلباب سرقهما من دولاب خطيبته أو من محلات العبايات في شارع المدينة ..المدينة التي كانت شاهدة على الوعود الكاذبة التي نَطق بها ذلك الوحش الذي لا يرحم، إن الوحوش كثيرة يا أنبياء ليس بالضرورة أن يكون ثَعلب أو نَمر أو مجموعة من الضِباع أو حتى حوت كالتي التهمت النبي يونس الى بطنها، يجبُ عليك التخلي عن الفقاعات وأنت تعرفهم جيداً ..! لا تثقُ حتى بِصديقك الذي له الفضل بعد الرب بوجودك على قيد الحياة ألا وهو فؤادك الذي يسكنُ تحت ساعدك ، أغلب الأوقات يكون وقحا،يقودك للمكان الخاطئ،يسبب لكَ الكثير من تأنيب الظمير عندما توافقه بِكل شيء، تارةً يقودك للبحث عن متعجرفين وأنت تكون على دراية تامة أنهم بتلك الصفات، لكن ذلك القلب يرتلُ آية من القُرأن فيعمي بَصرك وبصيرتك ويجبرك بتقديم راحتك وابتسامتك وسط طَبق من تعاسة للوحوش، فتدفع ثمن هذا لعنات في وجه تلك اليوم الغبية التي ولِدت فيها الكوارث والغلطات .. سأبدوا لكم ثرثار أليس كذلك؟ نعم حتى أنني أراني هكذا لأني تلاعبت بالنص ودفنتُ الفِكرة التي طرحتها في البداية ألا وهي الهدية، لكن لا تلعنوني فالطالب يظل سنوات يتلقى التعليم في المدرسة والفصل والقاعة والجامعة، يرتبُ أوقاته وساعاته بحثاً عن شيء، والشيء هو النجاح في آخر التِرم، إن تلك السنوات يشبهون هذا النص منذُ البداية، وهُنا النهاية التي بدأت بها ألا وهي أنني ألتقيتُ بِشخصٍ يسكنُ في الحدقات، حَسن الإسم وحُسن الخلق والخُلق، من عَشقه قلبي رغما عن بُعد المسافات والأن أتت اللحظة وألتقيتُ به وجهاً لوجه يا الأكارم،فكانت هديته كَرت يحملُ اسمه وأرقام هاتفه واسم الشركة التي يعمل بها وهذا دليل أنه أهداني قلبه ووظيفته والنقود التي يجنيها كراتبٍ نهاية كل شَهر .