لقد كنا هناك بين رمال الصّحراء، ولا عجب في ذلك عندما نُدعى الى الخروج و النٌزهة ذات مساء ، فليس ما يكون من مكان أفضل سوى التوجه إلى مسطّحات الرّمال الصّافية التي تمتد الى فضاءات بعيدة نحو أعماق الصحراء التي تبعث لنا بنسائمها العليلة النقية المنعشة الخالية من كل مايشوبها من غازات او أدخنة او اتربة .. وبعيدا عن أضواء وصخب المدينة ،فقد افترشنا الرمل كما يقال على بساط أحمدي .. فنحن - تحت مسمى - مجموعة بدو من قبائل الصيعر ..ولكن هناك من بيننا شخص يدعى أبو ماريا .. وفورا سألته للتأكيد بأنه أبا ماريا ومن أين التسمية ؟ فقال نعم ويقول : إن إبنتي أسميتها ماريا تيمّنا بماريا القبطية وهي آحدى زوجات النبي صل الله عليه وسلم .. والحقيقة فإن ماريا القبطية إنما هي ملك اليمين للنبي محمد صل الله عليه وسلم والتي أهداها المقوقس له في السنة السابعة عشر من الهجرة ، وهي التي أنجبت أبراهيم الذي توفى وعمره سنتان .. والجدير بالذكر فإن إسم ماريا عند النصارى (المسيحيين )، هو ما يقابله عند المسلمين أسم مريم (العذراء ) عليها السلام هو إسم مقدس لدى المسلمين و كذلك مقدس عند النصارى باعتبارها أم لسيدنا النبي عيسى عليه السلام ، ولما للنصارى من اعتقادات أخرى باطلة وما رافقها من غلو في تقديس سبدنا عيسى عليه السلام .. إلى هنا : فآهداء التحيّة والسّلام من ماريا الصيعرية الى ماريا القبطية عبر أثير رمال الصحراء لتكون لنا روحا طيبا يتجدد مع أثير الزمن الخالد .. وقد أسعدنا حضور و تواجد الشيخ خميس بن مسعد بن رميدان الصيعري الذي استمتعنا مع البقية المتواجدين بليلة من أعذب ليالي الأنس والسمرات وقد امتد بنا التسامر إلى ساعة متأخرة من الليل ..