ثورة أكتوبر في روسيا قادت الاتحاد السوفيتي الى تقاسم حكم كوكب الارض مع المعسكر الغربي، بل وصل الى الفضاء، وثورة صناعية مكنته من صناعة اكبر ترسانة نووية. لكن هذه الثورة حين وصلت الى مرحلة الفشل وفقدت قيمتها.. فقدت شرعيتها. وسقط الاتحاد السوفيتي وانهار المعسكر الشرقي برمته. لكن لم يتشبث احد من الروس بهذه الثورة والتمسك بوهم بقائها. ولم يشغلوا انفسهم بمحاولة احيائها. ولم يقولوا انهم من دونها سيكون الضياع مصيرهم. كل الذي قاموا بعمله انهم تعاملوا مع واقع ما جاء به هذا الفشل وذهبت الدول التي ضمتها الثورة للكيان الكبير لإيجاد حلول لمشكلاتها، واستنفر الروس قوميتهم وخلال زمن قياسي استعادوا روسيا. ثورة سبتمبر استمدت شرعيتها من التفاف الناس حول الاهداف التي رفعتها. والقيمة التي جاءت بها. مقارنة بزمن حكم الامام. آزرها الناس املا في تحقيق تلك الاهداف التي رأى غالبية الناس انها شملت ما كانوا يحلمون به. بمرور السنين لم ير الناس تلك الاهداف واقعا. حاولوا التعايش مع خيبةالامل.. وبدأت تتآكل شرعية هذه الثورة وتضمحل. إلى ان رك عظمها. خروج المحتجين الى الساحات في العام 2011 كان اعلانا رسميا لفشلها ومع هذا لم يستوعب اليمنيون هذا الاعلان وحاول اخرون انكار هذا الفشل. حتى من خرجوا للساحات لم يعوا ان خروجهم يعني فشلها، فكانوا متمسكين بما اعلنوا فشله.. ان رأيت احدا يتحدث بالقول: "احياء مضامين الثورة وروحها" ثق ان صاحب هذا القول سافل.. ففي هذا القول اعتراف صريح بموت جمهورية الثورة والا لما قال احياء فهل يملك هذا القائل القدرة على احياء الموتى..! كان الحوثيون اذكياء فهم وحدهم من التقط هذا الفشل. ولكن المشكلة حين يكون الذكي منحرفا. بدلا من البحث عن مخرج لمأزق الفشل. استغلوا هذه الثغرة لاستدعاء مشروع ما قبل 62. وهو مشروع فقد شرعيته. والا لما كان سقط في سبتمبر 62. كان قد سبق الاعلان الرسمي لفشل جمهورية الثورة بالخروج في العام 2011،خروج الجنوبيين في الحراك. ولكن خروجهم سار على الطريقة نفسها التي سار عليها الحوثيون. فقاموا باستدعاء شرعية ما قبل عام 90 التي اقرت بفشلها وهربت الى الوحدة خشية السقوط. وهذه الشرعية منتهية الصلاحية اسوة بشرعية جمهورية الثورة المنتهية الصلاحية.. فالأولى لو لم تفقد قيمتها لما كانت سقطت في سبتمبر 62.. والثانية لو لم تفقد قيمتها لم سقطت في مايو 90. الصراع القائم اليوم في اليمن هو صراع بين ثلاث شرعيات جميعها فاشلة منتهية الصلاحية. وفقدت قيمتها.. ولذلك لن يكتب النجاح لأي منها. اولى خطوات الحل لهذا المأزق، الاعتراف بفشل وانتهاء قيمة جمهورية الثورة.. والبحث عن قيمة جديدة يجد فيها الجميع مصلحتهم. وهذا كفيل بفضح الجماعات التي استغلت ذاك الانسداد الذي خلفه انكار فشل جمهوريه الثورة. في الاخير احب ان اذكر فلول الجمهوريين ببعض جمهوريتهم. ستجدون جمهوريتكم في كل تلك المظالم والقهر في تهامة.. وفي وجوه مهجري الجعاشن، وصلف شيخهم. في انحدار التعليم. في افواج المتسولين. في جثث الهاربين من الفقر، التي لم تدفن في مناطق الحدود مع الجيران.