الوكيل الحسني يطلع على سير اعمال مشروع إعادة تاهيل الشارع العام مدخل مدينة الضالع    قناص اسرائيلي شارك في حرب غزة يستفز طلاب جامعة جوروج واشنطن المتظاهرين وهكذا كانت ردة فعلهم    بيان حوثي بشأن إغلاق مكتب قناة الجزيرة    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    الحبيب الجفري ناعيا الشيخ بن فريد.. أكثر شيوخ القبائل والساسة نزاهة في بلادنا    خصوم المشروع الجنوبي !!!    "حضرموت تضع حدودًا: بن ماضي يرفض مساعدة عدن على حساب أبناء حضرموت"    افتتاح دورة مدربي الجودو بعدن تحت إشراف الخبير الدولي ياسين الايوبي    لماذا اختفت مأرب تحت سحابة غبار؟ حكاية موجة غبارية قاسية تُهدد حياة السكان    إنعقاد ورشة عمل حول مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب مميز    قيادي حوثي يعاود السطو على أراضي مواطنين بالقوة في محافظة إب    سر خسارة برشلونة لكل شيء.. 270 دقيقة تفسر الموسم الصفري    الدوري الانكليزي: خماسية صارخة لتشيلسي امام وست هام    مجلس القضاء الأعلى يقر إنشاء نيابتين نوعيتين في محافظتي تعز وحضرموت مميز    تنفيذي الإصلاح بالمهرة يعقد اجتماعه الدوري ويطالب مؤسسات الدولة للقيام بدورها    بعد رحلة شاقة امتدت لأكثر من 11 ساعة..مركز الملك سلمان للإغاثة يتمكن من توزيع مساعدات إيوائية طارئة للمتضررين من السيول في مديرية المسيلة بمحافظة المهرة    الإصلاح بحضرموت يستقبل العزاء في وفاة أمين مكتبه بوادي حضرموت    تقرير يكشف عن توقيع اتفاقية بين شركة تقنية إسرائيلية والحكومة اليمنية    بخط النبي محمد وبصمة يده .. وثيقة تثير ضجة بعد العثور عليها في كنيسة سيناء (صور)    ماذا يحدث داخل حرم جامعة صنعاء .. قرار صادم لرئيس الجامعة يثير سخط واسع !    الرئيس الزُبيدي ينعي المناضل الشيخ محسن بن فريد    غدُ العرب في موتِ أمسهم: الاحتفاء بميلاد العواصم (أربيل/ عدن/ رام الله)    عندما يبكي الكبير!    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية على متنها 4 أشخاص والكشف عن مصيرهم    الحكومة تجدد دعمها لجهود ومساعي تحقيق السلام المبني على المرجعيات    أطفال يتسببون في حريق مساكن نازحين في شبوة بعد أيام من حادثة مماثلة بمارب    اشتباكات بين مليشيا الحوثي خلال نبش مقبرة أثرية بحثًا عن الكنوز وسط اليمن    نجوم كرة القدم والإعلام في مباراة تضامنية غداً بالكويت    أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني في صنعاء وعدن    كارثة وشيكة في اليمن وحرمان الحكومة من نصف عائداتها.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر    ماذا يحدث في صفوف المليشيات؟؟ مصرع 200 حوثي أغلبهم ضباط    ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة    قطوف مدهشة من روائع البلاغة القرآنية وجمال اللغة العربية    الحرب القادمة في اليمن: الصين ستدعم الحوثيين لإستنزاف واشنطن    كيف تفكر العقلية اليمنية التآمرية في عهد الأئمة والثوار الأدوات    المشرف العام خراز : النجاحات المتواصلة التي تتحقق ليست إلا ثمرة عطاء طبيعية لهذا الدعم والتوجيهات السديدة .    الحوثيون يزرعون الموت في مضيق باب المندب: قوارب صيد مفخخة تهدد الملاحة الدولية!    شيخ حوثي يعلنها صراحة: النهاية تقترب واحتقان شعبي واسع ضد الجماعة بمناطق سيطرتها    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة 26 سبتمبر في عيون أحفادها
نشر في الأهالي نت يوم 23 - 09 - 2012


الثورة اليمنية واحدية النضال
أثبتت الأيام أن واحديه الثورة حقيقة تاريخية قامت لتحقيق أهدافها السياسية وذروتها الوحدة..
ليس من باب المصادفة أن تتوحد الرؤى والأهداف لثورتي “26 سبتمبر و14اكتوبر” المجيدتين في شريان واحد منذ قيام الأولى في القضاء على النظام الإمامي واندلاع الثانية لدحر الاستعمار البريطاني من الجنوب.
ولقد كانت التضحيات ونضالات الحركة الوطنية اليمنية في كل أرجاء الوطن اليمني هما أداتا التوحيد والوحدة، شكلا القاسم المشترك في مجرى الدفاع عن الثورة السبتمبرية في شمال الوطن والكفاح المسلح في جنوبه، وكان لتضحيات الشهداء الدور الأبرز في تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو 1990م.
وقد جاءت ثورة 26سبتمبر كنتاج للحراك النضالي الممتد من ثورة 48 وتلبية لتطلعات الشعب في بناء وطن حر آمن مستقل ومستقر.
وينبغي الإشارة إلى السمة الأساسية التي اتسمت بها الثورة اليمنية، في كونها ثورة شعبية اجتماعية، لا يمكن وصفها بالانقلابات التي يخلع عليها خطأً مصطلح الثورات، وإن كان بعضها يبدأ انقلاباً ويفضي إلى ثورة.
فالثورة اليمنية بكل المقاييس ثورة جذرية كانت تهدف إلى القضاء على حالة التخلف التي عاناها الشعب اليمني نتيجة الحكم الإمامي الاستبدادي كما كانت تعانيه كثير من البلدان التي قامت فيها ثورات أو انقلابات؛ فلم ترث الثورة اليمنية شيئاً يذكر ينتفع به الشعب لا مدرسة ولا طريقاً ولا مستشفى ولا مياه نقية ولا كهرباء ولا أي نوع من أبسط مقومات الدولة الحديثة، بل كان ينظر إلى اليمن في المنظومة العربية والدولية أنها في وضع متخلف حتى أن الآخرين يصفون تلك الحالة المزرية بقولهم: “كل ما في اليمن زفت إلا الطريق”!!
لذا فقد شكل قيام الثورة اليمنية مرحلةً جديدة في حياة الشعب اليمني ورحلته إلى النور كما فعلت البلدان الأوروبية حينما هاجرت إلى نور الحياة المعاصرة ومن عزلة التخلف إلى الانفتاح والتطور والتقدم، وقد جاءت الثورة اليمنية “26سبتمبر 1962 و14أكتوبر 1963” حصيلة نضال وطني مثّل واحدية نضالية ضد الاستعمار البريطاني المحتل للجزء الجنوبي من الوطن منذ 1839م، وضد الاستبداد الإمامي المتخلف في شمال الوطن، الذي خيَّب ظن الشعب عندما أعطى مفهوماً قاصراً ومشوهاً للاستقلال الأجوف.
وبالتالي فإن الثورة من وجهة نظر أحفاد سبتمبر من جيل الثمانينات والتسعينات وأوائل الألفية الثالثة وهم أيضاً شباب الثورة الشبابية الشعبية السلمية 2011م والتي جاءت نتيجة إخفاقات الثورة اليمنية الأم واستندت إلى انجازاتها والأبواب التي فتحتها للعبور إلى المستقبل أيضا لبعث ثورة جديدة مادام أن ثورة سبتمبر قد أعطت السلطة للشعب فإنه قادر على استعادة سلطته متى ما أراد.
اعتمدنا في بحثنا هذا على التحليل والمقارنة، معززا بالمقابلة الميدانية والملاحظة، إضافة إلى المادة العلمية المكتبية للخروج بخلاصة عن ثورة 26 سبتمبر بعد نصف قرن وكيف ينظر إليها أحفادها من حيث الإنجازات والإخفاقات، وعلى ضوء أهداف الثورة الستة يمكن للأحفاد أن ينظروا إلى إخفاقات الثورة وإنجازاتها مقارنة بين الأهداف والواقع، ما الذي تحقق؟ وما الذي لم يتحقق لكي تستكمل تحقيقه الثورة الشبابية السلمية، ولأن الثورة اليمنية التي حدثت قبل نصف قرن لم تستطيع إلى هذه اللحظة 2012م بناء الدولة، باستثناء محاولة بناء الدولة في الجنوب وان كانت بصبغه شموليه، ولا طورت الثورة المجتمع والذي يعني جوهر الأهداف الستة غير أنها أسقطت الحاكم الذي ثارت عليه وهيأت لثوره أخرى، وكادت أن تبني الدولة وتحقق نظاما جمهوريا عادلا وديمقراطيا، وترفع مستوى الشعب في الفترة ما بين 1974 و1977 فترة تولي الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي.
أهداف الثورة اليمنية المجيدة.. الإخفاقات والإنجازات من 26سبتمبر 62 حتى 26 سبتمبر 2012م.
1 التحرر من الاستعمار والاستبداد ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.
تم التحرر من الاستعمار فقط، ولم يتم التحرر من الاستبداد ومخلفاته، وتمت إقامة حكم جمهوري عائلي أو بحسب المصطلح الذائع “جملكي” على صعيد المواطنة لم يتبن النظام السياسي الذي حكم اليمن لثلث قرن من 78 إلى 2011 بشكل رسمي حتى خروج الجماهير تطالب بإسقاطه ورحيله 2011م في كل محافظات الجمهورية.
2 بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.
تم بناء جيش يقوده أقارب رأس النظام السياسي السابق ولايزال منقسماً بعد صداماته مع بعضه بشكل متفرق في وسط عاصمة دولة الوحدة فكيف يكون جيش منقسم وطنيا وقويا لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها؟!!
3 رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً.
المستوى الاقتصادي للشعب متدن، وبحسب التقارير الدولية يعيش أكثر من نصف الشعب تحت الفقر، وبناء على تقارير المجتمع الدولي أوائل العام 2012م فإن نصف مليون طفل يمني يعانون سوء التغذية. ثروة البلد ونفطه مهدورا تنهشه القوارض الآدمية وحيتان الفساد.
4 إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الدين الإسلامي الحنيف..
ما تم تحقيقه على أرض الواقع هو تعددية سياسية وحرية صحافه ضيقه جداً وانتخابات شكلية تعتمد على الوظيفة العامة والمال العام، فيما المجتمع اليمني لا يزال مجتمعا غير ديمقراطي وغير تعاوني، مع أن التعاونيات قد بدأت في عهد الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي ثم توقفت بعد حادثة الاغتيال السياسي التي تعرض لها 1977م.
5 العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة..
كانت الوحدة هي المنجز الوحيد الملموس على أرض الواقع كأهم منجز للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر التي تمت من خلال تحضيرات للقاءات سبقت الوحدة وامتدت من عهد رئيس المجلس الجمهوري عبد الرحمن الإرياني والرئيس سالمين في الجنوب حتى تحققت في 22مايو 1990م.
ما تم انجازه من خلال الوحدة..
نص دستور دولة الوحدة بعد الاستفتاء عليه على الحقوق المكفولة للمواطنين في تنظيم أنفسهم عبر تكوينات سياسية ذات صفة قانونية والذي ترتب عليه إقرار قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية، وقانون الانتخابات والاستفتاء العام، وقانون الصحافة والمطبوعات. وفي ضوء ذلك كله حدث حراك فكري وسياسي نشط تمثل في: إجراء انتخابات مجلس النواب في دوراته الثلاث، وانتخابات المجالس المحلية في دورتيها السابقتين وأخيراً انتخاب المحافظين. وقبلها الانتخابات الرئاسية المباشرة من قبل الشعب في دورتين سابقتين؛ وكذا صدور التشريعات المتعلقة بمجلسي النواب والشورى وتطوير مهامه بعد إعلان قيام الوحدة، ثم ما تبع ذلك من توسيع صلاحياته ومهامه. إضافة إلى ذلك تم الحكم المحلي الكامل الصلاحيات وان كان بشكل نظري وقيام منظمات المجتمع المدني كالاتحادات والنقابات التي ازدادت وإن كانت سطحية في أدائها خاصة من حيث الكيف، أما من حيث الكم فإنها قد تجاوزت الخمسة آلاف منظمة وجمعية في مختلفة الاهتمامات.
كما شهد اليمن تطورا على مستوى الصحف الأهلية والمواقع الإلكترونية التي ضيق عليها النظام السياسي وأوقف إصدار أكثر من صحيفة وسجن الصحفيين وأصحاب الرأي ولا تزال صحيفة الأيام رهن الاعتقال. وعلى الصعيد السياسي تم تأسيس كتلة سياسية ضمت الحزب الاشتراكي والتجمع اليمني للإصلاح والتنظيم الشعبي الوحدوي الناصري وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية عرف باللقاء المشترك الذي وكان من أبرز مؤسسيه جار الله عمر الذي تعرض لاغتيال سياسي عام 2002م بينما كان يتحرك لاستكمال تأسيس المشترك مع كافة الشركاء في المؤتمر العام الرابع لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وأرجع مراقبون السبب إلى إنهاء التحالف السياسي، وهي في نشأته الأولى وتحديداً بين الاشتراكي والإصلاح بعد قطيعه سياسيه دامت لسنوات..
لكن هذا المنجز بات مهددا بعد حرب 1994م، وما تلاها من نهب واعتداء وإقصاء لأبناء الجنوب اليمني من قبل نظام علي صالح وشركائه، ما أدى إلى اندلاع الحراك السلمي الجنوبي 2007م الذي تبنى القضية الجنوبية، ورفع مطالبه الحقوقية باستعادة حقوق أبناء الجنوب كاملة وإصلاح مسار الوحدة؛ لكن هذا الحراك السلمي الذي دشنه المتقاعدون العسكريون وتجاوب معه الشارع الجنوبي تمت مواجهته بالعنف والقمع والاعتقال وتجاهل مطالب الشارع الجنوبي ما جعل فصائل من الحراك ترفع شعار الانفصال وأخرى ترفع فك الارتباط وتقرير المصير، بينما استمر الاشتراكي شريك الوحدة والمنضوي في تكتل المشترك متبنيا القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة الوطنية من خلال حكم لامركزي اتحادي كما جاء على لسان أمينه العام في أغلب تصريحاته، أو كما جاء في وثيقة سميت بوثيقة الإنقاذ الوطني والتي تبناها اللقاء المشترك عام 2009_2010م إلى قيام الثورة الشبابية أوائل 2011م.
6 - احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والعمل على إقرار السلام العالمي والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم.
لم يبد النظام السياسي الذي حكم اليمن خلال ثلث قرن أي احترام لمواثيق الأمم وميثاق حقوق الإنسان وشهدت الساحة الوطنية حروبا مستمرة في جنوب اليمن وشماله وانتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير وعاش اليمن كبلد فقير يهدده السلاح المنتشر، ولم يعزز النظام السياسي السلام المحلي والتعايش الوطني، فكيف يدعم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم ما الذي تحقق وما الذي لم يتحقق من وجهة نظر الشباب.
يرى سامي نعمان صحفي شاب:
“ماذا عن رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً.. ثم إقامة مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل؟! كم هو مضحك أن تتخيل أن النظام كان مؤتمناً على هذه الأهداف!!
لكم أن تتخيلوا الهدف الخامس لثورة سبتمبر، تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية.. شخصيا أرى أن اليمن وصلت في عهد النظام إلى أسوأ مربعات الفرز والانقسامات الاجتماعية رغم وحدة الجغرافيا التي انتهت سريعاً من قلوب اليمنيين، بمجرد إقصاء شركائها بعد حرب صيف 94..
أما بالنسبة لاحترام مواثيق الأمم المتحدة والجامعة العربية، وعدم الانحياز، فهذا لا علاقة لنا به.. صحيح أن النظام اليمني قدم مبادرات لحلول الأزمات العالقة بين الدول المتناحرة، ومقترحات عقيمة لإصلاح المنظومات الأممية، لكنها انتهت إلى بوار كما انتهى هو إلى إصراره على قانون حصانة يتعارض مع كل الديانات والقوانين الإنسانية”.
ويقول عارف العزاني:
“أبسط مظاهر الديموقراطية هو أن يختار الشعب ليحكمه الشخص القادر على تحقيق أحلامهم في الرخاء والنمو الاقتصادي و الأمان و التعليم و الصحة. كذلك الفائدة الأساسية من الديموقراطية هو ضمان التداول السلمي للسلطة وما نعيشه هذه الأيام أكبر دليل على عدم قدرتنا أو ربما رغبتنا بتسليم السلطة سلمياً، أما موضوع الوحدة فيطول شرحه، فلم يسلم حتى هو من تدليس الحقائق والمفاهيم. فمن قال أن الوحدة هو أن يحكم شخص واحد أرضا واحدة، الوحدة هي وحدة القلوب و النفوس قبل أن تكون وحدة الأرض، و أخشى أننا كنا متوحدين قبل تحقيق وحدتنا المباركة أكثر من بعدها. الوحدة الحقيقية هي ما أراه اليوم عندما نبكي في صنعاء لسقوط قتيل أو جريح في عدن، و تبكي عدن لسقوط قتيل أو جريح في تعز. وبالنسبة للمواثيق و القرارات الدولية فإننا سنحترمها طالما أنها لا تتعارض مع بقاء النظام و مصالحة. وأزداد كل يوم يقيناً أن ثورة سبتمبر المباركة لم تأتي ثمارها الحقيقية حتى اللحظة”.
وإذا ما تناولنا نظرة جيل الثورة الشبابية كيف ينظر إلى الثورة اليمنية الأولى التي فتحت الباب للثورة والوحدة من بعدها وكسر حاجز الاحتكار السياسي للحكم وإن كان بشكل نظري لكن على الأقل أنها لم تتخل نهائياً عن شرط النهضة الأول المتمثل بالإصلاح السياسي الديمقراطي، وأبطلت ادعاء التمثيل الإلهي في الحكم. وكان بالإمكان خلال ما يقارب من نصف قرن إحداث ثورة كبيرة في شتى مجالات الحياة تنقل اليمن إلى مصاف الدول المتقدمة.
ويذهب أسامة الشرمي ناشط من الحراك السلمي وقيادي في الثورة إلى القول:“ كانت ثورة 26 سبتمبر الغطاء السياسي والشرعي لمطالب الشعب.
ثورة نخبوية لم ترتبط بالجماهير لكنها وقفت ضدا لتمايز الطبقي وأن ظل موجود ولكن غير شرعي ولم يعد مسنود بسلطة سياسيه ودينيه كما كان ميزتها أنها مبدئيا أعطت الشرعية للشعب في الحكم وإن جاءت النتائج عكس ذلك ولكن أرست مبادئ في هذا السياق.
خففت من انتهاء الانقسام المذهبي بشكل رسمي
ميزتها ايضاً أرست قيم ومبادئ ونظريات للثورة الشبابية السلمية وهي المنطلق لإرساء المواطنةلم تحقق أهدافها لكنها نسفت المرحلة السابقة لمبادئها الجديدة “.
وعلى صعيد الإخفاقات تحدث محمد العليمي ناشط شبابي من ساحة الثورة بتعز “ ثورة عام 1962م لم تستطع الحفاظ على مكتسباتها وأهدافها وذلك بسبب توافق الأقطاب القبلية والعسكرية لوأد المشروع الوطني في ظل غفلة أبناء الشعب اليمني آنذاك مما ولد ضرورة ملحة وحاجة ماسة لقيام ثورة 11من فبراير 2011م، والتي تمثل حركة تصحيح المسار وبناء قواعد ديمقراطية وأكثر ضمانا بما يعزز المساواة والشراكة المجتمعية”.
ويذهب عبد الله بن هذال ناشط شبابي من مأرب إلى أن “الثورة لم تصل إلى كل مأرب في سبتمبر 1962م؛ لكنها فتحت الباب للثورة الشبابية من بعدها لتحقق العدالة والتقدم للوطن “.. وفي خلال نصف قرن بلغت الثورة اليمنية درجات متفاوتة من الإنجازات والإخفاقات من خلال رؤساء الدولة، ابتداء بالمشير عبد الله السلال، مروراً بالقاضي الإرياني لتصل الثورة إلى قمة إنجازها في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي الذي قاد حركه تصحيحيه في 13 يونيو 1974م، لتبلغ الثورة في عهده قمة النجاح. وكانت أهدافها الستة تسير في طريق النمو والحركة من حيث بناء الجيش والنمو الاقتصادي والتعاونيات الزراعية والعلمية من خلال خطه خمسيه تحمل مشروع النهضة”.
أشرف الريفي صحفي، يتساءل: “أين الثورة ونحن لازلنا نشاهد تجارة الرق في البلد واستبداد النظام المشائخي وتراجع مشروع التحديث والنهوض؟!
هذا العيد تزامن مع تقارير دولية حول اليمن تقدمها بصورة سوداوية، تؤكد فشل الثورة في تحقيق أهدافها المرجوة ... كان بالإمكان خلال ما يقارب من نصف قرن إحداث ثورة كبيرة في شتى مجالات الحياة تنقل اليمن إلى مصاف الدول المتقدمة.
ما يقارب من نصف قرن على ثورة سبتمبر ونحن نرى أراضينا تتناقص مقابل توسع سعودي مستمر وسط صمت كل قوى المجتمع التي لا تلتفت لانكماش أراضينا الملتهمة مقابل صفقات غير معلنة؛ فيما نحن مشغولون بحروبنا الداخلية، وبتوسعة نزيف دمنا المسال باستمرار.
انتفضت الثورة على الفقر ولازال الفقر اليوم هو صديق اليمنيين!! سعت لتبديد الجهل والظلام فأنشأنا مؤسسات وهيئات للأسف تنتجه وبشهادة رسمية!! رفعت الثورة شعار القضاء على الأمراض ولازالت الأمراض تحصد أرواح اليمنيين بصورة يومية!!
كانت ثورة كرامة وعزة، واليوم تهدر كرامة اليمنيين وعزتهم في بلدهم ولدى جيرانهم، ليصبح اليمني متلازما مع الشعور بالنقص داخل البلد وفي مهجره.
كيف لنا أن نشكو لثورتنا “السجينة” عن ثروات هائلة تهدر ولا تستغل. يمتلكها بلد يحاصره الفقر والجوع والخوف.؟.. عن أي ثورة نتحدث ونحن لم نحقق أهدافها في رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا؟ كيف نحتفي بالثورة التي سعت لبناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ونحن نرى جيشا يستعرض عضلاته على المواطنين وأبناء البلد، فيما هناك أراضي يمنية لم تعد ملكا لنا.
تصوروا أننا نحتفي اليوم بالثورة في الوقت الذي نبحث فيه عن نظام جمهوري عادل يزيل الفوارق والامتيازات بين الطبقات، وليس حكما يصنع الضغائن المناطقية والعداوات المذهبية..
كم كان المشهد مؤلما ونحن نستقبل العيد الثامن والأربعين للثورة باجتماع لأصدقاء اليمن التي اتخذت من غياب التنمية وسلاح القاعدة والأوضاع المنفلتة في البلد مدخلا لمناقشة أجندتها الخاصة بمبرر الإنقاذ!!
كنت أتمنى أن نحتفي بالثورة ونحن نفاخر بنهضة زراعية ضخمة أو نهضة صناعية تشرف.. كنت أتمنى أن نحتفل ونحن نفتخر بإمبراطورية الثروة السمكية المستغلة، أو المعادن والثروات التي رفعت اليمن عاليا.
لعل هذه التساؤلات تساؤلات مشروعة لجيل يعبر عن ثورة سبتمبر بإخفاقاتها وانجازاتها من وجهة نظر الأحفاد الذين ينظرون إلى واحدية ثورتي سبتمبر وأكتوبر واللتين أنتجتا ثورة ثالثة بعد نصف قرن أيضاً.
يقول اللواء علي السعيدي في إحدى مداخلاته التي قدمت في ندوة الثورة اليمنية: «الانطلاق.. التطور.. آفاق المستقبل» تحت عنوان دور ثورة 26 سبتمبر في التهيئة لثورة 14 أكتوبر “ بعد مرابطة الأشقاء الجنوبيين عدة أشهر بجانب إخوانهم في الشمال عادوا من قمم الشرفين وحجة إلى قمم ردفان ليشعلوا شعلة ثورة ال14 من أكتوبر، ولقد وفوا بما وعدوا حيث كان يتردد على لسان الشيخ راجح غالب لبوزة وإخوانه من مشايخ ردفان بكري وقطيبي ومحلي وداعري وحالمي وشاعري أن الدفاع عن ثورة سبتمبر ليس المرابطة في جبال الشمال ومناطقه بل بإشعال ثورة داخل الجنوب، وكان لهم ما أرادوا، وقام البريطانيون بقمع هذه الثورة واستخدموا فيها كل قواهم، وعندما تراجعت مجاميع الثوار بعد مقتل الشيخ راجح غالب لبوزة وعدد كثير من أصحابه إلا أن شعلة الثورة لم تنطفئ، فتغير أسلوب المواجهة القديم بأسلوب الكفاح المسلح المنظم وتحركت القيادات الوطنية من الجنوب والشمال ونسقت مع الأشقاء المصريين في صنعاء وفتحت المعسكرات في تعز وصنعاء وتوافد عليها المناضلون وانطلقوا منها مؤهلين لتحمل المسؤولية لمرحلة التحرير وحظوا بدعم شعبي ورسمي شمالاً وجنوباً لم يشهد له التاريخ مثيلا حتى تحقق لهم النصر ونالوا الاستقلال يوم ال30 من نوفمبر 1967”.
وفي الوقت الذي نالت عدن استقلالها واستعادت حريتها ضاق الخناق على صنعاء والحديث للواء علي السعيدي وبفضل صمود المخلصين سبعين يوما انتصرت إرادة الشعب وبفضل من الله واصلت الثورة مسيرتها رغم ما فرضتها ظروف الحرب الباردة طوال عقدين ونيف، وأثبتت الأيام أن واحدية الثورة حقيقة تاريخية وأن الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) ما قامت إلا لتحقيق أهدافها السياسية وذروتها الوحدة، وجاء يوم ال22 من مايو 90م ليطوي صفحة ستة عقود من النضال ومن النظريات الخاطئة وذهب الزبد وبقي ما ينفع الناس والوطن. ويذكر الدكتور عبدالله حسين بركات عضو مجلس الشورى في إحدى مداخلاته عن واحدية الثورة اليمنية بأن المناضلين من شمال الوطن وجنوبه التقوا في الأهداف والتضحيات وشكلوا جسراً للنضال اليمني المشترك، ومن هنا جاءت واحدية الثورة اليمنية المباركة، واجتمع الشعب اليمني بشطريه على نصرة الثورة. وتوالت الأحداث وقررت حكومتا الشطرين في 25 فبراير 1968م عقد مؤتمر لبحث توحيد البلدين واستمرت المحادثات حول تنسيق العلاقات بين البلدين طوال عام 1968م إلا أنه أعقب ذلك صراع بين الشطرين أدى إلى إيقاف هذا المد الوحدوي والهروب المتبادل واحتضن كل شطر معارضي الشطر الآخر مما أدى إلى إصدار القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري في 16 مارس 1969م قراراً خصص بموجبه 13 مقعدا في المجلس الوطني (البرلمان) باسم المحافظات الجنوبية.
وعلى اثر ذلك اندلعت الحملات الإعلامية، وفي نهاية نوفمبر 1970م اتفق الشطران على احتواء الموقف المتفجر واتخاذ بعض الخطوات التي تمهد للوحدة بين الشطرين وتم تكوين لجان مشتركة لبحث ودراسة الخطوات الأساسية التي يجب البدء بها كمدخل أساسي للوحدة وخاصة في المجالات الاقتصادية وذلك بعد حرب 1972م بين الأشقاء وسار الشطران نحو الوحدة، وتمت لقاءات خارجية، ووقع الطرفان على عدة اتفاقيات بعد تدخل الجامعة العربية لإيقاف الصراع بين الأخوة 1- اتفاقية القاهرة 1972م. 2- بيان طرابلس 1972م. 3 لقاء الجزائر 1973م 4- لقاء قعطبة 1973م 5- اتفاقية الكويت 1979م.. وعند الاطلاع على هذه الاتفاقيات نجد أن القضية الجوهرية فيها هي الوحدة اليمنية، ونجد أنها انطلقت من حرص على إزالة مسببات الخلاف والحروب التي كثيراً ما نشبت بين قيادة الشطرين وكان للجامعة العربية والدول العربية دور في رأب الصدع بين الأشقاء.
ولقد أدت الحرب الأهلية الأول عام 1972م إلى اتفاقية القاهرة وطرابلس والجزائر وأدت الحرب الأهلية الثانية عام 1979م إلى اتفاقية الكويت وما تلاها في مؤتمر قعطبة بهدف إزالة الخلاف ووضع أسس لقيام دولة الوحدة. ورغم أن هذه الاتفاقيات قد وضعت الأسس النظرية لإعادة الوحدة إلا أن الإرادة السياسية لم تتوافر من الطرفين كما يبدو من عدم تنفيذ الاتفاقيات وتحديد مواعيد لتنفيذها وإخراجها إلى حيز الوجود.
بعد أحداث 13 يناير قرأ الشطر الجنوبي خريطة التوازنات الدولية واندفع نحو الوحدة اليمنية مع الاحتفاظ لنفسه بمكان السلطة.. في حين أن الشطر الشمالي برئاسة علي عبدالله صالح والذي احتفظ بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وقام بزيارة لها في 24/1/1990م وبعد عقد اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر 1989م للحصول على تأكيد دعمها عند قيام الوحدة اليمنية، وتم التصديق على مشروع دستور دولة الوحدة خلال زيارة قام بها إلى عدن للمشاركة في احتفالات استقلال الشطر الجنوبي تم تصديق القيادتين السياسيتين آنذاك على مشروع دولة الوحدة الذي أنجزته اللجنة المشتركة عام 1998م..
المراجع
سعيد احمد الجناحي: كتاب المسار النضالي وأحداث الثورة اليمنية. 2
- اللواء علي السعيدي ورقة عمل بعنوان (دور ثورة سبتمبر في التهيئة لثورة 14 أكتوبر
عبدالله حسين بركات ورقة عمل (واحدية الثورة اليمنية ومسار الخطوات الوحدوية(
موقع 26سبتمبر نت
الجمهوريه نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.