مؤامرة الوحدة وميلاد الاحتلال – كيف بدأ تجريف الجنوب العربي (الحلقة 1)    في مؤتمر صحفي بميناء الحديدة استعرض حجم الأضرار وجهوزية الموانئ لاستقبال السفن    خلال لقائه وزير الخدمة المدنية ونائب وزير المالية:رئيس مجلس النواب يحث على مضاعفة الجهود للارتقاء بمستوى أداء الكادر الوظيفي في عموم المرافق الحكومية    إنجازات تنموية على طريق الاكتفاء الذاتي    بعلميات نوعية نُفذت خلال ثلاثة ايام.. القوات المسلحة تؤكد: استهداف مطار "اللد" المحتل بأربعة صواريخ فرط صوتية    وزير التعليم العالي الإصلاحي يشرعن شهادات الحوثيين الجامعية    أكد دعم الحكومة لجهود وزارة الثقافة والسياحة: رئيس مجلس الوزراء يفتتح المعرض التشكيلي "مع غزة أعيادنا انتصارات"    غروندبرغ يؤكد وجود طريق واضح نحو السلام الشامل في اليمن    إعلان قضائي    حيدر اليمن وسيد الحكام العرب    في مسيرات "مع غزة.. لمواجهة جريمة الإبادة والتجويع"..أحفاد الأنصار لن يتركوا الشعب الفلسطيني وحدة في مواجهة آلة القتل الصهيونية    الوحدة اليمنية من الانطلاقة إلى التحديات    مدير مستشفى الكويت الجامعي ل" 26 سبتمبر ": نعمل وبموافقة رئيس جامعة صنعاء لجعل المستشفى مرجعيًّا    الأنشطة الصحية في المراكز الصيفية جسر تنموي لبناء وعي الأجيال    خلال منح جامعة الحكمة الاعتماد الوطني البرامجي في ثلاثة برامج أكاديمية..    الوحدة اليمنية رمز الأمل في مواجهة التحديات    التشكيلية الموهوبة "حنان".. جسدت في لوحاتها كفاح فلسطين وصمود اليمن    غَزَّةُ.. قَسِيمُ الجَنَّةِ وَالنَّار    مرض الفشل الكلوي (6)    المعبقي: المحاصصة الوظيفية في المناصب الرفيعة اقبح من الفرز السياسي بكثير    إسبانيا تطالب بحظر الأسلحة على إسرائيل لإنهاء صراع غزة    الكشف عن حجم الأضرار التي خلفتها الغارات الامريكية الاسرائيلية بموانئ الحديدة    وزارة التعليم العالي بعدن توقف التصديق على وثائق الجامعات الواقعة تحت سيطرة سلطة صنعاء    صنعاء .. تعميم على الجامعات وكليات المجتمع حول اعضاء هيئة التدريس للمقررات الثقافية    قلم المياحي الصادق    بن عزيز: المعركة مستمرة حتى القضاء على تنظيم الحوثي الإرهابي    كهرباء لحج تحذر من توقف الخدمة بشكل كلي خلال الساعات القادمة    النقد عندما يصدر من المرأة يقابل بتشكيك في إنسانيتها    صوت من المنفى: مسرحية من الشتات    للمرة الاولى : شغور قرابة 4 الاف مقعد من حصة اليمن للحج هذا العام    تضامن حضرموت يتأهل رسمياً للدرجة الأولى لكرة السلة ( بطلاً لتجمع سيئون )    نتائج قرعة كأس العرب قطر2025    السهام ينتزع فوزاً مثيرا من الطليعة في بطولة البراعم لأندية تعز    روسيا وأوكرانيا تتبادلان 614 أسيرا ضمن المرحلة الثانية من اتفاق إسطنبول    إتلاف أكثر من أربعة أطنان من الأدوية الفاسدة والمهربة في مأرب    المسعد...لم يجد من يسعده    أحمد راضي... الإعصار الهادئ الذي سرق قلوبنا    باريس سان جيرمان يتوج بكأس فرنسا ويحقق الثنائية المحلية    بحضور وزير الشباب .. عرض كشفي لطلاب الدورات الصيفية في البيضاء    وزارة الشباب والرياضة تمنح نادي سبأ الرياضي بمأرب الاعتراف النهائي    الرهوي يؤكد دعم الحكومة لجهود وزارة الثقافة والسياحة    ريال مدريد يعلن إصابة فالفيردي    للعِبرة..؟؟    الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية على عدة محافظات ويحذر من تدفق السيول    الجولاني دخل سجن بوكا الأمريكي كإرهابي قاعدي وخرج منه داعشي    10 وفيات في عدن نتيجة للحميّات والأوبئة وانقطاع الكهرباء    "آل بن سميط" يحتفلون بزفاف الشابين الدكتور أحمد والدكتور عبداللاه بمدينة شبام التاريخية    كارثة صحية في المناطق المحتلة    عدن بين مشهد الأمس وواقع اليوم    منع "ثورة النسوان" من التظاهر بساحة العروض بعدن    هزة ارضية في خليج عدن    ميلان يحقق الفوز امام مونزا في اخر جولات الدوري الايطالي    إنجاز وطني عظيم    شركة نفطية أجنبية تنسحب وابن بريك يوجه بتشكيل إدارة لقطاع العقلة النفطي ويحدد الجهة التي يوجه إليها الانتاج    الصحة العالمية: وفاة 10 أشخاص وإصابة نحو 13 ألف بالكوليرا في اليمن خلال الثلث الأول من 2025    اليمنية تحدد موعد بدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي    اليمنية تحدد موعد بدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي    اكثر من (8000)الف حاج وحاجه تم عبورهم عبر منفذ ميناء الوديعه البري مديرية العبر بحضرموت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



{ شيئاً عايش في داخل الوجدان }
نشر في عدن الغد يوم 25 - 09 - 2020

شيئا عايشً في داخل الوجدان محفور ومنحوت ومحفوظ شيئاً عايش في داخل الوجدان مغروس ومزروع وساكن وعايش في داخلنا يجري في عروقنا مجرى الدم في الوريد نفرح به تارة ونحزن به تارة كلما أتت المقارنة بين الحاضر والماضي عندما نستعيد شريط الذكريات بكل ماتختزنه الذاكرة من أحلام وطموحات وآمال ومن ذكريات من طفولة وصبا وشباب وحب وأمل ولعب ولهو ونشوة ودراسة وصلاة وعمل وصخب وهدوء كل هدا كان يجتمع داخلنا عندما نصحوا كل صباح.
كان والدي ووالدتي يصحون قبل صلاة الفجر ويصحوني من أجل الصلاة واستعدادي بعدها للذهاب إلى المدرسة بعد ان أغفو قليلا بعد صلاة الفجر إلى غاية الساعة السادسة صباحاً وهنا تبدأ أمي الله يرحمها بترتيب ملابسي وتجهيز طعامي إداناً بالذهاب إلى المدرسة مدرستي الحبيبة المدرسة الغربية بالشيخ عثمان.
أخذ دراجتي الهوائية نوع هاركلس متجة صوب المدرسة وهناك كنا نلتقي كل الزملاء ونذهب صوب الكانتين (المقصف) على شان نتشارك ونتقرع مع بعض (نفطر) ويبدأ الباطوالة بقرع الجرس ونصطف طابور كلاً بحسب الشريط الذي يميز صفوف الطلاب ويبدأ يومنا بقراءة القران تم النشيد الصباحي وبعدها نسير بطوابير منظمة بعد ان نشرب كوب (قلص) الحليب.
لا اريد ان اطيل الشرح المهم عند انتهاء الدوام والحصص المدرسية نعود إلى منازلنا وبعد الغذاء والقيلولة نبدأ بالخروج بعد صلاة العصر لنأخذ حصتنا من اللعب في حافتنا كما كنا نجتمع نحن وأصدقائنا وزملائنا من الحوافي المجاورة لنلعب معاً واحياناً كنا نتشارك بالعواف الذي كنا نحصل عليه من أهلنا علشان نروح مقهاية الخامري (مقهاية الشجرة) التي مقابلة لشرطة الشيخ عثمان علشان نأكل خبز وشاهي او كنا نذهب عند محمد ناجي الملقب (بالخبز) والذي كان يشتهر بخبزة البر المميز وهو جارنا في شارع قرطبة وكان محله أعتقد بجوار مخبازة دغبوس وقريب من مقهاية الشهداء (كاستروا) بسوق الشيخ عثمان او كنا نذهب بوفية ومقهى الخامري تحت مسجد النور علشان نأكل المطبقية المشهورة في مدينة الشيخ عثمان والوحيدة انذاك او مقهاية عثمان العدني من أصول صومالية والذي كان يتميز اكله بالفاصوليا مع السمن الزيلعي والسبلة والقوارمة (الهال،الباروره) او نذهب مقهاية مديره المقابلة لمسجد النور وبعدها نزور مكتبة الشيباني علشان نشتري الكتب والقصص التي نحتاجها وكان كل هذا يعتبر بالنسبة لنا يوم سعيد نقضيه تمشيه وفسحة ونروح بيوتنا ونحن في غاية السعادة.
والذي اريد ان أوصله لكم بأننا كنا صبية صغار كنا نخرج من بيوتنا والدنيا أمنٍ وأمان وكل الجيران زي الأخوان رغم بداية الثورة المسلحة في اكتوبر ثلاثة وستين ورغم الصراع المسلح بين جبهة التحرير والجبهة القومية من جهة ومع الرابطة من جهة اخرى قبل وبعد خروج الإستعمار البريطاني عدن.
وفي العطلة المدرسية كل واحد من الزملاء كان له شأن البعض كان يسافر خارج البلاد او داخل البلاد إلى الأرياف او يبحث له عن عمل واما بالنسبة لي أنا كنت اصحى مع والدي مع اذان الفجر للذهاب معه إلى كريتر عدن حيث كان يعمل أبي مشرف في دائرة صحة البيئة أيام بدر ناجي وصالح عبدالرزاق ونجيب محبوب وعبيد خيالي وكنا نصل مباشرة إلى مقهاية كشر وعند السيد هاشم لأنه صاحب وصديق والدي الذي كان يقدم لنا الملي (القشطة) وكان أبي وانا نعاونه في العمل في المقهى في تقديم الطلبات للزبائن وبعدها يذهب أبي لعمله وأبقى انا أعمل مع السيد هاشم صديق والدي وفي المساء يأتي أبي بعد انهاء دوامة ليصحبني إلى بيتنا.
وقبل ان يكون والدي يعمل في دائرة صحة البيئة كان يعمل بحار في البواخر الاجنبية وكنت اسافر معه أحيانا واذكر إني سافرت معه على الباخرة عدة مرات إلى دار السلام في كينيا ومصر بور سعيد وجيبوتي.
وفي أيام عطلة الجمعة او المناسبات او الإجازات الرسمية والمدرسية كانت العائلات تعمل رحلات إلى ساحل كود النمر من الصباح او ساحل أبين او ساحل جولدمور ونتغدى هناك او نذهب إلى بستان الكمسري او بستان الحيوانات لعبد المجيد السلفي ياسلام أيام حلوه وجميلة والدنيا أمن وأمان وسلام ومن ضمن الرحلات كنا نذهب كعوائل إلى بستان الحسيني او دار العرائس ونشتري الخمير اللحجي والدال مع السمن البلدي ونشتري الحلوى اللحجية مع المضروب والقرمش ولا تنسى العائلات شراء الفل والمشموم اللحجي وهم عائدون إلى مدينة الحب والجمال والتعايش والسلم والسلام مدينة عدن الحبيبة ذكريات عايشة في داخل الوجدان لا تنمحي ابداً وهنا تأتي المفاضلة والمقارنة بين ذلك الزمان وبين زمننا اليوم فتارة الفرح نشعر بها عندما نعيد شريط الذكريات ونذكر ذلك الزمن الجميل وتارة الحزن عندما نرى حالنا اليوم من بئس وحزن نعيشها نحن وأبناءنا بسبب..!؟
شيئاً عايش في داخل الوجدان حياة متواضعة وبسيطة وسعيدة هل ستعود عدن ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.