منال الشيباني ما يجري اليوم يعيد إلى الأذهان ما تعرضت له الكاتبة فكرية شحرة، سابقا، حين أعربت عن رأيها تجاه كتابات عبدالله شروح، فواجهت هجوما شرسا من قبله ومن بعض أصدقائه، تجاوز النقد إلى التهكم على العمر والهرمونات وسواها من الممارسات التي يصعب تصور صدورها ممن يفترض أنهم ينتمون إلى النخبة الثقافية.. وكأن دور المرأة الوحيد هو الإشادة بما ينتجه الرجل، بغض النظر عن قيمته أو مستواه.. واليوم، يتكرر المشهد بصورة لا تقل حدة، إذ تخاض معركة كلامية شرسة، تتخللها عبارات مشينة مثل "العانس" وغيرها، في محاولة شرسة للدفاع عن المياحي، الذي نال قسطا وافرا من النقد بسبب مقال قديم. ربما كان خطأ بعض النسويات في توقيت التصعيد، وربما كان من الأفضل الانتظار حتى تهدأ موجة الاهتمام حول المياحي. لكن ذلك لا ينفي أن المقالة موضع الجدل كانت بالفعل غير لائقة من حيث الرؤية والطرح، وربما كتبت في مرحلة عمرية سابقة بعقل لم ينضج بعد بما يكفي، وبثقافة لم تكتمل، وفي مجتمع ما زال يرفض الاعتراف بمفهوم طفولة الاناث.. كل هذه العوامل مجتمعة قد تفسر، دون أن تبرر، ما كتب حينها. وكان يمكن للنسويات أن يرددن على المقال في حينه، أو ينتظرن الوقت المناسب لذلك، دون استغلال لصعود اسم المياحي حاليا في الفضاء العام.. (رائج الان).. كما كان بإمكان أصدقائه ومناصريه أن يدافعوا عنه بأسلوب حضاري متزن، يرقى لمستوى النقاش الفكري، لكنهم للأسف لجأوا إلى نفس الخطاب الإقصائي الذي جاء في مقالته، مكرسين بذلك ما أرادوا نفيه، ومستخدمين لغة مؤذية للمرأة، بعيدة عن الذوق والاحترام.. المشهد يعكس، مرة أخرى، الفكرة ذاتها: أن على المرأة أن تصمت، وألا تعترض، وأن النقد متى صدر عنها يقابل بتشكيك في إنسانيتها لا في فكرتها.. وهي حلقة باتت تتكرر للأسف مع أكثر من حالة، من فكرية شحرة، إلى اليوم، دون أن تجد وقفة صادقة من أولئك الذين يفترض أنهم أنصار الكلمة الحرة وأصدقاء الجميع.. الخلاصة أن المقالة التي كتبها المياحي كانت سيئة جدا، ولا خلاف في ذلك، لكن توقيت مناقشتها لم يكن موفقا.. والنسويات محقات في بعض ما طرحنه، وإن كان لا يعفى بعضهن من الوقوع في فخ التوقيت الخاطئ ومحاولات الارتباط بالترند.. أما ما يثير الأسى حقا فهو طريقة الدفاع الرديئة، التي لجأت إلى الهجوم على المرأة باستخدام ألفاظ تنم عن نظرة دونية مقلقة. ويبقى سؤال أخير لمن شنوا الهجوم: ما الذي يدعو للسخرية من "العنوسة" أو "الهرمونات" أو غيرها من الخصائص البيولوجية التي تميز المرأة؟ أليست هذه كلها جوانب من طبيعتها الإنسانية الجميلة؟ من حائط الكاتب على الفيسبوك