يدور شريط الذكريات الجميلة ولا تغادر أو تفوت أفئدة وعقول وعيون الشعب اليمني تلك المشاهد المهيبة والصور العظيمة والجماهير الوفية لذلك اليوم الاغر واللحظة التاريخية العجيبة والمنجز العظيم الذي ارتفعت في سماء الوطن راية الوحدة وعلم الجمهورية اليمنية، ففي الثاني والعشرين من مايو من كل عام نحتفل بالعيد الوطني لإعادة تحقيق وحدة اليمن وميلاد الجمهورية اليمنية والتي تحققت بإرادة الشعب في 22مايو عام 1990م بعد حقبة من الزمن تفرق فيها الشعب وتجزأت الأرض، تعتبر احتفالاتنا بهذا العيد الوطني عنواناً حقيقياً للتعبير عن فرحة الشعب بوحدته ولتعميق وترسيخ السلام الاجتماعي وتعميق الوحدة الوطنية، وبما يعزز من عمق التواصل والارتباط والحب الكبير الذي يربط ما بين القيادة والشعب، ومعروف أنه بإعادة اللحمة وتوحيد الجسد أعلنت اليمن عن نفسها وأسمها ووجودها الكبير والواضح أمام العالم أجمع. فالتاريخ لن ينسى أن يُسجل هذا الميلاد اليماني الناصع والمشهود في ألمع صفحاته؛ فهذا الميلاد مثّل رداً لاعتبار الهوية اليمنية الأصيلة والعريقة التي عانت الامرين خلال الحُقب والعصور القديمة التي تمثلت في التشطير ونتج عنها صراعات وحروب شطرية عبثية لتشكل الوحدة اليمنية السقف الآمن لكل اليمنيين بعد أن تاهوا في الصراعات العبثية والمشاريع المشبوهة. فعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه اليمن في الوقت الحالي، بما في ذلك الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية، فإن يوم الوحدة يمثل فرصة لإحياء القيم والمبادئ الوحدوية في نفوس ومشاعر كافة أبناء اليمن وبما يلم شمل الأسرة اليمنية الواحدة لتشمل كافة أرجاء الوطن اليمني الكبير من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. لذا يجب على كل يمني أن يحتفل بيوم الوحدة بكل فخر واعتزاز، وأن يعمل على تعزيز قيم الوحدة والتضامن بين أفراد المجتمع اليمني الواحد بحيث يكون هذا اليوم مناسبة للتفكير في المستقبل والعمل الجاد لتحقيق الأهداف، متسلحين بروح الوحدة الوطنية التي تجمعهم وتوحدهم في مواجهة التحديات وتحقيق الأمل والأماني في مستقبل مشرق لليمن وشعبه، وبما يفوت على أعداء الوطن تحقيق أهدافهم المتمثلة في تقسيم اليمن إلى أقاليم، والسيطرة عليها والتحكم بقراراتها ومواردها. ختاماً: ندعو كل اليمنيين الأحرار في كل الوطن القيام بالواجب الديني والوطني في الحفاظ على هذا المنجز الوطني العظيم "الوحدة اليمنية" وحمايتها من استغلال ضعفاء النفوس ومن الأدوات المنفذة لأجندة أعداء الوحدة والوطن وكل اليمن، وعلى كل يمني غيور الوقوف في صف الوطن وقيادته وإسناد القوات المسلحة للقيام بواجبها الوطني لدحر قوى الاحتلال وفلول الاستعمار ومرتزقته وعملائه وكل الغزاة، واليمن يتسع للجميع، فبالوحدة النصر لنا مضمون وسوف نتغلب على كل الصعوبات والتحديات التي تواجه الوطن في شتى مختلف مجالات الحياة.