محمد دبوان المياحي، يمتشق قلما لا غير؛ لكن حروف الكلمات التي يكتبها، و كلمات القلم التي يطلقها تكون أشد وطأة و أبلغ أثرا في صميم هيكل بنيان مليشيا الحوثي المرتكزة على الخرافات، و المتدثرة بالمزاعم و الكرامات الأسطورية المدّعاة.
لم يفترِ محمد المياحي فيما كتبه، بقدر ما أنه جلى الحقيقة، و كشف الخفايا، و أظهر المليشيا ، فكرا و أشخاصا بطبيعتهم، و حقيقتهم.
مليشيا الحوثي اعتادت الاستماع لمطبليها الذين ينطلقون في كلامهم، و كتاباتهم على طريقة (الدوشان) أيام حكم أجدادهم من الأئمة : حياك.. و حياك.. و حيا بوك... .
العبودية تلك و التي كرسها الحكم الإمامي، قد سحقتها ثورة السادس و العشرين من سبتمبر 1962،و ما عاد لها عند اليمانيين من أثر، بل هي مدعاة للسخرية، و الاحتقار.
ربما اغتر قادة المليشيا الحوثية بقلة من الزنابيل ؛ ممن ارتضوا التملق، و التزلف لهم، و هذه القلة الضعيفة المستضعفة لا تمثل شيئا بالنسبة لجموع الشعب اليمني، إلا ما يمثله الأمر الشاذ في القاعدة، و الذي يُستدل به على تأكيد و صحة القاعدة؛ في قولهم: لكل قاعدة شواذ. و شواذ القاعدة التي تمثل جموع الشعب اليمني الرافض للحوثية، هي تلك القلة المتزلفة من الزنابيل.
مليشيا الحوثي ؛ المرتهنة إيرانيا ، و المدعومة فارسيا ، و المسنودة ظلما ؛ توظيفا ، أو مصلحة ، أو مناكفة.. لم يستطع بنيانها الهش ؛ أن يصمد أمام كلمات كتبت على صفحة في منصة من منصات التواصل الاجتماعي.. كتبها محمد المياحي، فاهتز البنيان، و خافت الدجاج على فراخها ، فهرعت أرتال و عساكر للقبض على (قلم)؛ لما يمثله من مخاطر.
لا يمكن أن تتوقع منهم أي عفو ؛ ذلك أن مسألة العفو من شيم الرجال الكبار، و هي صفة لا نتهمهم بها ! و ليس في هذا الكلام مبالغة؛ لأنهم هم من قدموا أنفسهم للناس أنه: لا عفو كريم ، و لا تسامح نبيل ، و لا صفح جميل ؛ لأن هذه مبادئ إسلامية سامية، لا علاقة لهم بها، و لا تذكرها خرافة الملازم.
أإلى هذا الحد فجعتكم مقالة، كتبها مواطن أعزل، ليس بيده سلاح ، غير الكلمة ؛ فاستنفرتم ضده الأطقم المدججة، و مليشيا البؤس و الدمار؟! ثم أغلقتم عليه أبواب السجن.