رحل عن عالمنا أمس امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في وقت أحوج ما يكون إليه شعبه و الأمة العربية ,فمن أمثاله من الرجال الحكماء والصادقين والشجعان في المواقف والمتمسكين بثوابت الأمة العربية وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني..يتركون فراغاً من الصعوبة ان يُملأ بسرعة..عُرف كواحد من دهاة الدبلوماسية والحكمة السياسة على المستويين العربي والعالمي فقد قاد الدبلوماسية الكويتية على مدى 40 عاماً.وتشهد له مواقفه الثابتة وجهوده المخلصة لرأب الصدع العربي وجهوده الإسلامية والإنسانية وليس أدل على ذلك من رسائل التعازي التي تواردت فور إعلان وفاته من مختلف زعماء دول العالم وكذا أمين عام الأممالمتحدة انطونيو جوتيريش, ولا غرابة ان أعتبرته وكرمته منظمة الأممالمتحدة كواحدٍ من رواد العمل الإنساني لما قدمته الكويت من مساعدات بسخاء للاجئين والاغاثات الانسانية , فهم السابقون لعمل الخير على مستوى العالم دون منازع. اما داخليا فقد ترك بصماته في الدفع بخطط التنمية وتثبيت دولة القانون والانتخابات ومعالجة القضايا الامنية والعسكرية وتعزيز دور المراة . واثبتت الفترة الماضية بأنه يملك رباطة الجأش والصدق في القول والعمل عندما حدد بشكل قاطع موقف الكويت من قضية الشعب الفلسطيني بينما هرع البعض خنوعين الى سدة بيت ترامب دونما أدنى اعتبار لقضايا الامة او للكرامة القومية او حتى الشخصية, بل منهم من استقبل نتنياهو في دياره وهوالسفاح و المجرم الملطخة يداه بدماء الفلسطينيين. رحم الله الأمير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح, فلقد ترك سيرةً عطرةً سيحفظها له شعبه و كل العرب و سيذكره التاريخ بأنه كان واحداً من أعمدة الصمود العربي وعنفوانه في وجه التكبر والطغيان ولم يهن ولم يضعف أو يهرول ذليلاً كما فعل الآخرون. 30-9-2020م