القصيدة.. جل من نفس الصباح جل من نفس الصباح .. وبسط ظله المديد ألهم القمري النياح .. يشتي النزح البعيد أه لو كان لي جناح .. كنت مثله وعاد أزيد ربة القرط والوشاح .. واللمى الحالي البديد (2) قتلتني بلا سلاح .. ودعتني لها شهيد ربة القرط والوشاح .. واللمى الحالي البديد قتلتني بلا سلاح .. ودعتني لها شهيد والذي ارسل الرياح .. مبدء الانفس المعيد ما أقول في الغرام أح .. ينقص العمر او يزيد (2) قد علمنا بما يباح .. في المحب وما يفيد قد علمنا بما يباح .. في المحب وما يفيد جدها مثلما المزاح .. وعدها مثلما الوعيد.. ودم العاشقين مباح .. وقتيل الهوى شهيد (2) هكذا طبع الملاح .. تفعل الغيد ما تريد هكذا طبع الملاح .. تفعل الغيد ما تريد وانت يا حامل السلاح .. ما معك تحمل الحديد أحذر الاعين الصحاح .. ما على فعلها مزيد تأخذ الانفس الصحاح .. والملوك عندها عبيد وانت ياطاوي البطاح .. وامسافر الى زبيد (2) السلام السلام صفاح .. ربما انها تعيد... القصيدة للشاعر احمد عبدالرحمن الآنسي.. المتوفي 1836م كان قاضيا عاشقا بزبيد.. وركز على القرط والوشاح... وربة القرط والوشاح التي أُغرم بها من زبيد. وقال القصيدة بصنعاء بعد ترك القضاء هناك .. وطبعا في تلك المراحل من تاريخ اليمن كان القضاة هم طبقة راقية بعدالأمراء والسلاطين مباشرة.... فهم منعمون ومترفون ومبجلون وينتقلون بين منطقة وأخرى وهم مع ذلك الطبقة المتعلمة والمؤهلة في علوم اللغة والفقه.. تنعمهم وعلمهم أنتج منهم اعدادا من الشعراء ... شعرهم غزليا عفيفا . لايبوحون ولايسقطون. ولايكتمون. .. وكانوا يغنون ويُقٓعٍدون للغناء.. فورثوا شعرا غنائيا بكمية هائلة .. وهو ما يعرف في الأوساط الأدبية والشعبية ب (الحميني). ابرزهم الآنسي هذا وهو قاض وكذلك القاضي العنسي والقاضي إسحاق والقاصي شرف الدين.وووو. وكثر.... وخلفوا وراءهم مايسمى بالتراث اليمني الصنعاني. شعرا، وغناء، وتواشيح، وترانيم، وألوان اخرى.. إفتتحها بالثناء على الله مفتبسا من القرءان نفس الصباح، من- والصبح إذا تنفس- وهذا يدل على خلفيته الفقهية أو الدينية.. وهو استهلال رائع وموفق من زاوية أدبية طبعا... ثم يشير إلى نتيجة نفس الصباح انها حركة القمري ذي الجناح.. فهو يغبطه على الجناح .فالقمري يصل لمن يريد. . لكنه لايستطيع الوصول إلى من يحب... ألا وهي تلك التي وصفها ب -ربة القرط والوشاح - وياله من وصف جميل، ورائع ، ومعبر، وعفيف في نفس الوقت ... بدأ يشكو مافعلت به. ثم ينتقل إلى تصميمه على المضي مدعيا علمه بمايباح في العشق والعاشقين... وتعبيره -قدعلمنا بمايباح - اقتباس فقهي من الأحكام في الفقه. يدل أيضا على خلفيته الدينية . يضاف لذلك- يطيق- -والوعد والوعيد - و - دم العاشق مباح - و -قتيل الهوى شهيد - كلها تشير لذلك... والقرط والوشاح... لم يكن متاحا إلا لبنات ونساء الطبقات الراقية والثرية والكتابة في النعيم، في حينه ... فهي مع القرط والوشاح ذات تنعم ودلال وجمال وشرف.. وهي ذات فقه وعلم كونها من ادعت أنه شهيد كحكم فقهي لحالته... وقوله (الغرام..) ولم يقل الحب .... كون الغرام ارفع درجة من الحب.... ويستحيل البوح مع الغرام .. والغرام - لاوصل معه- بينماالحب متيسرمعه الوصل .... ايضا الحب يطفئه الوصال،، وقدذكر ذلك بن القيم في الجواب الكافي... بينما الغرام- لاوصل فيه- وقد يموت صاحبه بغرامه المكتوم بداخله وقدصرح الشاعر بذلك مباشرة عندما ذكر الموت وحكمه وطبعا كنتيجة حتمية لذلك الغرام. قتيل الهوى شهييييد القصيدة لوحة فنية ومعبرة.. وتحكي تجربة مصورة، ومثيرة،.. فيها الحب، والغرام، والتتيم،،والهيام، وفيها الشوق ولوعته، والحبيب ومهجته. والعاشق وحرقته.. فيها تقييد وإطلاق.. فيها لزوم مالايلزم. وجنون العقل. وعقلية المجنووووون..