اتذكر قبل سنوات وقتها كان عام 2009 م ، كنت لازالت طالباً في الإعدادية و كأي طالب في تلك الحُقبة الزمنية ، كنت وقتها أتخد من والدي مصروفاً " الخمسين ريال " لكن ليست بالسهولة كانت محاولتي للحصول على " عوافي" أي المصروف بعد إلتزامات عديدة منها إكمال الواجبات كُلها و الكتابة على خمس صفحات حتى يتحسن خطي كونه كان ولا يزال " خرابيش دجاج" ، بهذه الخمسين الريال كنت قد أتعوف بنصها بالمقفص و النص الأخر عصر اليوم . تخيلوا إنني بوقتها أخد قرصَ روتي مع شبس بمبلغ لا يزيد عن 20 ريال ،،، أيوة القرص بعشرة و الشبس بعشرة بمسمى " ساندويتش" سفري . والأجدر بعدها بالعصر بعد ما تبقى من الخمسين ثلاثين منها شكاليت ومنها أتاري ، كانت حياة بسيطة و سلسلة و جميلة رغم مُدعيها بالغلاء وقتها . لا أفقه على الوضع الذي دار به الزمن و المتغيرات الذي ضربت دهاليز اليمن و عصفت على أبوابها حتى صُرنا بدوامة لا نستطيع الخُروج منها . حدثوني عن الواقع الأن ماقيمة العملة بزمانها الأول الذي ليس بالبعيد عنها . ترجلت مع صديقي مروان مساء اليوم وقلت له خلينا نلفلف سامان عشان القادم من الدراسة و غيرها ، أخدت في جيبي مبلغ محترم مُتأمل بأننا أرجع بشوية من البقاشيش ، لكن بعد لفة واحده فقط من شارع الغلا الى شارع النكبة وصولاً الى شارع السلف و الدين . لم أتخيل بأن يصل بنا الحال الى هذا لم أتوقع بأن الأزمة ستطول و يُلعن من عليها رأيت مالم يُحمد عقباه كم من عزيزً تجرد الى الشارع للحاجة فقط ! كم من عفيفً سائت به الأوضاع على حَساب غيرهِ الناس في عدن تموت باليوم ألف مرة دون النظر إليها لدينا كل الموارد لكن حُصرنا بما علينا لدينا ما يُنير البلد لكننا في ظلمةً مستدامة كيف كُنا و إلى أين أصبحنا لكن يبقى السؤال هو . الى متى ستظل هذه الأمة في مدينتي عدن تتجرع ما يُساق لها من الفاسدين ؟