نعلم جميعا أننا نحتفل اليوم بالذكرى ال 57 لثورة 14 أكتوبر المجيدة في زمن نعيد فيه النضال بثورة جنوبية آخرى للحصول على الاستقلال مجددا ، هذا يعني أنه قد كان هناك تفريط واضح بمبادئ ثورة 14 أكتوبر التي انطلقت بهوية جنوبية وحققت الاستقلال والاعتراف بالدولة التي دام عمرها من عام 67 إلى عام 90 أيضا بهوية جنوبية . مانحن فيه اليوم من ثورة شعبية سلمية عسكرية جنوبية لاتعني ضياع ومسح كافة المنجزات والمبادئ والمتعلقات التي جاءت بها ثورة 14 أكتوبر _ التي كان المفروض احاطتها بجنوبيتها فقط_ وأن جميعها قد أهدر فيما يسمى باليمننة التي اتضحت فيما بعد أنها قد كانت مؤامرة حقيرة وسخة أرادوا بها طمس هوية المواطن الجنوبي من حذافيرها ، ليس ذلك فقط بل وأحداث تغييرات ديموغرافية تجعل المواطن الجنوبي مضيع في أرضه ووطنه ، مسلوب الإرادة ومسلوب التولي ومسلوب القرار ومسلوب الأنتماء ومسلوب الهيمنة ، وجعل كل شيء في الجنوب يبدو ميمنن فقط ، هذه المؤامرة التي استطاعوا الحذلقة بها علينا بمبررات ومسميات وحدوية وقومية ونحن صدقناها انفضحت وانخزت وتعرت في حرب 94 العدوانية ومالحقها من تبعات حاقدة التي طالت كل شيء في الجنوب ، ليس الإنسان فقط بل حتى الحجر والشجر ، وكذلك في حربهم العدوانية الثانية حرب الحوثيين ، وكذلك في حروب الإخوان الحالية التي ورغم صفعات الجنوبيين لهم في مختلف جبهات القتال مازالوا يجهزون ويعدون ويتوعدون تحقيقا وانتصارا لمؤامرتهم القديمة الجديدة الحديثة وهي يمننة الجنوب . الأعظم في ثورة 14 أكتوبر والتي لم ولن تستطيع يمننتهم محوها منها هو أن ثورة 14 أكتوبر هي أعظم وأكبر شاهدة على حقيقة ثبات هوية الجنوب للجنوبيين أرضا وانسانا ونضالا ، لهذه الشهادة وحدها فقط سنحتفل بذكراها ال 57 وسنبقى نحتفل بكل ذكرى لها أبد الدهر . إلى المجتمعين الإقليمي والدولي ، احسموا أمر مايشهده الجنوب اليوم من ثورة ومطالب شعبية نحو الاستقلال على ضوء شهادة ثورة 14 أكتوبر بالهوية الجنوبية فقط بعيدا عن ربط حلولها باليمننة ، ليس عدلا أن يربط الجنوب بالميل إلى توقيع 22 مايو 1990 ويمننته المحصور رغبته بين شخصين فقط لااقل ولا أكثر ويترك الميل إلى شهادة حقيقية وكبيرة وعظيمة هي شهادة ثورة 14 أكتوبر ودلالتها على هوية الجنوب المستقلة عن اليمن بما فيها من تضحيات وشهداء وبما حققته من انتصارات والتي كانت امتدادا للاستقلال وإلى تأسيس الدولة الجنوببة التي كانت عضوا في الأممالمتحدة ومعترف بها دوليا . رضي من رضي وأبى من أبى شعب الجنوب قد قرر في ثورته الحالية أن امر الجنوب لن يحسم إلا وفق شهادة ثورة 14 أكتوبر المقرة بهويته المستقلة بإذن الله .