تيار نهضة اليمن يصدر بيانا للشعب اليمني بمناسبة الذكرى 57 لثورة ال14 من أكتوبر. أصدر تيار نهضة اليمن بيانا للشعب اليمني بمناسبة الذكرى 57 لثورة ال14 من أكتوبر، جاء فيه التأكيد على واحدية النضال والثورة في 26 سبتمبر و 14 أكتوبر، وأن الثورة على الإمامة والاستعمار وتحقيق الوحدة الوطنية كانت تمثل مرتكزات رئيسة لنشاط الحركة الوطنية منذ مطلع الأربعينات وحتى سقوط الإمامة وخروج أخر جندي بريطاني من عدن. كما أكد البيان تكامل المصالح بين الإمامة والاستعمار وأنهما شكلا تحالفا واحدا ضد تحرر اليمنيين وانعتاقهم من الاستبداد والاستعمار والتخلف والفقر. كما أكد البيان تماثل الظروف الراهنة التي تمر بها اليمن مع مرحلة الثورة المضادة التي شنتها فلول الإمامة وسلطات الاستعمار في حصار السبعين بغية القضاء على الجمهورية الوليدة في صنعاء، والثورة المستعرة في عدن، وهو ما باء بالفشل الذريع رغم المؤامرة الكونية، أمام إصرار الشعب اليمني وعزائم الثوار، وهي ذات التجربة التي تتكرر اليوم بدعم خارجي كمحاولة لإعادة فرض الإمامة والتشطير والوصاية، وسوف يخسر الرهان الباطل أمام إرادة الشعب الحرة التي لا تقبل بغير الجمهورية والوحدة الوطنية بديلا. وفيما يلي نص البيان ((بيان تيار نهضة اليمن في الذكرى 57 لثورة 14 من أكتوبر)) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد يطيب لنا في تيار نهضة اليمن في الذكرى 57 لثورة 14 من أكتوبر المجيد، أن نتوجه لشعبنا اليمني المتجاسر على آلامه وجراحاته، وإلى الأمة اليمانية المجيدة التي تأبى الضيم وتعشق الحرية، وتكسر سياج الظلم والاستعمار عبر العصور، بهذا البيان الواضح الأكتوبري المبين، بمناسبة الذكرى 57 لثورة ال 14 من أكتوبر المجيد. لقد ظل وطننا وجغرافيتنا الاستراتيجية الواقعة على بوابة العالم القديم والحديث، محط أنظار القوى الطامعة المستعمرة عبر الزمن، وعلى أسوارها البحرية تصارعت الامبراطوريات والدول، بحثاً عن مبرر لموطئ قدم، فإن لم تجد مبرراً من خارج أسواره، صنعت صراعاً داخلياً تسمح لها بالتدخل وبسط النفوذ. كانت بريطانيا مطلع القرن 18 الميلادي تفتش عن قشة صغيرة لإحتلال مدينة عدن وسواحل اليمن، وفي العام 1837م جنحت بالقرب من ساحل عدن سفينة استعمارية بريطانية تابعة لشركة الهند الشرقية، فاتخذت بريطانيا من تلك الحادثة فرصة لتهاجم مدينة عدن بالمدفعية وتحتلها في العام 1839م، لتجعل منها ميناءا تجارياً يربط بين تجارتها من الهند شرقاً إلى أوروبا غرباً، وطوال 144 عاماً من الاستعمار البريطاني لم يكن لليمنيين في عدن ولحج والضالع وأبين وحضرموت وشبوة وغيرها سوى الاستغلال في أبشع صوره. لقد حاول الاستعمار في عدن طمس الهوية وتزوير التاريخ، بسلخ عدن ومحمياتها عن اليمن تاريخا وهوية، كما عمدً إلى التحالف مع نظام الإمامة الكهنوتي في صنعاء لتمزيق اليمن وقسمتها على الإمامة والاستعمار، على أن يحمي كلاً منهما الأخر، فكان الاستعمار بذلك وجها أخر للإمامة والكهنوت، والإمامة الوجه الأخر للاستعمار. لقد ظلت سلطات الاستعمار البريطاني طوال عقدي الأربعينات والخمسينات، تحمي الإمامة وتحافظ عليها، فلما كانت الثورة الدستورية 48م ساعدت أحمد حميد الدين في القضاء على الحكومة الدستورية، كما أنقذته من ثورة الشهيد أحمد الثلايا بتعز عام 1955م، وحاربت بشدة ثورة ال 26 من سبتمبر 1962م، وختمت ذلك كله بتجييش 70 ألفاً من المرتزقة الإماميين بقيادة الجنرال الفرنسي (بوب دينر) في حصار السبعين لؤاد الجمهورية الوليدة تحت شعار( كانت هنا جمهورية)، غير أن عزائم الثوار الأحرار الوطنين أفشلت كل المؤامرات، وحققت إرادة الشعب وحريته قدراً لا مناص عنها. أيها الشعب اليمني العظيم، لم تكن ثورة ال 14 من أكتوبر المجيد 1963م، إلا الترجمة العملية للإرادة الوطنية الحرة، أرادة التحرر من الاستعمار ومخلفاته، والإمتداد الطبيعي لثورة ال 26 من سبتمبر المجيد التي قضت على نظام الإمامة الكهنوتية المتخلفة في الشمال، حليفة الاستعمار وغرسه الذي وضع اليمن في سجون الجهل والفقر والمرض قروناً طويلة. إن ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر فعل نضالي واحد، لإرادة شعبية واحدة، وواحدية النضال والتحرر الوطني مسألة يقين عبرت عنه أهداف الحركة الوطنية الأم منذ مطلع الأربعينات وحتى تحقق الجمهورية والاستقلال معا، تلك الأهداف التي لخصت مشكلة اليمن التاريخية والمعالجات الجذرية في نقاط ثلاث هي: التحرر من الإمامة، والتحرر من الاستعمار، وتحقيق الوحدة الوطنية. إن تاريخنا الحديث والمعاصر ليؤكد حقيقة الصراع الماثل اليوم أمام أنظارنا، بين إرادة شعب يعشق الحرية والحياة الكريمة، وأطماع إقليمية ودولية تستثمر بقايا عوامل الجهل والتخلف، ومخلفات الإمامة والتشطير، لتضرب بها وحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي، وقوتنا التاريخية، ولا تزال بلادنا يوضع أمام خيارين، إما الكهنوت الإمامي والتشطير، أو خيار الحرب والوصاية. أيها اليمنيون العظماء، لقد علمتنا ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين إن المجد لا ينال بالعبث، والاستقلال لا يدرك بالتراخي، والنهوض لا يبلغه المعتل، وإن أنصاف الحلول قبوراً مفتوحة، وأن القبول بالمليشيا الإمامية في جسد الدولة، لغم سينفجر اليوم أو غدا. إن الوضوح والإصرار والإرادة الحرة والسيادة الكاملة هي الطريق الوحيد لإستعادة الدولة، وترسيخ النظام، وتحقيق الاستقرار والتنمية والنهوض، وإن القبول بالعلل والتعايش الواهم مع نقائض الجمهورية والدولة، ليس سوى استدوام لها وتثمير لمشكلاتها، ونقل للعل إلى الأجيال القادمة عبر الزمن. المجد للثورة – الخلود للشهداء- عاشت اليمن حرة أبيه تيار نهضة اليمن 14 من أكتوبر 2020م